قال الله في محكم كتابه المجيد:” وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ …..” آل عمران آية 144.
اعتاد العرب على حب الحكم والتَحَكم, بالرغم من امتلاكهم بعض الأخلاق الحميدة, ويوضح ذلك الحديث النبوي الشريف, الذي جاء فيه:” إنما بُعثت لأتمِمَ مكارم الأخلاق”, إضافة لتوحيد صفوفهم تحت راية التوحيد, ليكونوا كما أرادهم الخالق, خير أمة أخرجت للناس, يأمرون بالمعروف وينهون عن الباطل.
يجتمع العلماء من المفسرين, أنَّ الأمة المقصودة هي الأمة الإسلامية, فالدين الإسلامي ليس ديناً قومياً, إنما نَزل القرآن الكريم بلسان العرب, كي يفهم العرب معانيه وما يقصدُ به؛ وعلى هذا الأساس, فإن المسلمين في أصقاع المعمورة, هم أخوة؛ لا يجوز لأحدهم الاعتداء على الآخر, حرام على من يشهد الشهادتين, أن ينتهك حرمة المسلم, مالاً ودماً وعرضاً, فهل حافظ العرب عليه, بعد وفاة الرسول؟.
لو راجعنا التأريخ الإسلامي بموضوعية, فقد شهدت الجزيرة العربية, أول النزاعات بين المسلمين, وصراعٌ على حكم الأمة الإسلامية, حسب اجتهادِ بعض الصحابة, الذين يعلمون قَبل غيرهم, أنَهم ليسوا مؤهلين لقيادة امَة الرحمن, لجهلهم بكثير من الأحكام, ليعودوا لجاهليتهم الأولى, للسيطرة بالتمثيل لمن يعارضهم, وكانَّ الرسالة لم توصي بحرمة المُثلة, كما ورد في الحديث النبوي,” إياكم والمُثلة ولو بالكلب العقور”,تاريخ الطبري (6/64), وكمثال على ما قام به خالد بن الوليد, وتمثيله بجثة مالك بن نويرة, الذي رفض البيعة و تسليم الزكاة, للخليفة الأول حيث اجتز رأسه, ووضعه تحت القدر.
توالت التجاوزات لتطال, آل بيت النبوة الذين أّذهب عنهم الرِجس؛ بواقعة كربلاء التي استشهد فيها, الحسين ومن معه من ابنائه واخوته, عليهم السلام وأصحابه, رضوان ربي عليهم, دون احترام الجيش الأموي, لنسل الرسول عليه الصلاة والسلام, ولا لإنسانية الدين الإنساني, ولم يكتفوا بذلك بل سبوا عيالهم, فعادوا بذلك لجاهليتهم الأولى, مستخفين براية الإسلام الحنيف, فهل سيعدل حكام العرب من يخالفهم, بعد ان لم ينصفوا نبيهم في ذريته؟.
حَكم العرب أكبر امبراطورية, ولكنهم لم يوصلوا الفِكر الإسلامي الحقيقي, فقد كانت سيطرتهم, للحكم وجمع الأموال, وسبي النساء, وهذا ما نراه من فعل داعش, التي ترعرع فكرها في الجزيرة العربية, وبدعمٍ من حكام الخليج, بينما تَركوا أرض المقدس, وشعبها المسلم فريسة بيد اليهود, ليكيدوا بالمسلمين في كل العالم.
إنَّ العصبية القومية والقبلية, جعلت حكام العرب, لا يفرقون بين القومية والدين, فمن أولوياتهم قِتال من يعارضهم, فإن لم يتمكنوا من قتاله, سعوا لإثارة الفتن, لإرباك الوضع الداخلي لتلك البلدان, كما يحصل من تظاهرات, في جمهورية إيران الإسلامية, ساعين لربيع شبيهٍ بالربيع العربي, الذي خرب البلاد وأباد العباد.
إنَّ خوفهم من زوال حكمهم, جعلهم مطية يركبها كل فِكرٍ شاذ, خدمة للصهاينة الذي يسعون للثأر, من الدين الاسلامي, الذي كَسر قوتهم وسلطانهم, في خيبر وقينقاع وغيرها.