لم توفق المرأة العراقية عبر مسيرتها قبل وفي الديمقراطية ولم تخرج من دائرة الظلم والتهميش رغم نظام “الكوتا” الذي ساهم بصعود ممثلات يفترض ان يمثلن ويدافعن عنها في العملية السياسية لكن للأسف انضوى الأغلب منهن تحت عباءة الأحزاب والكتل ,بل بعضهن تطاول بالتأييد لمشاريع قوانين تساهم في ظلم المرأة . لكن العراق صاحب المجد والحضارات والمعلم الأول لصناعة الحرف والأنظمة والقوانين والمدنية والمنصف للمرأة, ومنحها الإلوهية في الكثير من الحضارة السومرية والاكدية, والبابلية, والأشورية, واعتبارها مصدر الحب والنماء والخير والعطاء, لم يبخل ان ينجب نساء تركن بصمة لمواقفهن عبر التاريخ, وافشلن كل المخططات التي كانت تحاك ضدها, وجعلها بالمكانة الدونية , او اعتبارها جزء مكمل من أثاث بناء المنزل, وكثيرون من راهنوا على كسر إرادة العراقيين وتصوروا بان أهدافهم تحققت ، وان العراق قد وقع في شرك مخططاتهم و السطوة باتت بيد عملائهم، ناسين بأنهم “عقدوا لذل مؤتمر عنوانه النفط والكرسي واللقب”(منقول)،وان صوت الحق يعلوا على أصوات القوة ، ناسين او متناسين بأننا نبحث عن حرية نحارب بها الرذيلة ،اليوم لواء الحرية كان بيد النساء اللواتي أبين ان يبيتن وعوائل وفقراء وأيتام أبناء وطنهن ينامون جياع عراة يتصدق عليهم الغير وهم أبناء أغنى البلدان, ,تلك النسوة او البنات فيهن ، ” طبيبات ومهندسات وموظفات وطالبات كليات ومعاهد وربات بيت جمعهن حب العراق ,وهدف إنساني نبيل لمساعدة الأخر تطوعن لينتجن، ويستثمراً ريع الإنتاج لمساعدة الأرامل والأيتام والفقراء، تشعر بالفخر ، وأنت ترى لواء الحرية والغد الأجمل بيد نساء ,تطوعن رغم التحديات والمهام الملقاة عليهن،تحدين إرادة الفاسدين ، أنهن فريق مودة البناتي ، عرضن بازار لبيع الأدوات البسيطة في مهرجان الاعظمية الثاني ” أقراء ” هدفهن كان أسمى, وهو شعورهن بمعاناة الأخر؟,وهذا الإيثار بعينه ، وهذا ما نحتاجه اليوم في ظل غياب الروح الوطنية والشعور بمعاناة الأخر وغياب واضح لدور المؤسسات في استيعاب كل الفقراء الذين أنتجهم الفساد المستشري في اغلب مفاصل الدولة ، هذا السيناريو الجميل كان العنوان الأبرز من مجموعة عنوانين إنسانية وفنية شهدها المهرجان الذي نظمته مجموعة من الشباب الواعي والمثقف, بعيدا عن أي دعم سياسي او حكومي ,الأمر الذي جعله(المهرجان) نقي نقاء دجلة والفرات..