لو تعامل أصحاب الفكر والقلم مع قضايا المجتمع الشائكة لتحقيق مصالح العباد وإعمار البلاد في زمن الحروب والكروب بإندفاع وهمة عاليين كما يتعاملون مع قضاياهم الشخصية ، حيث ﻻ هدوء وﻻ إستكانة لحين نيل المطلوب وتحقيق المتمنى والمرغوب وبلا هوادة ، لما تجرأ أحد منهم على قول أحط عبارة تخذيل وتيئيس في العالم يصفعون بها وجه كل راغب في التغيير والاصلاح : “لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي ” إنها أشبه ماتكون بـ” القناعة كنز لايفنى ” التي ضحك بها الترامبيون وأمثالهم من اﻷثرياء على أمثالنا من – الفلافليين – ردحا طويلا من الزمن ومازالوا !!
إن كنتم غير قادرين على الإصلاح وربما غير مؤمنين به أصلا ، فلا تخذلوا يرحمكم الله تعالى وتنحوا جانبا ، وﻻ تكونوا أنتم والفاسدين والصنميين والانتهازيين على المصلحين وطلاب التغيير سواء !
فعندما تكتب عن قضية خطيرة كالمخدارت التي تنتشر كالنار في الهشيم على المستوى المحلي وتفتك بشبابنا فتكا مريعا وآخرها إلقاء القبض على متهم يتاجر بالحبوب المخدرة ضبط بحوزته ٤١٦٠ حبة مختلفة اﻷنواع في النجف ، واعتقال خمسة أشخاص يحملون الجنسية الباكستانية ضبط بحوزتهم 2.5 كغم من المخدرات في الديوانية ، ثم ينبري لك أحدهم قائلا ” هناك قضايا أخطر من المهلوسات إنهم يتعاطونها هربا من واقعهم المرير فلا تشغلوا أنفسكم بها وتفرغوا للأهم !!” إنما يحاول أن يكسر شوكة المصلحين ويقوي جانب الحشاشين عن قصد وسوء طوية أو عن قلة وعي وغباء مطبق !
عندما تحذر عن تفاقم ظاهرة الإنتحار المريبة في العراق وآخرها ما أعلنته خلية المتابعة في ذي قار وتسجيلها خلال عام 2017 لوحده قرابة 70 حالة انتحار أقدم على بعضها أشخاص بوظائف مهمة ومكانة اجتماعية مرموقة، وعندما تدعو الى اتخاذ مايلزم بحق مطلقي المفرقعات و العيارات النارية في المناسبات ما تسبب بمقتل طفل يبلغ من العمر 11 ربيعاً برصاصة طائشة بمنطقة الزعفرانية وجرح العشرات في العاصمة بغداد لوحدها بعد فوز المنتخب العراقي على نظيره اليمني وقبلها القطري بخليجي 23 ، ثم يظهر لك من يقول ببرودة أعصاب متناهية ” خليهم يتونسون ويتمتعون بالحرية ..طاق طاق طاق ” ﻻتملك إلا أن تدرك حجم ما وصلنا اليه من إنحدار فكري وإنهيار أخلاقي بوجود من يبررونهما !
وعندما تطالب بفتح ملف حرائق البساتين في ديالى وآخرها إحتراق 10 بساتين شمال بعقوبة دفعة واحدة وفي يوم واحد ، فيما أكدت مصادر مطلعة إحتراق بستان واحد هناك كل يومين منذ مطلع 2017 بفعل فاعل ،بمعنى أنهم يريدون قتلنا جوعا من جهة وملء جيوبهم من جهة أخرى عبر تحويلها من أراض زراعية الى سكنية ذات طبيعة ديمغرافية محددة تخدم دول الجوار ، إضافة الى ملف حرائق اﻷسواق المريبة في بغداد وأبرزها “سوق الشورجة” والذي لايكاد يمر شهر من دون إندلاع حريق كبير بأحدى مجمعاته ما يتسبب بخسائر تتعدى المليارات ، وحرائق الخيام بمخيمات النازحين وأحدثها إحتراق 22 خيمة في مخيم (بيرسف) للنازحين في مدينة زاخو، ثم يأتي بعضهم ويثبط همتك بـعبارات يضعها في غير موضعها نحو : ” الصبر مفتاح الفرج ” أو ” مايظل حمل مطروح ” أو ” ايييييه ..تخلص !” إنما يحاول أن يفت في عضدك لعلك تتحول الى إمعة مثله فتكونون في الخذلان والتخذيل سواء .
