على مدى سنة كاملة من العمل الثقافي، استطاع الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق أن يتواصل مع متلقي الأدب عبر بوابات المهرجانات والتظاهرات الثقافية، وفي أكثر من محفل.
ويمثل عام 2017 عاماً حافلا بالمعرفة والإبداع، إذ جاء مكملاً لمسيرة فعاليّتين مميزتين شهدتهما أواخر عام 2016، وهما:
1.انطلاق أعمال (منبر العقل) في اتحاد الأدباء، عن طريق المؤتمر الفكري (عراق مابعد داعش) الذي ضمّ بحوثاً فكريةً أصيلةً، ونقاشاً جدلياً واسع التفوّق.
2.مهرجان الأديب (رضا طالباني) الذي احتضنته كركوك المحبة والسلام والإخاء.
ومما يجدر ذكره سعة التعاون والتنسيق بين الاتحاد بوصفه جهةً منظمةً، وبين وزارة الثقافة بوصفها جهة راعية، فالفعاليتان المذكورتان عقدتا بدعم من وزارة الثقافة والسياحة والآثار، وبتفاهم مثمر شكّل أساس النجاح للفعاليات الأخرى.
ومن أبرز المهرجانات التي رعتها وزارة الثقافة في العام 2017 من ضمن أعمال اتحاد الأدباء:
1.مهرجان المربد الشعري الذي احتضنته محافظة البصرة في أضخم تجمع أدبي وفني إبداعي.
2.مؤتمر السرد في دورته الثانية وهو يصنع من بغداد بؤرة التقاء فاعلة محتفياً بالسارد (عبدالمجيد لطفي) شعاراً لدورته.
3. الفعالية الثقافية الخاصة باستذكار الأديب الراحل سعدي المالح، من ضمن أعمال مكتب الثقافة السريانية في الاتحاد، إذ رعت الوزارة هذه الفعالية التي كان من المقرر عقدها في عينكاوا بأربيل، إلا أنها تأجلت بسبب ظروف إقليم كردستان بعد إجراء الاستفتاء.
4.مهرجان المتنبي في دورته الخامسة عشرة، من أعمال اتحاد أدباء واسط، والذي كان من المؤمل عقده في كانون الأول 2017، لولا التدخل المعرقل للحكومة المحلية، مما حدا بالأدباء إلى تأجيل هذه النسخة من المهرجان، وبتآزر جميل وقفت وزارة الثقافة مع أدبائها، رافضة تدخل السياسة بمجريات الأدب.
5.مهرجان الكميت الشعري الذي يقيمه اتحاد أدباء ميسان الطيبة والعراقة، وسط تجمهر ثقافي واسع. وقد عقد المهرجان في شهر كانون الأول المنصرم.
6.مهرجان الشاعر لطيف هلمت، من ضمن أعمال المكتب الثقافي الكردي في الاتحاد، وسط حضور فاعل لشعراء وأدباء كرد في قلب العاصمة بغداد.
هذا وقد عقد الاتحاد مهرجانات وجلسات متخصصة أخرى، كمهرجان (جواهريون) للشعراء الشباب، ومؤتمرين لمنبر العقل، الأول عن (الفلسفة وأسئلة العقل) والآخر عن (الأنا والآخر)، ومهرجان (أكيتو) الثقافي في كركوك وعين كاوه بإشراف المكتب الثقافي السرياني، واتحاد الأدباء السريان. وامتازت رابطة النقّاد والأكاديميين بمؤتمر تخصصي نقدي تصدّت له بحنكة ورصانة، فضلا عن استذكارات لمبدعين عراقيين ورموز أدبية راسخة.
ومن أجمل إضافات الاتحاد لسلة المهرجانات ما عقده اتحاد أدباء ديالى من مهرجان شعري يحمل اسم (تامرّا) في بداية ناجحة جمعت المبدعين العراقيين تحت أغصان ربيع بعقوبة، ليتزامن معه الاحتفال باليوم العالمي للشعر، في مهرجان شهد حضورا عربياً في بغداد، فضلاً عن عودة مهرجان الحبوبي في دورة جديدة من ضمن أعمال اتحاد أدباء ذي قار الحضارة والحرف الأول.
كما قدّم المكتب الثقافي التركماني في اتحاد الأدباء نشاطاته بفرادة مميزة، عن طريق مهرجانين شعريين لحناجر تصدح بحب الوطن.
وعن نشاطات اتحاد الأدباء لعام 2018 … فالعمل جارٍ لعقد مهرجان المربد في شباط المقبل، وبدعم من وزارة الثقافة العراقية، ومحافظة البصرة، كما وعدت الوزارة بدعم الدورة الثانية عشرة لمهرجان الجواهري، التي يستعد لها الاتحاد في آذار المقبل بترافق مع يوم الشعر العالمي. كما يجري التحضير واستقبال نصوص الشباب لطباعة عشرين إصدارا جديدا في حفل مسابقة المبدعين الشباب في السابع من أيّار/يوم تأسيس الاتحاد، وكذلك الجهد موصول لاستقبال اجتماع المكتب الدائم لاتحاد الأدباء العرب منتصف السنة الجارية. فضلا عن بقية المهرجانات التي يجري التحضير لها تباعاً.
ومن ربى كل هذه الزهور اليانعة للعمل المنتج، يشكر الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق وزارة الثقافة والسياحة والآثار لحسن موقفها، ودعمها ورعايتها مهرجانات الاتحاد المتنوعة، مما يشكل رفدا للساحة الأدبية، كما يمثل نموذجا للبناء الراسخ لمعمار العقل المفكّر.
ونأمل من وزارتنا المتفانية شمول مهرجاني (تامرّا) و(الحبوبي) الشعريين بدعمها المشهود، كما نسعى لشمول أحد المهرجانات لأعمال المكتب الثقافي التركماني بالدعم الوافي لإشاعة روح الجمال والتبنّي للفعاليات المختلفة التوجه.
الشكر والامتنان لكل من أسهم في توهّج الاتحاد بسِمته الباذخة الروعة، وشكرا لكل اتحادات المحافظات، والمكاتب الثقافية، والأندية والروابط والمنتديات.
وأطيب الأماني لأديباتنا وأدبائنا بمناسبة حلول العام الجديد، دامت أيامكم بالفرح والسرور.