23 سبتمبر، 2024 5:28 م
Search
Close this search box.

“واشنطن بوست” : لهذه الأسباب .. “غوغل” يساعد على نشر الديموقراطية وليس الإضرار بها !

“واشنطن بوست” : لهذه الأسباب .. “غوغل” يساعد على نشر الديموقراطية وليس الإضرار بها !

خاص : كتبت – لميس السيد :

في ظل حالة التشاؤم التي تسود عالم المفكرين والسياسيين إزاء عواقب الإنترنت على السياسة وتأثيره المباشر على الديموقراطية في العالم، ظهر كتاب جديد بعنوان: (غوغل والديموقراطية: السياسة وقوة الإنترنت)، حول كيفية تأثير عمليات البحث على محرك “غوغل” فيما يتعلق بالمعرفة الديموقراطية، ويبشر ببريق من الأمل والتفاؤل حول تأثير الإنترنت على  الديموقراطية السياسية.

أجرى “هنري فاريل”، أستاذ مشارك في العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة “جورج واشنطن” والخبير في سياسة الإنترنت والإقتصاد السياسي الدولي والمقارن، حواراً مع كل من مؤلفي الكتاب، “شون ريتشي”، الأستاذ المشارك في العلوم السياسية في جامعة “جورجيا” الحكومية، و”بنغامين تايلور”، الأستاذ المساعد في العلوم السياسية في جامعة “كارولينا الشمالية” في ويلمينغتون، نُشر بصحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، أفادا فيه بالتفاؤل حيال عمليات “غوغل” في البحث وحفاظها على الديموقراطية بشكل خاص، دون عمليات الإنترنت الأخرى…

وأهم ما جاء بذلك الحوار..

  • مفكرو وسياسيو العالم متشائمون من تبعات تأثير الإنترنت على السياسة .. فكيف هذا التفاؤل الموجود بكتابكم ؟
  • نحن متفاءلون حيال “غوغل” دون محركات البحث الأخرى، حيث أن هناك ضرورة حتمية للتعرف على أنشطة الدولة وكيف تدار.. ولذلك نحن بصدد تحقيق هذا المستحيل وغير المتاح من خلال عمليات البحث في “غوغل”، التي تقدم ميزة الوصول الفوري إلى ما يقرب من كامل المعرفة البشرية لمليارات المستخدمين، والعلماء والمثقفين، وهو أمر في حد ذاته له مميزات مذهلة لنظرية الديمقراطية.

إن الباحثين بمقدورهم التنقل بنجاح وحرية في نتائج بحث “غوغل”، وتبرز أبحاث علم النفس السياسي أن المعرفة وحدها ليست كافية لإجراء إختيار حكيم للتصويت، ولكنها عنصر حاسم للتصويت العقلاني.

  • يختبر بحثكما طرق “غوغل” في كيفية التأثير على الطرق التي يبحث بها الأشخاص عن معلومات حول المسائل السياسية المعقدة، (مثل مبادرات الإقتراع).. ماذا أظهرت تجاربكم ؟
  • النقطة الرئيسة لكتابنا هي؛ أن “غوغل” يعمل كنوع من “المحرر الفعلي” للإنترنت، من خلال عرض مجموعة منسقة من المواقع ذات الصلة بموضوع البحث.. ونستمد فكرة أن “غوغل” يمثل مهمة حارس العقار على الإنترنت من خلال ثلاث نتائج رئيسة..

أولاً: نجد أنه من الأهمية بمكان أن نفهم عمل خوارزمية البحث، لأن تصنيفاتها لها أهمية قصوى لإستهلاك المعلومات الحديثة. وتبين لنا أن 90 في المئة من المستخدمين لا يفوتون نتائج الصفحة الأولى من نتائج البحث، بينما ينقر 40 في المئة فقط على رابط المقترح الأول من نتائج البحث. وتقرر “غوغل” بشكل أساس ما يتعلمه الجمهور، في خلال عمله كحارس بحكم الواقع للإنترنت.

