على الرغم من الهدوء الذي يتمتع به شخص رئيس الوزراء حيدر العبادي ” والذي كان واضحا للعيان وبرغم كل ما قيل ويقال عن شخصيته عندما ثنيت لة الوسادة وتقلد حكم بلدا كحصانا جامح من الصعب ترويضه الا ان والواقع اثبت عكس ذلك عندما استطاع هذا الشخص الهادئ ذو الكاريزما المثيرة للجدل تجاوز كل التحديات ونجح ايما نجاح وفي كل الملفات العالقة سواء كانت الأمنية منها او السياسية بل وحتى الاقتصادية أيضا اذا ما علمنا انه تسلم حكومة ( مفلسة) ،حيث أدار ظهرة عن تلك الأصوات النشاز التي صورته بالرجل الضعيف والسياسي الهزيل الذي يمكن أسقاطه في أول اختبار ولكن بهدوئه أسقط جميع خصومة وكل مناؤئية،بل واحرجهم وسحب البساط من تحت أقدامهم ورماهم بعيدا خارج اللعبة! ولم يتعامل مع الملفات كافة إلا بهدوء وروية مستفيدا من الدعم الذي تقدم لة من قبل المرجعية وبعض القادة المؤثرين في المجتمع كالصدر والتيارات المدنية وعدد من المثقفين الذين ضأقوا ذرعا من التصرفات السابقة للحكومات الماضية ، وتجدر الإشارة هنا إلى أن اعقد الملفات التي نجح فيها العبادي هو ملف إقليم كردستان العراق وإعادة كركوك إلى احضان البلد بعدما أطلقت عدة إشارات انها لأتعود إلى العراق مطلقا كونها قدسهم التي يتغنون فيها وكان الحديث عنها ضربا من الخيال اومن السذاجة اصلا الحديث بهذا الامر علاوة على مقدار ما استحوذت علية حكومة الاقليم من الميزانية والامتيازات الأخرى، وطبعا ذلك الأمر كان برضى الحكومات السابقة بل هو جزء من التوافق “الديمقراطي “لتقسيم السلطة ، وقد انقلب السحر على الساحر وفشل مسعود البرزاني الذي كان يعتبر نفسة أسطورة السياسي الذي لا يقهر والشخص المدعوم داخليا وخارجيا عربيا و أجنبيا وفشلت جميع مخططاته في إعلان الانفصال من جانب واحد رغم التحذيرات التي وصلت لة بضرورة ترك هذا الأمر ولم ينتهي بفشل مشروعة الانفصالي فحسب بل إن العبادي استطاع أن يسجل هدفا ثمينا في مرمى كردستان واستطاع أن يحرك سكون الشارع الكردي الناقد والناقم بالخفاء أساليب عائلة مسعود وحزبه و الذي هو الاخر كانت ينتظر بشغف لحظة سقوط إمبراطورية الرعب البرزانية ، فلم يكن أحدا ما يصدق أن هنالك صيحات سوف تطلقها حناجر الكرد رفضا للمسعود ومشروعة الانفصالي ولم يكن أحدا ما يصدق أن صورة ذلك الصنم ستحرق في الإقليم وسط هتافات الموت لمسعود!؟ فضلا عن استغراب دوليا ومحلي لسياسة القمع التي مارسها حزبه ضد المتظاهرين الكرد والسلاح الذي توجهه إليهم من قبل أبناء جلدتهم في حين أن هذا السلاح كان مشروطا أن يطلق ضد أعداء كردستان وليس على ابنائها ، كذلك أن أسلوب التعامل مع حرية الرأي وإغلاق عدد من القنوات الفضائية التي كانت تنقل خبر التظاهرات امرا يكشف زيف إدعاء حرية التعبير والرأي في كردستان التي وصلت حدا لا يمكن القبول والتسليم فيها ، ويمكن القول ان مسعود بعملة هذا قد أدخل القضية الكردية بالنفق المظلم بعدما أعلنت حركة التغيير وشريكة الطالباني وحركات اخرى الانسحاب من حكومة الإقليم بعدما سألت بينهما الدماء مستذكرين التاريخ والحروب التي وقعت بينهما سابقا؟
فعلا انها السياسية الناعمة وقوة التأثير التي عمد عليها العبادي في إيقاع كل خصومة وجعل المبادرة بيد الشعب فهو بالتالي آلية ستؤول الأمور وجعل الاقليم يعيش خيبة الامل ليس لها مثيل ،وحتى على صعيد التحالف الوطني فقد استطاع العبادي أن يؤنب الشارع الشيعي ضد الحكومات السابقة بعد إعلان النصر على داعش وانطلاق حرب مكافحة الفساد التي كان ينتظرها الشعب بترقب حذر بعدما تفشى الفساد ونخر جسد الدولة بكل مفاصلها واصبحت الدولة مدينة لصندوق النقد الدولي الذي يملئ عليها شروطه وذا كان ثمة انتصار فانة يحسب لهذا الرجل الهادئ الذي استطاع أن يمسك العصا من المنتصف ويحدث توازننا عربيا ومحلية ودوليا بعد رفض دخول العراق لعبة المحاور وإذابة الجليد بين العراق ومحيطه العربي …