بعد ثورة دامت لأكثر من ثلاثين سنة يبدوا أن إيران تشهد مقدمات لثورة أخرى تصحيحية فمنذ عهد الشاه وحتى العهد الحالي لم يشهد الايرانيون فرقا كبيرا خاصة على المستوى المعيشي.
اليوم هناك انتفاضة قد تتطور الى ثورة اذا ماتحققت ظروفها وشروطها، هذي الانتفاضة كانت متوقعة من قبل النظام الايراني وليس كما بدى عليه بأنه متفاجئ وليس كما يدعي اليوم بأنها مدفوعة من الخارج، فالمتتبع للأحداث لماقبل يوم أو يومين من الانتفاضة يعرف بأنه قد صدر قرار من النظام الايراني انه لن يفرض بعد اليوم قيود على الحجاب وحرية النساء، هذا القرار وكأنه اراد فتح الباب امام النساء ليمارسن حرية اكبر منها وهي حرية بيع اجسادهن، وكأنه يقول لهن اكسبن لقمتكن بممارسة الجنس، وهذا ماجعل تلك السيدة تنتفض في اول يوم من الانتفاضة حيث قالت عبر فيديو بث عبر شبكات التواصل الاجتماعي بأن الإيرانيات الأن يبعن أجسادهن ليعشن، وكأن تلك السيدة فهمت أن النظام الإيراني لن يقوم بإصلاحات إقتصادية وانما طرح البديل بأن يمارس النساء الجنس باسم الحرية لكسب قوت يومهن، ولهذا كانت النساء في هذه الانتفاضة في مقدمتها.
ذلك النظام الذي يدعي بأنه إسلامي وليس هو من الإسلام في شيء، فمن أبرز سمات النظام الإسلامي هو إعانة الفقراء، هو اليوم يرفع الدعم عن الفقراء والمواد الاساسية التي يعيشون عليها، فأين الزكاة من النظام أين أموالها، أين أموال الخمس الذي يأخذونها من الشعب الإيراني وغير الشعب الإيراني.
كل هذا يبرز فشل النظام الايراني كنظام يدعي بأنه إسلامي، كما فشلت انظمة وأشكال إسلامية أخرى معاصرة كما هو الحال في السعودية والعراق.
اليوم اتضح مايسمى بتصدير الثورة بأنه محض خيال وماهو إلا تصدير للأزمة الايرانية الداخلية لاينخدع بها سوى العاطفيون والجهلة والمتعصبون.
اليوم ليس امام الشعب الايراني سوى الاستمرار بالإنتفاضة حتى التغيير، فإن عدم وصول الانتفاضة لأهدافها سيجعل دول العالم يزيدون الضغط على ايران لكي تنفجر من الداخل، فخيار أن يقبل أو يدعم الشعب الايراني لنظامه سيجعله تحت طائل العقوبات وإذا فشل في انتفاضته فسيستمر الضغط على النظام الايراني وعلى الشعب الايراني بطبيعة الحال حتى يستسلم النظام أو يثور الشعب.
وإذا ماستطاع النظام أن يقمع الانتفاضة فإن هذا سيجعل المعارضة يختلف شكلها وتكون أكثر تأثيرا ويجعل العقوبات عليه شرعية وضرورية.
اليوم لاأرى خيارات كثيرة لدى النظام الإيراني والحال كذلك بالنسبة للشعب.
اليوم النظام الايراني ربما يمكنه أن يخفف الاحتقان في حال يعلن انسحابه ومليشياته ودعمه من الجبهات والجماعات في الخارج، وكذلك لابد عليه أن يعد الشعب بإصلاحات اقتصادية بل واصلاحات جذرية في النظام وربما الدعوة لانتخابات وتعديلات دستورية قريبة قد يخفف من حدة الانتفاضة.