17 نوفمبر، 2024 6:53 م
Search
Close this search box.

على العرب أن لا يقبلوا بغير حقوقهم وتحقيق طموحاتهم

على العرب أن لا يقبلوا بغير حقوقهم وتحقيق طموحاتهم

يتعرض الوطن العربي أكثر من كل وقت مضى لأخطار التقسيم في مقدمتها محاولات التقسيم العرقي والطائفي التي تستهدف دولا عربية وإسلامية كبيرة أساسية في الجغرافية والتاريخ العالمي والمنطقة وهذا واضح من خلال العناوين والشعارات المطروحة من واشنطن مثل الإصلاح والديمقراطية والشرق الأوسط الجديد وحقوق الإنسان و المرأة شعارات جاءت محصلتها سونامي دموي سمي بالربيع العربي الذي حل بسببه الخراب والدمار في عالمنا العربي والإسلامي جر المنطقة الى
حرائق وكوارث تتطلب منا الثبات لا نضعف ولا يتعبنا الأعداء أو من يريد تقسيمنا و تشتيتنا وتركعينا لتندثر هذه الأمة وتتوارى وتدخل حروبا ‏
أهلية بلا حدود تستوجب منا اعتبار إي عدوان تتعرض له أية دولة عربية او أسلامية، من قبل الأعداء وإسرائيل بشكل خاص عدوانا على كل العرب والمسلمين. لذا يجب الابتعاد عن كل الصراعات والخلافات والتناحرات والمصالح الخاصة، و ان لانقبل غير حقوقنا، وتحقيق طموحاتنا، ورفض كل الأجندات التي تعمل على تفكيك وطننا العربي ونحن نقف مكتوفي الأيدي لانرد إلا بالاستنكار وطلب التهدئة. وكل هذه المواقف المتضعضعة والضعيفة سوف تؤدي الى كسر السد، وإغراقنا في بحر الضياع والتشرذم. حيث المعادلة الخطأ التي سوف تقذف بنا في قلب العاصفة ، ونضيع بين قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وأجندات الأقوياء والعملاء وسوف لن يسلم احد مطلقا حاكما ومحكوما من هذه العاصفة الهوجاء التي باتت تطرق ابوابنا بل اصبحنا في بؤرة مخاطرها . ‏
بعد ان باشرت اسرائيل وواشنطن في نزع اسلحة العرب والمسلمين واحتلال الاوطان واسقاط الدول وكل هذه الاجراءات هي من اجل زعزعة الوضع الداخلي وشق الصفوف للأمة العربية والاسلامية ثم ‏ الاستفراد بكل دولة على حدة لتقطيع أوصالها وتقسيمها واليوم نحن على مفترق خطير وحاسم إذا لم تقف الأنظمة العربية بحكامها وقادتها وسياسييها وشعبها بوجه كل المؤامرات المراد تحقيقها، لإبقاء هذه الأمة على حافة الهاوية والحروب المدمرة وجعلنا في مهب الريح. وهذا ما يحدث في فلسطين ألان واليمن وسوريا وليبيا ولبنان والعراق وغيرها لاحقا. إن الحال الذي نحن عليه يتطلب تعزيز ثقة الامة وتلاحمها لكي لانوضع في الإنفاق الخطرة التي تصعب مغادرتها ، لذا علينا كعرب ومسلمين ان نعي وبدقة الحقائق والمناخات والظروف، التي تحيط بنا ونعيشها ونتأثر بها، ونعمل على تغيرها او تغير البعض منها في الظروف ألراهنه على الأقل وتحويلها لصالحنا وخاصة أننا نطمح بصدق وإيمان تحقيق السلام العادل والمشرف مع إسرائيل بشرط ألا يكون على حساب حاضرنا ومستقبلنا وحقوقنا وبمعنى أدق ألا نعطي الفرصة للأقوياء ونسمح لهم ان يفرضوا علينا ما يطمعون الى تحقيقه وبسهولة، ولانقبل ما يعرضونه علينا ثم يفرضونه من موقع القوة، التي يراد من خلالها تعطيل ارادتنا في انتزاع حقوقنا التي تحقق السلام العادل. والحقيقة وعلى الرغم من إيماننا بالسلام علينا ألا ننسى بأن القوة احتمال وارد في اية لحظة نمارسها للدفاع عن النفس، وعلى واشنطن واسرائيل بشكل خاص احترام تطلعاتنا كعرب ومسلمين في التمسك بسيادتنا وحريتنا وحقوقنا ونحن نؤمن بالحوار والطرق السلمية التي نراها تصب في صالح قضايانا الوطنية والإنسانية التي اقرتها لنا الشرعية الدولية دون ان ننسى شهداءنا وتضحياتنا وثرواتنا وبنانا التحتية. التي دمرت من خلال الاحتلال ‏ .