وعندما تحث الخطى قدما لمنع المخرفين الفضائيين من الظهور على شاشات التلفزة نحو ” حجي ثقب ، ابو علي الشبياني ،ياسر الحبيب ، حمودي جكليتة “وغيرهم ممن إذا أراد أعداؤنا دفع شبابنا نحو الإلحاد فيكفيهم ثلة من امثالهم ليسوقوا لنا من اﻷساطير مايكفي لضلال أمة بأسرها ، لتعصي كما ” عصى فور ، فصار عصفورا ” على حد زعم أحدهم وعلينا منعهم ..يظهر لك بعضهم ليقول ” ﻻ تتحدث عن العلماء بسوء ، فإن لحومهم مسمومة !!” .
اما الى الروزناميين والروزناميات ، فأقول أن كل حزب وتكتل سياسي وبرنامج إنتخابي ﻻيحقق للفقراء أحلامهم ، وﻻ يطعم أفواههم ، وﻻ يكسو أجسادهم ، وﻻ يؤمن سكنهم ، وﻻيضمن علاجهم ويوفر تعليمهم ، ولايؤوي مشردهم ، وﻻيعيد نازحهم ، وﻻيكفل أيتامهم ، وﻻيسعى على أراملهم ، وﻻ يؤهل معاقهم ، وﻻيكافح أميتهم ،وﻻيحترم مسنهم ، وﻻيعمل جاهدا على تشغيلهم وتوفير فرص العمل الشريفة لهم وﻻ يرفع عنهم مايعانونه من شظف العيش والبؤس والفاقة ، فلا خير فيه أبدا وإن كانت كل المراجع الدينية والسياسية والدولية تقف معه ، واياكم أيها الفقراء ان يضحكوا عليكم بصلة القربى والمحسوبية والمنسوبية سواء الفكرية ، أم المذهبية ،أم العشائرية ، أم القومية ، أم الدينية ،أم السياسية ، اياكم مالم يحققوا لكم مطالبكم وحقوقكم المشروعة ،اذ ان تحقيق العدالة الاجتماعية بكل اشكالها وصورها أولا هو المطلوب وببرامج مفصلة ، واضحة ، شفافة ليتسنى للمراقبين بل ولعامة الناس معرفة صدقها من كذبها ، أما عن أقلام الجاف والبطانيات والمدافئ والروزنامات خلال الحملات الانتخابية المعتادة ، اضافة الى سرد البرنامج بطريقة إنشائية ﻻتفصيل فيها ولا وضوح بمعنى – تشربت – فهي دليل دامغ على ان ” الحزب والتيار والكتلة – الروزنامية ، الفلكسية -” تنوي سرقة المال العام بكل شراهة ﻻ الحفاظ عليه بشرف ونزاهة وترككم أنتم وعوائلكم على شفير الهاوية بإنتظار ان يركلونكم فيها وﻻعزاء، إعمل عقلك ودع عنك عاطفتك ، كي ﻻتلدغ كما في كل مرة من ذات الجحر الواحد مرتين لتظهر في الفضائيات بعد – استحمارك – لتعض إصابع الندم وتشتمهم بأقذع العبارات فيما أنت من إنتخبهم وأظنك ستعيد الكرة مجددا عام 2018 مالم تصل الى مستوى من الوعي والجرأة بمقدورهما أن يؤهلانك ﻷن تقول لا للمفسدين ﻻ للمخذلين ﻻ للروزناميين وإن صرفت على حملاتهم الانتخابية الملايين ، نعم للمصحلين وإن لم يقف معهم أحد ..جرب ولو لمرة واحدة والتجربة أكبر برهان . اودعناكم اغاتي