إن ما يحدث ألان في الإقليم ما هو إلا فرصة ذهبية وهبة سماوية , لبعض الأحزاب السياسية الاستعادة ما فقدوه من بريق وحظوظ ومقبولية جراء سياساتهم الفاشلة.
إن أحزاب السلطة الحاكمة في الإقليم , تمر اليوم بأزمة خانقة وغير مسبوقة , وخصوصا بعد موجة الرفض الدولي والإقليمي والمحلي لمشروع الانفصال ,والذي كثيرا ما كانت تعول علية حكومة الإقليم , مما دفع بحكومة المركز إلى اتخاذ إجراءات صارمة , للحد من غطرسة مسعود برزاني وأتباعه , ومنها إغلاق مطارات الإقليم والمنافذ الحدودية وسيطرة الحكومة المركزية على الكثير من المناطق التي استولى عليها الإقليم وخصوصا النفطية منها , بعد مرحلة دخول داعش , هذا بالإضافة للحراك الشعبي الدائر اليوم في الساحة الكردية ومطالبتهم باستقالة الحكومة .
فادت هذه المقدمات بالنتيجة إلى انهيار وتمزق نسيج وتركيبة المنظومة السياسية للأحزاب الحاكمة في الإقليم , ومنها إعلان الكثير من الأحزاب انسحابها من الحكومة , كحركة التغيير والحركة الإسلامية وبعض الشخصيات المستقلة , وأخرها إعلان رئيس البرلمان استقالته , والتي تعد هي الأخرى ضربة موجعة لحكومة الإقليم والحزب الحاكم على وجه الخصوص , وذلك من اجل الحفاظ على ماء وجوههم وما بقي من مكتسباتهم الجماهيرية ,
وبالتالي فان مجمل هذه الأحداث الجارية من ضغوط شعبية وسياسية , جعلت حكومة الإقليم في زاوية ضيقة وحرجة للغاية , ليبدأ هنا دور المتصيدين من الساسة المفلسين , اللذين ثبت فشلهم في العديد من التجارب وعلى مدى سنوات عديدة , إلى سعيهم في اغتنام هذه الفرصة ورمي طوق النجاة لحكومة الإقليم التي فقدت شرعيتها أو على وشك فقدانها , , فكان للسيد نوري المالكي محاولات لاستثمار هذه الأزمة بما يخدم مصالحه السياسية , وذلك من خلال إجراء اتفاقيات ومساومات , من اجل حلحلت الأزمة وإنقاذ الحزب الحاكم في الإقليم بعد إن خسر الكثير من حظوظه وإخراجه من هذه الورطة , مقابل الحصول على مكاسب سياسية , ومن أهما التأييد البرلماني و دعم ولاية أخرى للسيد نوري المالكي , وهنا تكمن الإجابة عن السر الذي دفع بالسيد نوري المالكي وبشكل غير معلن إلى الدعوة لتأجيل الانتخابات , من اجل إعادة نظم الأمور وترتيب الأوراق وتوفير فسحة من الوقت لإبرام الاتفاقيات من الكرد الإتمام الصفة بنجاح.
إلا إن المشهد الكردي وحتى هذه اللحظة , ما زال معتم وغير واضح المعالم في ما يخص خارطة التحالفات الانتخابية , إلا إننا وبشكل عام نستطيع إن نقرأ شيء من هذه الخارطة من خلال المعطيات المتوفرة , فاعتقد إن الدور البارز والفاعل في نظم هذه الخارطة سيكون دون شك للأحزاب التي هي بالضد من حكومة الإقليم (الوطني والديمقراطي ) وستبرز تحالفات وشخصيات جديدة على الساحة , من المناهضين لسياسة حكومة الإقليم التي خسرت الكثير جراء سياسياتها الأخيرة في إدارة الإقليم و إثارتها الأزمات , ومن المتوقع أيضا إنه سيكون هنالك انسحابات من الحزب الوطني وانشقاق البعض الأخر وتشكيل تكتل جديد وبمسميات جديدة , ومن المرجح أيضا إن السيد برهم صالح هو من سيكون عراب ومهندس هذه التركيبة .