و بحرب الخليج الاولى والثانية والحروب الاسرائلية الأمريكية الارهابية على لبنان و اليمن وسوريا وليبيا بالإضافة الى المعارك الحقيقية المستمرة يوميا في فلسطين.. واليوم العرب والمسلمين والفلسطنيين ومعهم العالم الحر يواجهون قرارات اترامب العدائية والمشبوهة بخصوص القدس ان هذه الحروب والصراعات المستمرة التي تحاول ان تدفع بالعرب والمسلمين الى المجهول تشكل صراعا مصيريا في ان نكون او لانكون. وانأ لا أريد ان أتحدث عن الماضي بل لنتحدث عن الحاضر والمستقبل والصراع المستمر، ورائحة الموت قادمة، ومستمرة ودون انقطاع تنبعث من «إسرائيل» تجاه العرب والمسلمين. ومن خلال الاحداث يظهر ان واشنطن لاتريد تحقيق سلام شامل، وعادل، بل تريد تحقيق سلام على طريقتها الخاصة يترك فيه ذراع «إسرائيل» الطويلة كمطرقة على رؤوسنا، وهذا الحال يتطلب منا ويفرض علينا التمسك أكثر بثوابتنا الوطنية والقومية والروحية وتقدير الظروف والمواقف والمتغيرات لهذه الصراعات بدقة ونستعد لها لنحافظ على وجودنا، ولا نتهاون او نتنازل عن حقوقنا وعدم القبول بالمفروض من «خلال الأمر الواقع» على حساب حاضرنا ومستقبلنا ونحن نتعرض للابتزاز كل يوم وساعة ودقيقة ولحظة ونتحمل المهانة ونقبل بالانكسار. من هنا يجب ان لانقبل ان يتهرب او يتملص اي طرف من الاطراف وعلى مختلف المستويات من مسؤولياته في هذه التحديات التي تواجهها الامة العربية والاسلامية، ويلقي اللوم احدنا على الآخر، وسط هذه المتغيرات والكوارث المستبدة بالعالم العربي ‏
و الاسلامي. علينا ان نتعظ من الممارسات الاسرائلية والامريكية الغاشمه على العرب والمسلميين ونتخذ الدروس والعبر من مآسينا، وان نتقصى حقائق الحوادث داخل نفوسنا أولاً قبل أن نبحث عنهاعلى الارض وفي علاقاتنا ونستعيد ذاكرتنا ولاننسى تضحياتنا ونتحمل مسؤوليتنا بأمانة وإخلاص. ولا يوجد بريء اليوم في خضم هذه الكوارث التي نعيشها كأمة سلبت حقوقها وأوطانها واعتدي عليها، وعلينا ان ننتهى من مراحل الاقتتال والتناحر والاحقاد فيما بيننا، كأنظمة وقادة وسياسيين عرب ومسلمين بالاضافة الى ان هذه التناحرات التي تتجه بعض الاحيان في تحقيق الحروب الاهلية بسبب هذه الصراعات. هذه الحروب التي بدأ الاعداء يهيئون لها ويشجعونها من خلال بث الاحقاد والسموم العنصرية والمذهبية والطائفية . لذا يجب ان تكون رؤانا واضحة وولاءاتنا دقيقة لشعوبنا وأوطاننا وأمتنا العربية والاسلامية، ونتعظ من تجاربنا وتجارب الشعوب، التي خاضت الحروب الاهلية. لقد حان الوقت وبالضرورة وعلى جميع الانظمة العربية والاسلامية ان تتصارح وتتصالح ولاتسير في مجهول الطرق الوعرة التي تؤدي الى النهايات المحزنة والكارثية، التي تحدث الان و حدثت في الأمس القريب عند احتلال الكويت يوم رفعنا السلاح على بعضنا وكانت نتيجة ذلك العراق الجريح الذي يواجه شعبه المحن والامتحان الصعب. على القادة العرب والمسلمين اليوم ألا يلجؤوا الى صب الزيت على النار وتجاوز الفتن ليكون زيت هذه الامة ونفطها شعلة مضيئة تنير لنا الدرب لنعيش الأمان والاستقرار من خلال معرفتنا الطريق ‏
