19 ديسمبر، 2024 6:51 ص

مقتدى الصدر والبطاقة التموينية

مقتدى الصدر والبطاقة التموينية

قد يعتبر البعض ان هذا انتصارا لجهة على حساب اخرى او دفاعا عن الحكومة , لكن نقول اننا لن نتوانى عن قول مانراه انتهاكا لجقوق المواطن ومن تلك الحقوق الكرامة الانسانية التي تنتهك يوميا تحت يافطة الدفاع عن المواطن , وقد تطرقنا كثيرا الى الفساد المستشري وغياب الحكومة عن واجباتها وتجاهلها لحقوق المواطن البسيطة , وكان اخر مقال حول صفقة السلاح الروسية والفساد الذي رافقها وعبر هذا الموقع لكن دون ان ينشر المقال ! نجد من واجب الجميع ان يقوم بواجبه تجاه نفسه اولا وشعبه ثانيا ووطنه ثالثا ,لذا لن نتوانى عن نقد ايا كان ومهما كان موقعه وهذا الواجب نقوم به قدر المستطاع في محاولة لمغادرة ثقافة التنصل عن المسؤولية بالعبارة الشهير (خليها على الله ) . وهذا ليس تغييرا بالقناعات لكن انما الامانة في تشخيص الاسباب تدعونا لتبني هذا الموضوع مبتعدين عن اي تحزب لأي جهة كانت .
ومن هنا يأتي سؤالنا البديهي عن موضوع التصويت على قرار الغاء البطاقة التموينية هذا القرار الذي استفز الكثير من ابناء الشعب حيث اعتبرت التموينية سلة الغذاء الرئيسية للعائلة العراقية وفقدانها يعني المجهول , وهذا الشعور يأتي لعدم ثقة الناس بقدرة الحكومة على تأمين البديل . من صوّت لألغاء البطاقة التموينية ؟ فهل نظام مجلس الوزراء يسمح للمالكي ان يمرر هذا القرار دون موافقة وزراء حكومته ؟ ام ان الوزراء صوّتوا مجبرين ؟ , لا تحتاج الاجابة الى ذكاء كبير او محلل سياسي او اطلاع على محضر الاجتماع , الامر مكشوف فمن صوت لصالح الالغاء هم الوزراء جميعا ومنهم وزراء التيار الصدري وبأعترافهم , وقرارات مجلس الوزراء تتخذ بالاغلبية , اما احتمال كونهم مجبرين على التصويت فهذا ما فنده الوزراء انفسهم , ولعل بصمة الدم التي وقعت بها استقالة احد وزراء التيار خير شاهد على اختيارهم للتصويت بحرية وقناعة . اذن ما الذي يدعو مقتدى الصدر الى اصدار الفتاوى والتصريحات المستنكرة لهذا القرار ؟ هل هو الجهل الراسخ ؟ ام مخاولة تضليل الرأي العام ؟ .
ان هذه التصرفات تفسر بثلاثة اسباب هي
 الاول:-  هو حالة المراهقة السياسية والهبوط المستمر لهذا الرجل .
الثاني:- هو محاولة التضليل والتنصل عن الاخفاقات ورميها في خانة الاخرين خصوصا اننا امام استحقاقات انتاخية .
الثالث :- حالة الضياع والتخبط  التي يمر بها تياره بسبب تصرفاته المثيرة للحيرة والتي ادت الى تناقص حاد في شعبية هذا التيار من جهة ورفض بقية الاحزاب والمكونات السياسية للتحالة مع الصدر من جهة ثانية . وهذا ما جعل الصدر يشعر بعدم المقبولية التي تؤشر على افول هذا التيار من المشهد السياسي  في قادم الايام . وقد اشرنا في السابق الى ان التيار يمر بمرحلة متقدمة من الترهل والكبر يستحيل عندها العودة الى وضعه الحالي ناهيك عن فقدانه لأمكانية حمل السلاح مجددا , وهذا المؤشر لم يأتي اعتباطا بل هناك معطيات كثيرة تدلل وبما لا يقبل الشك على ذلك .
ان حالة النفاق السياسي ومحاولة خداع الناس عبر تصريحاته بخصوص قرار الغاء التمونية تعتبر محاولة من محاولات انعاش هذا التيار بطرق لا اعتقد انها ستكون مجدية . هم اليوم يحاولون استثمار كل صغيرة وكبيرة في سبيل البقاء لكنهم لن يستطيعوا ديمومة هذا البقاء بهكذا وضع , ولعل العزلة الكبيرة التي يشعر بها الصدر ( خصوصا بعد عودته الاخيرة من بيروت قبل اكثر من اسبوع  دون ان يستقبله حسن نصرالله رغم الالحاح ) جعلته يتحرر من قيود مفروضة عليه سابقا فأصبح من السهل عليه تبني ما يراه وهذا سيوقع التيار بأحراجات كبيرة وتناقضات مخجلة ناتجها سيكون انزواء الصدر خلف الابواب والقبول بالواقع الذي يجعله طالبا في مراحل اولية من الدراسات الحوزوية هذا ان اجادها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات