23 ديسمبر، 2024 10:52 م

الفوز بالانتخابات … بين بريق الذهب وبريق العيون

الفوز بالانتخابات … بين بريق الذهب وبريق العيون

في ظل تنافس محموم تنلطق الانتخابات فيخسر من يخسر ويربح من يربح الحصول على المقاعد , تقف خلف ذلك الفوز عوامل عديدة منها الماكنة الاعلامية وادارة الحملة الانتخابية لتسويق المرشح وطبيعة الكيان السياسي والمتغيرات في الساحة السياسية والاجتماعية , وستراتيجية الترويج والتسويق والاتصال المباشر وغير المباشر وتخصص المؤوسسة التي تدير العملية الانتخابية وتحويل المتغيرات بأتجاه المرشح في معركة  التنافس الانتخابية , ولكن المعركة ليس بمفهومها العسكري  إنما هي تنافس نبيل مشروع لنيل السلطة لتلبية تطلعات ومطالب جماهير  تم بلورتها في برنامج انتخابي , ومن جانب اخر الحملة الا تقتصر على فترة الانتخابات وإنما بأستمرارية التواصل والتقارب مع المواطن  وإيجاد الرؤية القريبة من الواقع بمصداقية وعدم المتاجرة بأصوات الناخبين وجعلها سلم لهدف غير واضح المعالم , ومن خلال المؤوسسات التي يعمل بها  لابد ان تمتلك تلك المؤوسسة المصداقية والمنهج  المقبول الواضح للخدمة وترصين القواعد الشعبية , العراقيون لهم تجارب سابقة كالانتخابات المحلية والنيابية وفي النيابية السابقة كان عليهم الاختيار من بين 8 اّلاف مرشح  325 نائب  , والواضح من نتائج الانتخابات هنالك تعثر حكومي ونيابي في ادارة ملفات الدولة من الاّليات المتبعة للترويج عن المرشحين وجعل هدفهم هو الحصول على الاصوات و بأساليب مختلفة لا يخلو اغلبها من المخادعة والوعود الكاذبة وشراء الذمم والاصوات واستنهاض العشيرة والطائفة والقومية , وهذا ما تطلب افتعال الصراعات الداخلية وتعطل اطلاق المشاريع والمبادرات الاّ قبيل الانتخابات والعمل اقتصر على المبادرات الاّنية والحلول الترقعية  والسطحية لتولد جملة من التراكمات التي تحتاج للحلول الجذرية , وقلما نجد هنالك من راجع  تلك الوعود وقارب طموحات المواطن وقراءة افكاره بتقديم اطروحات المشاريع  او توجيه الجهود بأتجاه المواطن  دون تبرير ان الخلل موجود عند الاخر , بينما الملاحظ هنالك تقاسم في افتعال الازمات والامتيازات والسعي لتحسين الواقع المعيشي للمرشح وتفريب المقربين وكيفية الحصول على السلف والعقود , فتشخص الابصار تجاه  بريق الكرسي دون الألتفات لواقع مظلم من عاطلين ومحرومين وتعطيل للقوانين , فالفوز بالانتخابات لا يعني الحصول على اكثر المقاعد رغم ان الوصول للسلطة مصدر للخدمة ولكن الانجاز يقاس بنوع الانجاز  وليس بكثرة المقاعد التي ربما تستخدم  بالاستخدامات السيئة لعرقلة العمل سواء كان ذلك من اقتراح القوانين التي تصب بصالح المرشح او التشريعات  التي تؤثر على حياة المواطن دون التحيز لمسؤول وان يسعى ان يكون خادماّ  قبل ان يبحث ان يكون مخدوم ويبحث عن بريق  الفرح في عيون المواطن قبل ان يبحث عن بريق الكرسي والذهب والدولار …