او السبيل للخروج مما نحن فيه من مازق ان كل هذه المواقف والمناخات التي نحن فيها هي بسبب سياسة واشنطن تجاه التأييد المطلق لـ«إسرائيل» في كل ممارساتها، وهذا يتطلب ان يعمل العرب والقادة والحكام والمثقفون و السياسيون على ازالة التخلف الثقافي والسياسي والديمقراطي للتخلص من الواقع المؤلم الذي جعلنا لانصدق كل وعد امريكي واسرائيلي بالسلام الآتي فهو ـللأسف ـ ضحك على الذقون ولعب على الزمن، والجدول الاسرائيلي واضح لايحتاج الى جهد في التفكير. وعلى العرب لمواجهة هذه المخططات ان يتسلحوا بالصبر ويتمسكوا بخطا مدروسة وثابتة بالصمود والتصدي لتحقيق السلام العادل من خلال تفعيل الدبلوماسية العربية والاسلامية ودور محور المقاومة بشكل عملي و علمي مقترن بثقافة عالية وتطبيق مهني متميز لإسناد المواقف العربية في العالم. ‏
إن وضع بعض الانظمة العربية المشبوهة المتردية المتذبذبة و الغير واضحه في مواقفها تجاه قضايا امته المصيرية، بالاضافة الى التداعيات الاقليمية التي تقلق الشعوب العربية والاسلامية. صحيح ان الدول تأخذ قراراتها حسب الظروف والواقع، لكن هذه الظروف وهذا الواقع المتردي اوصلتنا اليهما الانظمة العربية نفسها وبعض حكامها الذين يتربعون على قمة السلطة منذ عقود ويتمسكون بكراسي الحكم ويحرمون القادة الشباب ذوي الاقتدار والخبرة من تحقيق البناء والاصلاح والديمقراطية. إن الانفصام في شخصية الانظمة العربية هو الاساس في تحقيق هذه التداعيات المؤلمة والمخجلة في آن واحد. وثرواتنا يعيش عليها الغرب وقسم كبير من أوروبا، وهي تسرق في وضح النهار، وشعبنا يعيش تحت خط الفقر، دون ان نستثمرها لمصلحتنا، ولدينا الايدي العاملة والطاقة البشرية علماء وفنيين وقدرات لاحدود لها ومواقع استراتيجية وتاريخية و حضارة يشهد لها العالم.. إذاً لماذا هذا التردي وهذه التداعيات؟ انها بسبب التمسك الاعمى بكراسي الحكم التي تذل اصحابها ومن يجلس عليها وتقتل في بعضهم القيم الوطنية وحتى الانسانية ، وتجعلهم يتملصون من انتماءاتهم الوطنية والروحية و القومية والانكفاء امام القهر الصهيوني الاسرائيلي اللاإنساني واللااخلاقي. ومن العجيب ان بعض الانظمة العربية اصبح وسيطاً مع الاسرائيليين واصدقاء حميمين لها حتى اصبحت مواقف هذه الدول تصب في مصلحة اسرائيل بعد ان آلوا الى هذا المصير والروح الانتهازية!!
