تهدف التنمية البشرية الى تحرير الافراد والشعوب من الرق والعبودية اعتمادا على مفهوم التنمية البشرية هو زيادة الخيارات المتاحة للافراد، وتُعرَّف التنمية البشريّة بأنّها العمليّة التي تهدف إلى زيادة كميّة الخيارات المتاحة للنّاس وحجمها؛ عن طريق زيادة المهارات والمُؤهّلات البشريّة، وفي المقابل نجد ان مفهوم العبودية هي توفير خيار واحد ، وحاضرنا وماضينا القريب والبعيد فيه من الشهود كبيره عن حجم العبودية التي عاشها الشعب العراقي .
والكثير يعتقد ان التنمية البشرية هي نفسها تنمية الذات، بالحقيقة ان تنمية الذات من مكوّنات التنميّة البشريّة، والتنمية البشريّة أوسع في شموليتها ودلالاتها من تنمية الذات، ويقصد بتنمية الذات بأنّها تنمية مهارات الحياة العمليّة، مثل: مهارة الاتصال والتواصل، والقيادة، وفن إدارة الوقت.
والتنمية البشرية تركز على ثلاثة جوانب اساسية هي ( توفير حياة صحيّة وبعيدة عن الأمراض، وزيادة انتشار المعرفة. ، وتوفير الموارد التي تُساهم في وصول الأفراد إلى مستوىً حياتيٍّ لائقٍ) .
وقد ظهرت الجذور الأولى للتنمية البشريّة في أمريكا، وتأثّرت بالسلوكيّات اليوميّة للنّاس، وتعد الفترة الزمنيّة من السبعينات إلى التسعينات: هي الفترة التي تراجع فيها التأثير الاقتصادي في التنمية البشريّة، وأصبح التأثير الاجتماعيّ هو المُؤثّر الرئيسيّ؛ حيث صارت المجتمعات الغربيّة تُحقّق تطوّرات ملحوظة في معيشتها، ولكنّها لم تُساهم في تحقيق السعادة للنّاس، وفي عام 1970م حرصت هيئة الأُمم المُتّحدة على إعادة دراسة مفهوم التنمية وتحليلها، وتوصّلت إلى أنّها تهدف إلى تحقيق الرفاهيّة وتوفير فوائدها لجميع النّاس؛ حيث تمّ التركيز على عنصرَين، وهما وصول التنمية إلى وضع أفضل من الوضع السابق؛ ممّا يُساهم في تحقيق الرّفاه للأفراد، والحرص على تفعيل العدالة بتوزيع النتائج الناتجة عن الناتج القوميّ ( الوطني )؛ لتعميم فوائد التنمية لجميع النّاس.
وستكون نتائج التنمية البشرية على المجتمع العراقي كما يلي في حال تطبيقها بتخطيط سليم
1. ستوفير الوسائل التي تُسهّل حصول جميع العراقيين على التعليم،وسوف تحدد من انتشار الجهل والأميّة بين الأفراد.
2. ظهور فُرَص العمل المُتزامِنة مع إنشاء ظروف تتناسب معها، سواء في المناطق الحضاريّة أو الريفيّة؛ وذلك للمساهمة في الحدّ من ظاهرة البطالة.
3. تطوير مستويات الرعاية الصحيّة، وتحديداً المُتعلقة بالأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن خمسة عشر عاماً.
4. بناء المساكن المناسبة للأفراد من أصحاب الدخول المحدودة.
5. سوف تساهم في الحدّ من انتشار الجوع، والسعي إلى زيادة مُعدّلات التغذية بين النّاس.
6. القضاء على الفقر.
7. السعي إلى رفع دخول النّاس؛ لتحسين مستوى معيشتهم.
8. توفير جميع حاجات الأفراد.
9. توفير الحريّات؛ سواء في الاقتصاد، أو السياسة.
نلاحظ بعد الاطلاع على اهداف التنمية البشرية نجد اننا في العراق بحاجة ماسة لتطبيق هذه النظرية لكي نتحرر من العبودية الامية والمرض والفقر والبطالة والجوع والسكن والحياة غير الكريمه والاجتماعية والسياسية والبنى التحتيه .
وقد يسئل احد القراء الكرام لماذا لا يتم تنفيذ هذه النظرية السحرية التي تستطيع حل جميع المشاكل بسهولة مطلقه والتي عجزت عن حلها كل القوى السياسية ؟! اقول لا يمكن تنفذ التنمية البشرية في العراق الا بعد اتخاذ قرار شجاع لحل المعوقات والمشاكل التالية .
1. المشكلات السياسيّة: التي نعاني منها هي الأساس لجميع مشكلات التنمية البشريّة، والتي ننتج عنها حصارات اقتصاديّة وحروب متنوّعة.
2. المشكلات الاقتصاديّة : ان تدهور الحالة الاقتصاديّة للعراق ؛ بسبب تراجع الحالة السياسيّة، والمشاكل الاقتصادية توثر بصوره مباشره على البُنى التحتيّة في العراق .
3. المشكلات الصحيّة: هذه المجموعة من المشكلات تؤثّر سلبياً في حياة الشعب العراقي ، وينتح عن التدهور وتراجع القطاع الصحي ، الفقر، وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة.
4. المشكلات التعليميّة: هي غياب استقرار التعليم الناجح في العراق .
5. المشكلات الثقافيّة والاجتماعيّة: هي مجموعة المشكلات النهائيّة الناتجة عن جميع المعوقات السابقة؛ حيث تظهر في مجتمعاتنا ( جماعات سكّانيّة متعصبة وجاهلة).