ونجد أيضاً أن خوارزمية البحث تعطي الأولوية لمصادر المعلومات السائدة، ونعتقد أن هذا ربما يرجع إلى تأثير نظام ترتيب الصفحات. كان نظام ترتيب الصفحات هو آلية الترتيب الأولية في “غوغل”، ولا يزال يبدو أنه يلعب جزءاً كبيراً من نظام التصنيف الداخلي. ويتم تحديد ذلك من خلال حساب الروابط الواردة من مواقع ويب أخرى واستخدامها لترتيب جميع مواقع الويب، ثم تطبيق هذا الترتيب على المواقع التي تحتوي على عبارات البحث. على سبيل المثال، بما أن صحيفة (واشنطن بوست) قد تم ربطها بموضوعات على الإنترنت ملايين المرات، فإن لديها تصنيف مرتفع جداً من خلال خوارزمية (بيدج رانك)، المستخدمة من قبل “غوغل”، كما أن مقالاتها على مقياس الإقتراع ستظهر أعلى في تصنيفات البحث من المدونات أو مقالات مواقع الويب الأقل شهرة حول هذا الموضوع التي لديها تصنيف أقل بين صفحات الإنترنت.

  • كيف تعلمون أن هذه التجارب تخبرنا عن الطرق التي يبحث بها الناس عن المعلومات في الحياة الحقيقية ؟
  • لتجربة ذلك، خرجنا في شارع “أطلنطا” بولاية جورجيا الأميركية، وذهبنا إلى أشخاص تم إختيارهم عشوائياً وطلبنا منهم استخدام “غوغل” لمعرفة “مقياس الإقتراع” في ولايتهم؛ ثم إطلعنا بعد ذلك على “سجلات البحث” لديهم على موقع “غوغل”، ووجدنا أنهم بالمقارنة مع مجموعة مختارة على نحو مماثل لم يستخدموا “غوغل”، فإن أولئك الذين بحثوا عرفوا أكثر بكثير عن مقياس الإقتراع بعد بضع دقائق فقط من القراءة.

في فصل آخر، نربط بيانات مؤشرات “غوغل” بشأن موضوعات مثل “مقياس الإقتراع”، وكذلك موضوع مثل “الحد الأدنى للأجور”، فإن “غوغل” يسهل توفير المعلومات التي تجعل الناخبين  لديهم وفرة معلومات أكبر تمكنهم من التصويت بـ(نعم) أو (لا)، ويقول المستطلعون أن البحث عن مقياس إقتراع يجعلهم أكثر ثقة في إختيار التصويت، ومن المرجح ألا تتعرض العملية الانتخابية لأصوات باطلة بفضل البحث على الإنترنت.

  • تحددون محرك بحث “غوغل”، الطريقة المثلى لعرض المعلومات، بينما تشيرون إلى أن وسائل الإعلام الاجتماعية مثل الـ”فيس بوك” قد لا تكون بالضرورة لها نفس الآثار المفيدة للمعرفة لدى الناس.. لماذا هو كذلك ؟
  • يتعلق ذلك بمسألة الحوافز المالية للشركة وخياراتها لعملية خوارزمية ما في تقديم المعلومات، حيث يعتمد نموذج نشاط “غوغل” على الإعلانات، ويستخدم الأشخاص “غوغل” لأنه يحتوي على واجهة سهلة وبسيطة تعرض معلومات دقيقة. ويؤدي كل بحث إلى زيادة أرباح الإعلانات بسبب بنية تمويل تكلفة كل نقرة. وتحتاج “غوغل” إلى أن تثق بمصادر معلوماتها لتتأكد من أن المستخدم سيعود لاستخدام المحرك ومن ثم الحصول على المزيد من المال. وبناء على ذلك، تم تعديل خوارزمية بحث “غوغل” لضمان الدقة. ومن النتائج غير المقصودة لنموذج أعمالهم، هي تقديم “إستفادة خارجية للأفراد”، كما يصفها الاقتصاديون، تمكن الناخبين من الحصول على معلومات دقيقة للغاية من عمليات البحث عن السياسة.

بينما الـ”فيس بوك” و”تويتر” لديهم نماذج الأعمال المختلفة، وبالتالي ينتهي الأمر بالأولويات المختلفة في خوارزمية البحث. ولفهم الإنتشار الواسع لعالم “الأخبار الوهمية” والظواهر ذات الصلة، يحتاج العلماء للتفكير بكيفية عمل خوارزميات البحث، والتي تختار ماذا تظهر ولمن. على سبيل المثال، إذا ركزت الخوارزمية على عرض نفس الخبر على الأفراد المتشابهين في التفكير من خلال الإستهداف الجزئي، فعندئذ يكون الهدف هو زيادة التفكير الجماعي. والنقطة الحاسمة هي أنه لا توجد “سياسة موحدة للإنترنت”، لأنه عالم واسع جداً ومتنوع مع عمليات مختلفة جذرياً تؤدي إلى نتائج مختلفة جداً. وخوارزمية كل شركة تحتاج إلى التحقق والإختبار بشكل منفصل لتحديد تأثيرها على السياسة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة