يبدو أن الانتخابات القادمة تختلف عن سابقاتها، كون المعركة أشد، ولا مجال للتزوير فيها، وأن حصل؛ سيكون قليلا ومحدودا فالعملية الانتخابية يجب أن تكون نزيهة، ووفق الأطر القانونية، المتعارف عليها عالميا، وبنسب معقولة، يشهد لها المجتمع الدولي، لنحترم أنفسنا كشعب، ونخدم العملية الديمقراطية في البلد.
هناك قوى وطنية، تسعى بكل جهدها لتقليل نسبة التزوير، ليكون محدودا جدا، وفي حالة إدخال عمل “السكنر” أي آلة التصوير وتكون عملية إلكترونية، إضافة إلى اليدوية، ومن خلال بطاقة الناخب، وفق النظام البياومتري، واستخدام بصمة الناخب، ستكتمل العملية، بصورة شفافة، ونجاح دون تشكيك بالنتائج، خصوصا أذا تم إعلان النتائج خلال ساعات من أجراء عملية التصويت.
ما دعت له المرجعية، على مدى السنوات السابقة، وبح صوتها، من خلال منبر الجمعة، على التغير، وانتخاب الشخص ذو الكفاءة، والنزاهة، الذي يتحمل الواجب المكلف به أمام ربه، وشعبه، فأن المشكلة الحقيقية؛ هي إن هناك من يسمع صوت عدونا ويصدقه، ويغلق أذانه، عن صوت الحق، ولا يسمع صوت المرجعية، عندما تقول هناك أناس بالعملية السياسية، جيدون.
حقيقة أقولها للتاريخ؛ ليس كل الذين يعملون بالسياسة، سُراق، كما يدعي أعداء العراق، ثم أذا كلهم سٌراقا، بمن نضع ثقتنا، ومن يدافع عن حقوقنا بالسلطة، اعلموا إن من يدعي ذلك، هو في الأصل، يريد أبعاد الشعب عن السلطة، ومصدر القرار، وإضعاف جميع القوى، وبالتالي إسقاط العملية السياسية، برمتها، وهذا مسعى أمريكا وحلفائها، من أعداء العراق.
استغرب كثيرا، عندما يقوم بعض المثقفين الجدد، برمي التهم، ونشر ثقافة، عدم الانتماء لأي حزب، بحجج واهية، وهم بهذا يساعدون البعث، وحلفائه، من حيث لا يشعرون، ويتناسون ما فعله البعث الكافر، من قتل وتشريد، أن النظام ألصدامي المقبور، مازال يعيش في بعض الأدمغة، التي تحاول الإساءة، لهذا الشعب المظلوم.
فهل من المعقول أن يترك العراق للفاسدين؟ ولم نشترك في الانتخابات، لكي نغير من واقعنا، ولما لا نبحث عن النزيه والأفضل، كما قالت المرجعية، وهل من مصلحة أبنائنا، أن نذهب لنجلس بالبيت، وندعي بأن كل شي بيد أمريكا، والسعودية، ما هذا الأمر المضحك، الذي يدعوا للسخرية، اليوم العراق أقوى بمرجعيته، وقوة شبابه، فلنتبع مرجعيتنا، ونحترم سياسينا، ونختار النزيه، ونسعى للبحث والتقصي الجيد، ونختار من نجد فيه المواصفات المطلوبة من الهمة والحرص من الشباب، ونبعد الفاسدين من الكهول .
في الختام؛ الانتخابات سيف يقطع يد الفاسدين، فمن لا ينتخب، يشارك الفاسدين بفسادهم، فأن كان يدري بذلك، فتلك مصيبة، وأن كان لا يدري، فالمصيبة أعظم.