المتابع لمسيرة منتخبنا الكروي منذ مشاركته الاولى في دورة الخليج العربي عام 1976 في الدوحة يلاحظ كيف كانت الكرة العراقية مقارنة بالمنتخبات الخليجية , بعدما كان منتخبنا الكروي يحقق الانتصارات ويخطف اللقب اصبح الان فريسة سهلة لاغلب المنتخبات الخليجية وهذا الامر بالحقيقة يفقد الكرة العراقية بريقها على الرغم من تاريخها العريق الحافل بالانجازات و بالنجوم ولكن لايمكننا ان نبقى فقط نستذكر تاريخنا الكروي ونتحسر على بطولات والقاب خطفها نجوم الكرة السابقين خلال القرن المنصرم وخلال الاعوام السابقة , علينا ان نستمد من تاريخنا الكروي ما يضيئ حاضرنا وتبقى للكرة العراقية هيبتها وعنفوانها ولايبقى منتخبنا الكروي فريسة سهلة للمنتخبات الاخرى .
خليجي 23 كانت فرصة كبيرة لاثبات وجود الكرة العراقية وخطف اللقب وهذا ليس استهانة بالفرق الاخرى ولكن كل الامور كانت تصب بمصلحة المنتخب العراقي من حضور كبير لاغلب نجوم الكرة العراقية ومساندة الجماهير الكبيرة المتعطشة للفرح التي كانت تنتظر الفوز بفارغ الصبر لتعبر عن فرحتها وهذه الجماهير كانت متلهفة للخروج الى الشوارع للاحتفال رغم الطقس البارد ولكنها اصيبت بخيبة امل بعدما ودع الفريق البطولة وكان باستطاعته ان يتجاوز الخصم لكن الارتباك وعدم التركيز وعدم خبرة المدرب كانت النتيجة سلبية على عكس ماكان متوقع , وتبدد الحلم بخطف اللقب لتعلو ملامح الخيبة والالم بدل الاحتفال بالفوز .
جميعنا نعلم ان الرياضة فوز وخسارة وما لم نتقبل الخسارة لا نعرف طعم الفوز ولكن علينا ان نتعلم من اخطائنا ونتجاوزها ونستفاد من تجارب الاخرين لبناء منتخب كروي قادر على اعادة امجاد الكرة العراقية وتاريخها , لا يمكن ان نُحمل الخسارة للمدرب وحده فقط ولكن من الاجدر به قراءة المباراة بصورة صحيحة و لاسيما ان الفريق الخصم لم يكن بالمستوى وكان من السهولة التغلب عليه ولكن خبرة مدربنا باسم قاسم قليلة مع المنتخبات ولا سيما بعد اجراءه تبديلات ربما كانت متاخرة بعض الشئ اوغير موفق في اختيار التشكيلة الاساسية واعتماده على لاعبين لم يكونوا على قدر المسؤولية او اقتناص الفرص , لذا تعاقب اهدار الفرص بين الارتباك والتسرع واللعب الانفرادي ( الانانية ) ,كما اعتقد ان المدرب او مدرب حراس المرمى لم يكن موفقا باختيار الحارس لتمثيل المنتخب مع وجود اكثر من حارس على مصطبة الاحتياط افضل منه ولديه الخبرة الطويلة كان يمكن الاعتماد عليهم بدل من الاعتماد على حارس واحد فقط .
قد يعتقد البعض ان خسارة لقب خليجي 23 بالامر المهم صحيح انه لقب يضاف الى الالقاب التي خطفتها المنتخبات الكروية ولكنه ليس نهاية المطاف ولكن يجب ان نتعلم من الاخطاء و لا نبقى نجامل على حساب تاريخنا الكروي ويجب ان نضع النقاط على الحروف وانهاء المهزلة باختيار اللاعبين وفق ما يشتهي البعض , واذا كان بالامكان اعداد اكثر من فريق وعدم الاعتماد على مجموعة من اللاعبين وكذلك الاهتمام بمنتخبات الفئات العمرية للاندية وكذلك بالمنتخبات المدرسية لانها الاساس في بناء قاعدة كروية قوية .
علينا ان ننسى تاريخنا الكروي ولا تبقى نتحسر عليه وعلينا ان بناء منتخب على قدر المسؤولية .. للاسف ضاعت فرصة الفوز بأنانية البعض وعدم خبرة المدرب وضعف حارس المرمى , بطولة الخليج العربي ليست الا دورة مصغرة غير معترف بها واعتبرها مباراة تجريبية للاستحقاقات القادمة علينا ان نتجاوز ما حصل فيها ونتجاوز الاخطاء والهفوات بعد ان نجد الحلول للارتقاء بالكرة العراقية .