23 ديسمبر، 2024 8:11 م

نعم … انتصر الفساد في دولة الدستور والقانون ، ودفع اهل الدستور والقانون بان يهربوا من تطبيق الدستور والقانون من اجل عدم مواجهة الفساد ، وهذا ما توصلت اليه الحكومة بان تحجب فقرة مهمة من فقرات الشعب العراقي من اجل ان لا تواجه الفساد في البطاقة التموينية .

لكن هذا الامر لا يمكن ان نلوم به الحكومة وحدها ، بعدما تسربت وثائق من داخل مجلس النواب اشارت الى ان الذين تباكوا على الشعب حين الغت الحكومة البطاقة التموينية هم انفسهم طلبوا من رئاسة مجلس النواب ان يلغي هذه البطاقة … (وهذا حال الشبعان الي ما يشعر بالجوعان) .

اذن الى اي حد وصل الفساد في البلاد ، والى اي مرحلة ، ومن الذي يتبناه بحيث يتعذر على دولة كبيرة بامكانياتها وجيشها ورجالاتها ومؤسساتها ان تواجهه بقيد انملة ؟

واين المؤسسات التي شكلت لمواجهة الفساد ، اين هيئة النزاهة اين لجنة النزاهة اين المجلس الاعلى للقضاء على الفساد ، واين واين واين ؟

امن المعقول ان انجازات هيئة النزاهة التي لطالما تفاخرت ببعض بياناتها انها القت القبض على الموظف الفلاني والموظفة الفلانية متلبسين ، واقصى ما لديها انها ضبطت مديرا معينا ربما لا ظهر له يدافع عنه .

عجيب هذا البلد ، وعجيب كيف يدار ملف الفساد فيه ، يهرب فيه المسؤولون الكبار عنه في اول لحظة انكشافهم ، ويبقون الصغار كمفخرة للبيانات والتصريحات التي تخرج على العلن .

ان القضاء على الفساد في البلاد ، لا يحتاج الى مؤسسات بل الى خطوة حقيقية وجريئة من رئيس الوزراء نوري المالكي ، لتنظيف البلد من هذه الآفة ، واعتقد انه لا يمكن القضاء عليه الا باعلان الاحكام العرفية ضده ، وان ينال المفسد ما يستحقه من عقاب مباشرة وبدون محاكمة ليكون عبرة لمن اعتبر .

لا اعرف هل غابت الاحكام العرفية من ذهنية المالكي لكي لا يلجأ لها ، ام ان هناك مسؤولون كبار يتلاعبون في هذه الدولة ، لا تستطيع الحكومة السيطرة عليهم .

انا اجزم لو قام المالكي باطلاق الاحكام العرفية ونال من بعض هؤلاء ، فانه سوف لن يبقى ولا مفسد في العراق ، وسينظف البلد من براثمهم .

ان تأثير الفساد واعيائه للدولة ليس خافيا وظهرت تعبيراته كثيرا حتى في تصريحات المالكي الذي وصفه لاكثر من مرة بانه وجه من اوجه الارهاب في البلاد .. وهذا تعبير حقيقي وصريح وصحيح ، لان الارهاب يحصد بارواح العراقيين ، والفساد يحصد بقوتهم .

اكرر دعوتي للمالكي … وانا على ثقة بانه سينجح في مهمته ، وان الشعب العراقي سيؤكد هذا النجاح من خلال دعمه له ، وسيكون انجازا كبيرا ومعروفا لن ينساه الشعب العراقي لمن يقوم به .