أزعم ان لي حق الجهر بصرخة تتردد مكتومة في ضمائر ونفوس شيعة العراق , من أنهم براء ..براء من كل ما يقوم به المسئولون النافذون في هذه الحكومة والحكومات السابقة , منذ جاءوا مشحونون بقاطرة الإحتلال الغاشم , او متعلقون بذيولها , ليقولوا لنا هذه محروميتنا, وهذه مظلوميتنا .. وإذا المحرومون والمظلومون يقعون على المال العام والسلطة مثل (مهروش ووكع بكروش) و يتصرفون مثل اغبياء لا يتوفرون على أي قدر من الحكمة والحنكة في السياسة والاقتصاد والثقافة .. فاقدون لأهلية سوس شعب مثل شعب العراق , جعلوا أمرا مرضيا سيادة النعرات العرقية والطائفية والمذهبية , واستخدموا سقط المتاع من التخصصيين في شتى شئون المسئولية , من دون حرص على الإفادة من (الأنتلجستيا) ألعراقية التي جعلت مئات الآلاف منها تخدم بلدانا اخرى تبعد عنا آلاف الأميال , مشردون لا تتوفر لهم فرص منح الإنسانية خبراتهم .. وهم الذين أنفق عليهم الشعب العراقي من نسغ آماله وطموحه لكي يعمّروا ويبنوا العراق! تماما مثل ابناء ينتظر منهم آباؤهم ما يعزز حياتهم ويرفع رؤوسهم .. بدعاوى لا تستقيم مع العدالة , وما حظ عليه بارئ هذا الكون !
إلا يحق لنا..ان نوصم كثير من هذه المجموعات السائبة , في اروقة الوزارات والمؤسسات ودواوين الحكومة ومرافق الحياة الاقتصادية والاجتماعية , بخيانة الهدف القيمي المتمثل بالولاء للعراق , ولأهداف بناءه وأداء دوره الإنساني .
ما الذي تعنيه انتخابات عليها ما عليها من مآخذ , لم يشترك في حسم نتائجها الشعب العراقي , بل حسمت تلك النتائج من خلال , عشرة , عشرون شخصا ممثلون لمفوضية انتخابات , وحتى قضاء سيسوا مفاصله, وأخضعوها لمحاصصة شكلية , لا يراد منها إلا تحقيق اهدافهم النفعية الخاصة بهم وحدهم , وهم أصلا مشكوك في عدالتهم وحيادهم , ليرفعوا الى سدة الحكم وتمثيل الشعب ,شخصيات متهرئة الفكر , فاقدة المنهج , عديمة الكفاءة , لا يعرف كثير منهم حتى كتابة اسمائهم .
لا نستخدم هنا اساليب التحليل , والعودة الى جذور في انفسنا , كشعب نجانب الإخلاص في اداءنا , ولا نساس إلا بالطمع او العصا , كما يذكر لنا سفر التاريخ ,
وأزعم ان لي الحق في اعلان براءة الشيعة العراقيين من جميع حكام اليوم , من سقط متاع الشيعة ,الذين ذبحوا , ويذبحون , وهجروا , وطوردوا , وجاعوا .. ولازال غالبيتهم في محافظات جنوب العراق وقصباته وأريافه , كذلك في وسطه , وشرقه , وغربه , يتحسرون على العمل ,والوقود , والثياب الجديدة ونبذ (نعالات الإسفنج ) ويحلمون بعدم ارتداء (ملابس البالات)..براءتهم..من كل الشخصيات التي نقلتها اصواتهم من التمرغ بالثرى الى مستوى الثريّا , من دون اعتبارهم وعظتهم , في انهم منحوا فرصة , كان ينبغي استثمارها بإعطاء المثل الحسن ,على تطبيق مبادئ رسولنا الكريم محمد (ص), وإمام المتقين علي بن ابي طالب (ع) , وصحب الرسول (رض) , في شظفهم وزهدهم وخشونة مأكلهم وملبسهم , وثراء انفسهم ,وسوسهم الرعية بما اراده الله من قيم وأخلاقيات .
لقد استمرأ كثيرمن هؤلاء المدعون بالدين والمذهبية والوطنية , السلطة والمال , من اجل لي حقائق الحياة العملية البسيطة المتمثلة , في الحفاظ على المال العام وتصريف شئون العراقيين باستثماره , وهو ما لم تمتلك مثيله دولة واحدة من دول المنطقة , حجما وتدفقا واستمرارية !
وإذا كان منا من يأخذ على صدام حسين حروبه , وكثير من سياساته , فها هو بعض من الشعب العراقي يترحم على ايامه , التي كانت ضامنة كرامته على الأقل , ومتانة سمعة العراق , وبتر كل كف فاسدة !
الشيعة براء مما أوقعهم فيه نفر فاقد لأهلية المسئولية , من المتربعين على عروش نقلتها اليهم المصادفة , والظروف الاستثنائية ليصبحوا مثل (لزكة جونسن) , كأن قدراتهم وحدهم هي المتاحة في هذا البلد , الذي لم تعقم ارحام نساءه عن ولادة من هو مؤهل لخدمة العراق !
وإذا كان البعض منّا قد قبل ان يجلس تحت قبة (برلمانه) انصاف المتعلمين والأميين وأصحاب الألسنة من دون عقول , فانه في ذلك غير مخير , حتى لو جعلنا ارواحنا وضمائرنا تختم على استمارات الانتخابات , وليست اصابعنا او أكفّنا , سيزور المزورون هذه الانتخابات بسبب من ان العلة في الملة ..التي قادوها مثل قطيع الى هذا المصير !
ترى ..هل نستكين لأن شيعيا حاكما يستخدم شيعيته في الإثراء الفاسد ؟,وسرقة المال العام ,؟ وتسفيه وتسطيح سياسات البناء المفترض لهذا البلد ؟ بعد تخلف وخراب متعدد الأسباب , لم تشهده امة , بفعل اعمال بعض ابناءها المتسلطين , او آباء فقدوا رشدهم , وصار لزاما الحكم بحجرهم , ومنعهم من ايذاء اكثر !
صحيح ..ان هؤلاء المسئولون الشيعة.. ليسوا وحدهم ! بل يشترك معهم ويديم ازمات العراق الأكراد القاظمون لإمكانيات العراق قضمة بعد قضمه , المؤتمرون بارادات امريكية واسرائيلية واقليمية , لا يسرها للعراق وحدة ,ولا يسعدها للعراق كفاية ! وهم ان وجدوا في ظروف استثنائية فرصة لتحقيق اهداف قومية , لو كانت في اطار من السياسة الواقعية , الأخذة بمشروعية العمل القانوني والأخلاقي , الواعي بظروف الشعب العراقي الحالية , لقلنا آ منا بالله , ان لهؤلاء الشركاء في الوطن حق , ولكن سياسات المراهقة السياسية , هي الأخرى صارت شريكة في تدمير العراق !
وإذا كان هناك من قول عن مسئولية وزراء (العراقية),او حبات العقد المنفرط من السنّة نقول..نعم أنهم مسئولون .. كما ان غيرهم مسئول عن شرف اداء يمكن لهم من خلاله البرهنة على إخلاص , يوحد العراقيين ويصون وحدة ارض العراق , لا ادعاءات جوفاء , مثل (هواء في شبك ) !
انني اتمثل اليوم قول الإمام علي بن ابي طالب (ع) ” والله لقد ملئتم قلبي قيحا) ..واجد ان غالبية الشعب العراقي من شتى أطيافه , تتمثل هذه المقولة الصالحة لكل زمان ومكان , وجد فيه امثال هؤلاء المسئولون العراقيون !
ترى ..من يجسد براءة الشيعة من هذا النفرمن الشيعة ؟ لقد ادانت (المرجعية الشيعية) في (النجف الأشرف) السياسيين العراقيين , ومنعت تمسحهم بأذيال المرجعية وزيارتهم لها ..ورغم سقوط ورقة (الأخذ) بآراء المرجعية , لا زال كثير ممن نعم بالسلطة والمال ينتظرون انتخابات (مجالس المحافظات ) , وربما (الانتخابات العامة ) , آملين بجولات خداع تديم النعم المحرمة .
هل نسمع من يردد عاليا صرخة براءة الشيعة من (حكم الشيعة ) !
ورود الكلام ..
لا نريد حبا تذكرنا به الأغاني .. يملؤنا نواحا , وميوعة , واستجداء , بل نريد حبا يسمو , على كل مذلّة , واستكانة , وعذاب ..نريد حبا وبرّا , بأبينا العراق , بعد أن (صك) أنينه آذاننا , ومزق أساه قلوبنا , وصرنا مثل قطرة ماء في بحر لواعجه , وآلامه !