لتحقيق الحياة الكريمة هناك عدة سبل قد تطول القائمة عند التطرق إليها بالبحث و التفصيل ، فتلك المقدمات تخضع لقانون الأسبقية وصولا إلى تحقيق الهدف المنشود و يتماشى مع قوانين و أنظمة لا تخرج عن دائرة قيم و مبادئ الشرائع المقدسة، تأتي في طليعتها الوحدة الصادقة بين المجتمعات البشرية، ولعل تجربة المؤاخاة بين المسلمين شاهد حي على المنزلة العظيمة للوحدة في نظر السماء يبقى علينا أن نعي جيداً و نفهم حقيقة الوحدة بمنطوقها و أساسياتها الصحيحة كي يتم تطبيقها على أرض الواقع وكما هو مخطط له ، فالوحدة أساس كل شيء يدخل في صلاح و إصلاح المجتمع الإنساني ، أساس بناء مستقبل زاخر بالخير، و العطاء وكما يقال اليد الواحدة لا تصفق وخير و لكي نأخذ العضة و العبرة من قصة الشيخ الكبير الذي أراد أن يجمع شمل أبناءه على الوحدة في السراء و الضراء فجمعهم و أعطى كل واحد منهم عصا صغيرة فأمرهم بكسرها فتمكن جميعهم من كسر العصي لكن حينما أعطى كل واحد منهم حزمة عصي مجتمعة فلم يتمكنوا من كسرها فتعجبوا من ذلك فقال لهم أبوهم انظروا يا أولادي فعندما تتفرقون حتماً سيتمكن الأعداء من كسر شوكة كل واحد منكم وأما عندما تكونوا مجتمعين متحابين بقلوب صافية متآلفة في الله تعالى حتماً سيعلو شأنكم و تعظم قوتكم و يحسب لكم أعدائكم ألف حساب فلن تستطيع رياح الشر و الحقد و البغضاء مهما أوتيت من قوة كسر شوكتكم، فيا معاشر المسلمين يا إخوتي في الله تعالى الإسلام دين محبة و إخوة و تلاحم يناشدنا ونحن نطوي صفحات عام 2017 لنجعل عامنا الجديد عام يمن و بركات عام الوحدة الإسلامية الصادقة القائمة على ما فيه خير و صلاح شعوبنا و يضمن لها في الوقت نفسه الحياة الكريمة ، و يحفظ لها مستقبلها المعطاء و نكون قولاً و فعلاً المصادق الحقيقي لقوله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر) كلمات ما أروعها و هي تبث فينا روح الوحدة و الإخوة الإسلامية و تعطي الدروس القيمة ، فالسنون تمضي و الأيام تنصرم و الناس في شوق أكيد لتستقبل عامها الجديد وهو يكتسي بحلته المشرقة الزاهية المفعم بأناشيد التحرر من قيود العبودية التي هبت رياحها الصفراء مع ما حمله عام 2017 من منغصات و إرهاصات سلبية عكرت صفو الحياة و قرعة طبول الألم، و الأنين ولا تعترف بأولويات، ومثل الأديان السماوية الوقورة، المهذّبة بجواهر التعاليم الإلهية، نسبت أساطيرها الوثنية إلى الدين الإسلامي، والإسلام منها براء لأنها استخفت بموجباته وضرورياته، كَفّرت بنهجها الخارجي المجتمعات على اختلاف معتقداتها، واتهمتها بالردة لمجرد الاختلاف، فوضعت الإسلام في قفص الاتهام بسفاهات وترهات فكرها المارق عن الدين المحمدي الأصيل، بعد أن تجاوزت على أصوله الصبيحة، و مقاصده النبيلة، فجعلت لله تعالى شركاء، وكانت لنبيّه المصطفى شرّ أعداء، ولآله وصحبه خصماء، وحتى ننعم جميعنا بعام جديد ملؤه العدل، والمساواة، والصدق في المعاملة، والعطف، والشفقة، والبناء والعمران والخلاص الدائم ، لابد…