جرائم كبيرة وأجسام طفولية .. ظاهرة إنتشار الجريمة بين الشباب الصغير تلفت نظر الباحثين في إيرن !

جرائم كبيرة وأجسام طفولية .. ظاهرة إنتشار الجريمة بين الشباب الصغير تلفت نظر الباحثين في إيرن !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بالأمس كشفت القوات الأمنية بالعاصمة الإيرانية طهران، عن سقوط عصابة سرقة مكونة من ثلاث نساء وطفل لم يناهز الخامسة عشر.. وكان اللافت للإنتباه والتأمل إنضمام طفل إلى العصابة !

وبحسب بيان وزارة الداخلية، والذي حصلت صحيفة (الصباح اليوم) الإيرانية على نسخة منه، فإنه قد: “تم إستقطاب الطفل من جانب النسوة الثلاث المدمنات، لتنفيذ مسلسل سرقات أكسسوارت السيارات في إحدى مدن خراسان”.

وبالتالي فالجريمة لا تقتصر فقط على عالم الكبار، وإنما أحياناً ما تقع من الأطفال أو الشباب الساذج.. والسؤال لماذا يرتكب الشباب الجريمة ؟.. هل هذا الأمر تطوعي أم أجبروا على إرتكاب الجريمة ؟

السرقة أكثر الجرائم شيوعاً..

الدراسات بشأن مرتكبي الجرائم من الأطفال والشباب؛ تثبت أن الجزء الرئيس من جرائم الأطفال تنصب بشكل عام على سرقة نقود الآخرين.

بشكل عام إمتلاك الأموال أمر طبيعي بالنسبة للشباب والأطفال، فالطفل يحب إمتلاك كل ما تقع عليه عينه، حتى وإن كان يخص الآخرين. لكن القضية لا تتوقف عند هذا الحد. لأن هذا الأمر مقبول حتى سن السابعة، لكنه يصبح مشكلة في المراحل العمرية الأكبر، وإذا لم يتم التعامل بذكاء مع الأمر فقد يٌقدم الطفل بمرور الوقت على إرتكاب سرقات وجرائم أخطر، إذ تكون المرحلة العمرية 16 – 18 عاماً ذروة إرتكاب الجريمة. وأستناداً للشواهد تكثر جرائم الشباب في سرقة الدراجات البخارية والعجلات الهوائية وقطع غيار السيارات. كذلك يبدو أن نصيب الذكور من هذه الجرائم أكبر من الفتيات.

العوامل الاجتماعية والاقتصادية الأهم..

في هذا الصدد يقول، “مهدي راستﮔو”، محامي العدل: “علم الجريمة يؤكد وجود علة لكل مشكلة، وما من شيء يوجد من تلقاء نفسه، وعليه ثمة أسباب يسقط الفرد على إثرها في إرتكاب الجريمة وتدفعه إلى سلوكيات غير متجانسة. والمجرم أساساً عبارة عن مجموعة جرائم تقع في مكان وزمان معين، ولذا حين ندرس هؤلاء فإننا بالحقيقة ندرس جميع الظواهر الاقتصادية والثقافية والصحية والسياسية والدينية والأسرية للمجتمع”.

وبالنسة لظاهرة الإجرام بين الشباب والأطفال؛ يضيف: “العوامل الاجتماعية والطبقات الاقتصادية وعلاقات الآباء مع الشباب ودور الأصدقاء؛ من جملة العوامل المؤثرة في هذه المسألة. لكن يمكن السيطرة على هذه الظاهرة وتوجيهها. فالعمل على خلق بيئة هادئة وصحية داخل الأسرة، ومشاعر الحب بين الأبناء، من جملة السلوكيات التي يجب على الآباء مراعاتها في التعامل مع الأبناء”.

في السياق ذاته؛ تقول “شيرين حاتمي”، خبيرة علم الاجتماع: “أسباب إجرام الشباب يتعلق بعوامل متعددة كالأسرة والمجتمع والاقتصاد والأصدقاء والمدرسة، ومتى ظهر الضعف بأحد الجوانب الشخصية للشباب كان من السهل إستقطابهم للجريمة. لكن أهم عوامل إجرام الشباب هو الأسرة، فإذا شعر الشاب بالراحة والدعم من جانب الوالدين لم يقع في الجريمة، وإلا بحث عن بديل في رفقاه لملئ هذا الفراغ، ولا شك أن رفقاه في السن أقل خبرة ويعجزون عن إرشاده إلى الطريق الصحيح، وبالتالي يتجه الشباب إلى الأعمال الإجرامية. النقطة الثانية حين تكون الأسرة فقيرة ولا تستطيع تلبية إحتياجات الشاب فإنها تخلق بعجزها عقدة لدى الشباب تدفعه إلى إرتكاب الجرائم”.

وأضافت: “أثبتت الدراسات أن معظم الجرائم التي يرتكبها الشباب تنحصر في السرقة والمخدارات، وكلاهما سببه فقر الآباء وإنعدام الصلة مع الأبناء. وتزداد الأوضاع سوءً حين يحرم الأولاد من أحد الواليدن لا سيما الآمر. وهذه المسألة تؤثر بشدة على شخصية الشباب منذ الطفولة وتزيد من إندفاعه تجاه رفقاه، الأمر الذي يؤدي بحسب علماء الاجتماع إلى بروز سلوكيات غير اجتماعية بين الشباب”.

البيوت الحاضنة للجريمة مشكلة..

يعلق “آذر سماواتي”، الأخصائي الاجتماعي، على تلك الظاهرة قائلاً: “الكثير من الشباب يعود إلى الجريمة بمجرد الخروج من الاصلاحية وأداء العقوبة، بل وأحياناً يرتكبون جرائم أفظع. والسبب الرئيس في ميول الشباب للجريمة هو البيئة الأسرية الحاضنة للجريمة ويخاصة في المناطق العشوائية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة