“الغارديان” : قلة موظفي تكنولوجيا المعلومات في الشركات عزز من الهجمات الإلكترونية !

“الغارديان” : قلة موظفي تكنولوجيا المعلومات في الشركات عزز من الهجمات الإلكترونية !

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

أرجعت صحيفة (الغارديان) البريطانية، الهجمات الإلكترونية التي شهدها القطاع الخاص والعام، الذين تكبدوا خسائر فادحة من وراء عمليات القرصنة التي تعرضون إليها، إلى قلة عدد موظفي تكنولوجيا المعلومات.

وقالت، أن الشركات أغفلت دور موظفي تكنولوجيا المعلومات، مشيرة إلى أن الشركات لم تعى جيداً بأهمية ودور خبراء الأمن المعلوماتي في الحفاظ على البنية التحتية للشركة. مؤكدة على أن قلة أعدادهم في الشركات عزز من الهجمات الإلكترونية.

أخطر فيروسات عام 2017..

أشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن القطاعين العام والخاص تعرضا لأخطر نوع من الهجمات الإلكترونية في عام 2017، حيثُ تسبب هجوم “وانا كراي” أو ما يعرف بهجوم “WannaCrypt”، الذي أستطاع الإطاحة بأكثر من 230 ألف جهاز إلكتروني في 99 دولة حول العالم، ولم تنجُ منه خدمة الصحة العامة في بريطانيا، ما تسبب في شل عمل أجهزة الحاسوب في العديد من مؤسساتها في البلاد، وإحداث بلبلة داخل عشرات المستشفيات التي أضطرت إلى إلغاء إجراءات طبية وإرسال سيارات إسعاف إلى مستشفيات أخرى.

وأضافت، يعد فيروس “الفدية WannaCry Ransomware”، من أخطر أنواع الفيروسات التي تسبب في إحداث بلبلة في عام 2017، ظهر على الإنترنت في 14 نيسان/إبريل الماضي من خلال مجموعة تطلق على نفسها “Shadow Brokers”، وتعتبر “روسيا” هي أكثر الدول المتضررة من الهجوم الإلكتروني الكبير، حتى أن أكثر من 1000 جهاز كمبيوتر في وزارة الداخلية الروسية أصابها الفيروس وفقدوا إمكانية الوصول إلى البيانات، حيثُ أصيب الفيروس حوالي 50 ألف جهاز حول العالم في حوالي 100 دولة، وكانت مصر ضمن أكثر 20 دولة تعرضت للهجوم، وكذلك شركة الاتصالات الإسبانية “Telefónica” من أبرز الجهات التي عانت من الهجوم، وأصاب الهجوم أيضاً نظام الرعاية الصحية الأكبر في الممكلة المتحدة “NHS”، وهو ما منع العديد من الموظفين في عشرات المستشفيات من استخدام حواسب العمل، ما دفع هذه المستشفيات إلى تحويل المرضى إلى مستشفيات أخرى لتعذر علاجهم، وهو أخطر ما في الهجوم الإلكتروني، بسبب إمكانية تأثيره على حياة المرضى.

زيادة الطلب على توظيف خبراء الأمن السيبراني..

حذرت الصحيفة البريطانية، من أن عام 2018 سوف يكون حافلاً بالجرائم الإلكترونية حال عدم إهتمام الشركات بتعيين أمهر خبراء الأمن الملعوماتي.

ودعا إختصاصيو الأمن السيبراني إلى تحسين التعليم، وتحسين مخططات المتدربين بعد تحذيرهم من أن النقص في موظفو الأمن المعلوماتي في القطاع يترك الشركات عرضة لهجمات القراصنة.

ووفقا لدراسة حديثة لوكالات التوظيف، هناك 81٪ يتوقعون زيادة في الطلب على موظفي الأمن الرقمي، بحلول العام الجديد، ولكن 16٪ فقط رأوا أنه سيتم تلبية الطلب.

وقال “تيم هولمان”، الرئيس التنفيذي للإستشارات الأمنية السيبرانية “2-Sec”: “هناك مطالب متزايدة على موظفو الأمن المعلوماتي، ومن المتوقع أن رواتبهم سوف ترتفع أيضاً بعد معرفة أهميتهم ودورهم في الشركة”.

وأضاف: “وقد أدى عدد من الهجمات السيبرانية البارزة في عام 2017 إلى زيادة الطلب على المهنيين”.

الإحتياج إلى المهنيين المهرة في الأمن السيبراني..

في آذار/مارس الماضي، تعرضت شركة الهاتف المحمول لثلاثة هجمات خطيرة، أثرت على 200.000 من بيانات العملاء. وفي نيسان/إبريل، تعرضت شركة القروض البريطانية المشهورة “Wonga” لهجوم إلكتروني نهب المعلومات الشخصية لحوالي 250.000 عميل في المملكة المتحدة، و25.000 في بولندا، بما في ذلك تفاصيل الحساب المصرفي، وأرقام الهواتف وعناوين البريد الإلكتروني.

وقالت الصحيفة البريطانية، إلى أن الهجمات الالكترونية التي شهدها عام 2017،  أظهرت أن خطورة تلك الهجمات لن يتوقف فقط على الأعمال التجارية، حيثُ تعرضت ثلث المؤسسات الإئتمانية للصحة الوطنية إلى فيروس “الفدية”، وبالتالي فهذه الهجمات تهدد بصحة المواطنين.

وأوضح “آدم ثيلثورب”، مدير الشؤون الخارجية في “BCS”، والمعهد القانوني لتكنولوجيا المعلومات، إن الإفتقار إلى المهنيين المهرة القادرين على التعامل مع إحتياجات الجريمة السيبرانية يعزز من الهجمات الإلكترونية.

وأضاف: “لقد كنا نعرب عن قلقنا لبعض الوقت أنه سيكون هناك نقص في المهنيين المتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات، نحن بحاجة إلى استراتيجية متكاملة بإشراف من الحكومة وقطاع الأعمال بتعزيز مبادرات التعليم والتلمذة الصناعية، وعلينا أن نجند المزيد من النساء والأقليات العرقية، وأن يعيدن تدريب كبار السن على وظائف شاغرة “.

وتابع: “وقد أتاحت شركة “بت”، التي تدير برنامجاً ناجحاً للتلمذة الصناعية لمدة خمس سنوات، الفرصة لآخرين للتدريب على الأمن السيبراني بخلاف خريجي الحواسيب الجامعية”.

ومن جانبه، يقول “روب بارتريدغات”، خبير الأمن المعلوماتي في شركة “BT”: “كنا ننتقل في البداية إلى خريجي تكنولوجيا المعلومات، لكن أكتشفنا أنه يمكن تدرين أناس آخرين ليسوا بالضرورة خريجين تكنولوجيا المعلومات”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة