يوما بعد يوم، يشتد إرتباط تطورات الاوضاع في إيران بالعراق و العلاقة التي باتت تتجه لما يمکن وصفه بالجدلية بعد أن صار النفوذ الايراني قويا الى الحد الذي يتحکم فيه بمسار و إتجاه الاوضاع السياسية، وليس بالامکان أن يتم هذا الربط في الامور الإيجابية فقط بل وحتى في السلبية منها و التي صارت تطغي على الاوضاع في إيران حاليا على وجه التحديد.
لسنا نتحدث عن العقوبات الدولية المتزايدة على إيران ولاعلى الضغوط الغربية المتضاعدة عليها ولاعن العزلتين الاقليمية و الدولية لهذا النظام، وانما نتحدث عن أمرين على وجه التحديد وهما:
ـ الاحتجاجات الشعبية الايرانية الآخذة بالاتساع و الخروج عن دائرة سيطرة السلتات الايرانية.
ـ صراع الاجنحة المتصاعد بين أقطاب النظام الايراني الحاکم و الذي وصل الى مفترق خطير بعد دخول المرشد الاعلى خامنئي على خط الصراع و صار طرفا فيه.
الاوضاع الاقتصادية و المعيشية الوخيمة في إيران والتي هي نتاج إقتصاد مبني على النفط و الغاز بالاساس، والفشل الذريع لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لحد يومنا هذا من تحقيق وعود بتحقيق الرفاه المعيشي بل وحتى فشله في بناء إقتصاد يمکنه أن يکون في مستوى التصريحات و المواقف المتشددة التي يطلقونها، وانما هو”أي النظام”منهمك بتقوية أجهزته القمعية و بتوسيع دائرة نفوذه و هيمنته في المنطقة والتي صرخ آلاف المتظاهرين يوم الخميس الماضي في مدينة مشهد و مدن إيرانية أخرى ضد التدخل في بلدان المنطقة بل وحتى هتفوا بالموت لروحاني و للمرشد الاعلى نفسه!
هذه الاحداث و التطورات غير العادية الجارية في إيران و التي تشبه الى حد بعيد بما کان يجري في إيران في عام 1978، أي عام قبل الثورة الايرانية التي أطاحت بنظام الشاه، خصوصا وإن الصراع المحتدم بين أقطاب النظام و الذي دخل فيه الرشد الاعلى بنفسه مما يٶکد على خطورته ولاغرو ليس في الامکان أبدا عدم ربطه بحرکة الاحتجاجات الشعبية التي باتت تتصاعد بصورة غير عادية بحيث تعطي إنطباعا کاملا من إن الامور تسير في سياق و إتجاه بالغ الخطورة بحيث لايبشر بالخير للنظام ولاسيما في العام القادم الذي سيکون عاما صعبا جدا بالنسبة له، وبطبيعة الحال، فإن مايجري حاليا في إيران بمثابة رسالة ذات مغزى للعراق بشکل خاص و للدول الاخرى التي تخضع للنفوذ الايراني، رسالة وضح بأن الواقع الايراني هو غير الذي يصوره النظام لأذرعه في المنطقة و للمنخدعين و المبهورين به!