خرج الشعب الإيراني في تظاهرات احتجاجية على الأوضاع الاقتصادية المتردية في البلد، العملة الإيرانية بلغت أسعار صرف متدنية جدا، الوظائف أصبحت شحيحة والرواتب لم تعد تكفي لتوفير قوت المواطن، أضيف لها رفع الدعم عن بعض المواد، هذه الضغوطات كانت نتائجها الطبيعية هيجان الشارع الإيراني في العاصمة طهران والمدن الإيرانية الأخرى، الآمر الذي تفهمته الحكومة الإيرانية وأكدت سعيها لمعالجة الممكن في هذا الجانب.
إيران تعاني من حصار دولي استمر لأكثر من قرن، وتعاني من تهديد مستمر من معظم دول العالم، كثمن لوقوفها في صف المقاومة، فهي البلد الوحيد الذي مازال يقول للاستكبار وإذنابه لا قولا وفعلا سرا وعلانية، السؤال هل إيران مخيره في موقفها هذا؟
يعني إذا تعاونت إيران مع ما يسمى بالمجتمع الدولي سيخفف عنها الحصار، الوقائع تقول أن الاستكبار لن يتصالح مع إيران إلا إذا ارتدت ثوب جديد شبيه بثوب الشاه وان اختلفت الألوان، بدليل الملف النووي الإيراني الذي استمر التفاوض بشأنه سنوات طوال حتى أسفرت المفاوضات عن اتفاق، سرعان ما نقضته وشتمته أمريكا، ومازالت بعض دول اوربا المشاركة في الاتفاق تقدم رجل وتؤخر أخرى لغرض التنصل عن هذا الاتفاق، لكن يعطلها ضعف الدور الأمريكي وصعود المحور الإيراني في المنطقة وجراح أذناب أمريكا في المنطقة التي تهددها وجوديا،
أن إيران أمام خيارين لا ثالث لهما أما البقاء دولة تمتلك قرارها، وتحافظ على استقلالها ويصمد شعبها ويتحمل لأجل امتلاك حريته وكرامته رغم قسوة الظروف وصعوباتها أو التنازل عن كل هذا والدخول إلى ذل التبعية لأمريكا وإسرائيل.
عندما اختارت إيران وشعبها الخيار الأول، استغلت أمريكا وإذنابها الحمل الثقيل على كاهل الشعب الإيراني كثمن لحريته لتحرك بعض عملائها، وتحقق وعد محمد بن سلمان لنقل المعركة إلى داخل إيران، أدلة ذلك واضحة للعيان، الزى الموحد لقادة التظاهرات في كل المدن الإيرانية، الشعارات الموحدة في كل المدن التي خلت من المطالبات الاقتصادية وأصبحت سياسية بالمجمل، عمليات التخريب للمنشآت والمحلات والمصارف، التصريحات الأمريكية والسعودية التي تبشر بقرب انهيار النظام الإسلامي في إيران وعلى لسان ترامب وبن سلمان وغيرهم من المسئولين، هذه الإعمال رفعت الغشاوة عن عيون الشعب الإيراني المتمسك بثورته وخرج للتظاهر لأجل معالجة مشاكله لا تدمير بلده ونظامه.
ألان بدأت عملية الفرز بين العملاء والمندسين ممن يتلقون التعليمات من غرف عمليات أمريكية وإسرائيلية وبتمويل سعودي، وبدأ الهجوم المضاد للشعب الإيراني الذي ضحى لأجل كرامته وحريته ودفاعه عن المظلومين في العالم سنوات طوال بالدماء والحرمان، وأعلن استعداده للدفاع عن هذه المفردات إلى آخر رمق.
خاب من جديد فأل من يمنون أنفسهم بتغيير النظام الذي صنعه الشعب، وذاق هؤلاء مرارة الهزيمة التي اعتادوها من إيران وشعبها المسلم الصابر المحتسب.
همسه في أذان بعض المطبلين للتظاهرات من خارج منظومة المتآمرين وبالخصوص ضيوف الفضائيات من متعممين وغيرهم، هل تعلمون إنكم أول الخاسرين إذا تغير النظام في إيران لصالح دول التأمر؟! وسيركلكم أسيادكم فما عادت لهم بكم حاجة.
همسه أخرى في آذان المتفرجين على الأحداث أيضا خارج دول التأمر ومواطنيها، أتعلمون أن انهيار النظام في إيران يعني إنكم ستصبحون مجرد أدوات لا قيمة لكم وستصبحون عبيد كما كنتم للأنظمة الشمولية.
همسة أخيرة في آذان المستضعفين في الأرض وخاصة شعوب دول التأمر، وجود النظام الإسلامي في إيران ضمانة لكم على مختلف مشاربكم على الأقل صوت صادق يطالب بحقوقكم ويفضح أساليب حكوماتكم ومستعبديكم.