المطلوب من الانظمة العربية اليوم ان تقف موقفا موحدنا لوضع حد لتصرفات اسرائيل وعلى القادة العرب ان يصحوا من غيبوبتهم وهم يشهدون ضياع فلسطين قبل اكثر من نصف قرن واليوم القدس فيها طريقه الى المجهول الاسرائيلي وضيعها على الابواب بالاضافة الى اشقائهم العرب والمسلمون يقتلون في كل ارجاء الوطن العربي ويذبح الفلسطنيون كل يوم على يد جيش الاحتلال الاسرائيلي وما يحصل في الحقيقة ان المعنيين العرب كل يغني على ليلاه وهم يأملون ان تتحقق عملية السلام على يد واشنطن محاولين التملص والتهرب من مسؤولياتهم التاريخية بسبب ضعفهم وتشرذمهم وبسبب مواقفهم المتميعة التي اعطت الفرصة لـ«إسرائيل» للتمادي في عدوانها على الأمة العربية ومن خلال هذا الحال يظهر أن الانظمة العربية لاتريد النهوض واتخاذ قراراتها الصحيحة، حيث يراد نزع اسلحة الدول العربيه والاسلامية التي تظهر ممانعتها ومقاومتها لاسرائيل وواشنطن والعدوان عليها بضربات من قبل اسرائيل وواشنطن ظربات تسمى بالتادبية ومن خلال هذا التاديب يدمرون كل البنى التحتية للدول العربية والاسلامية فعلينا ان ندرك كعرب ومسلمين ان اسرائيل لها اجندتها العسكريه والسياسية الاستراتجيه وخططها المتكاملة والمدمرة لهذه الامه و التي تسكت عليها مع كل الاسف الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي، وهم يلمسون ويقبلون ويرون اسلوب الترويع والتخويف للشعوب العربية والاسلامية، لان بعض الحكام معروفة مواقفهم ويروق لها هذا الترويع والتخويف الذي تقوم به اسرائيل وامريكا للشعوب العربيه
والاسلامية وهذا ما يلزم كل الاطراف الدولية المحبه للسلام والامن وحقوق الانسان الوقوف بجانب العرب والمسلمين والفلسطنين بشكل خاص في انتزاعهم لحقوقهم المشروعة في وطنهم فلسطين بعد ان اصبحت واشنطن في الخندق الصهيوني الاسرائيلي وراعي غير نزيه للسلام في الشرق الاوسط وهذا يتطلب دول العالم الحر ان تتواصل في الحوارات والمفاوضات إذا كانت هنالك نيات حقيقية وصادقة لتحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الاوسط وقد حان هذا الموعد بعد الكوارث والجرائم اللاأخلاقية واللاإنسانية التي ارتكبتها «إسرائيل» وعملائها في سوريا واليمن وليبيا وتهديداتها المستمره للبنان وتتحمل اوربا بشكل خاص مسؤولية الضغط على «إسرائيل» بعد ان فشلت واشنطن ونحازت الى جانب اسرائيل بتجاوزها على حقوق الشعب العربي الفلسطيني في قرارها نقل سفاراتها الى القدس بعد ان فشلت هذه الاخيرة في سياستها في الشرق الاوسط بسبب غطرستها واطماعها اللامحدودة وان هذا الجهل والتخبط في السياسة الاميركية سوف يكون اساس دمار في الشرق الاوسط فهل بامكان ما يسمى بمجموعة الثماني ان تستغل هذا الاخفاق والفشل الاميركي ـ الاسرائيلي والضغط في تحقيق السلام العادل الذي كثر وطال ‏
الحديث عنه؟ واستحق على اوروبا التي لهامصالح في العالم العربي والاسلامي ان تضغط وبجدية على واشنطن في تحقيق هذا السلام، واعني بالسلام رحيل «إسرائيل» عن الاراضي العربية المحتلة، ونبذ العنف وتحقيق الدولة الفلسطينية والتخلي عن الاطماع في العالم العربي والاسلامي وتوضح وبشكل رسمي معلن للعالم اجمع ما تشمله حدودها الآمنة،والافصاح عن هذه الحدود الآمنة التي لانعرف هل تصل الى باكستان؟!… وهي تتوحش في الانقضاض الدموي على العرب لاسيما بعد النغمة الجديدة المراد تحقيقها عندما يتحدث ( ناتن ياهو ) باسم العرب ويعلن ان قتال المقاومة في جنوب لبنان هو قرار عربي، ويقصد به التأييد العربي من خلال سكوت بعض الانظمة العربية التي تشجع «إسرائيل» على ضرب محور المقاومة و الجنوب اللبناني، وناتن ياهو وواشنطن وعملائهم في المنطقه يصفون حزب الله ويضعونه في سلة الارهاب على انه السبب في شن هذه الحرب على لبنان.. في حين ان ست حروب شنتها «إسرائيل» على لبنان فهل كان سببها حزب الله؟!! ولا بد لـ«إسرائيل» من ان تعي جيدا انه ليس امامها إلا ان تتعايش مع العرب بصدق واقامة السلام الحقيقي معهم، والابتعاد عن صنع الحروب العدوانية والتوقف عن ممارسة مغامراتها التوسعية لان هذه الاهداف والمغامرات لاتنطلي على العرب والمسلمين حتى لوسكت عنها بعض المسؤولين العرب.. «إسرائيل» ومن ورائها واشنطن تريدان الانتقام، بينما تؤكد انظمة عربية على العقل والحكمة، وتعوّل على واشنطن التي ضيعت حق العرب فهل هنالك مفارقة اكبر من هذه المفارقة؟! ‏

أحدث المقالات