في هذا العمود الصحفي الذي اكتبه بين فترة واخرى في ( الزمان ) الغراء منذ 2005 ‘ كتبت في نفس العام موضوع عن ظاهرة التوجه الى نصب مولدات كهربائية اهليه في جميع مناطق بغداد كحل وقتي ( هكذا قيل في حينه ) لازمة الكهرباء الى ان يتم معالجة مشكلة الطاقة الوطنية عموما في العاصمة وكل العراق ‘ قلت ان هذا الاختيار وقتي سيصبح ثابت و سيؤدي بعد فترة الى ان يعتمد على هذا التوجه بشكل اكثر جدية من التوجه لحل شامل لازمة الكهرباء ( الوطنية ) لان منذ البداية ‘ ظهرت لهفة غريبة من (الباحثين عن اي طريقة ) تؤدي بهم الى الثراء السريع ومن يشجعهم على هذا ‘ يتوجهون الى تاسيس ( مولدات القوه الكهربائية خاصة …! ) – ان صح التعبير – بديلا لـ ( الوطنية ) وهؤلاء سيصبحون فئة مؤثرة تكون لهم سطوه على قرارات الحكومة وسيكونون اصحاب مال وسلطة ويخلقون عراقيل امام اي مشروع او خطة يقلل من مكاسبهم المالية ‘ وكلنا نعرف ان المحتل الامريكي في ذلك الوقت كانوا لازالوا في بغداد حيث يشرفون على الامور التفصيلية وهم كانوا يوزعون مولدات ضخمة على المناطق ‘ وكلنا نتذكر ان اول وزير حرامي هرب باموال مخصصه لمعالجة ازمة الكهرباء ( هذا ليس قول الاعلام بل ان الحكومة الوطنية بعد التحرير اعلن ذلك وتكررها لحد الان ) كان وزير الكهرباء الوطنية ‘ واية ازمة تبدأ بالسرقة لاتتطور ولاتنتهي الا بابداع طرق جديدة للسرقة …. فكان توجة الى تقوية الاعتماد على المولدات وتشجيع ( المستثمرين الوطنيين) للتوجه والمشاركة في بناء راسمالية المولدات الوطنية المتنوعة ‘ وها نحن نرى ان في بغداد العاصمة ‘ أن أصحاب المولدات ينشرون قانون خاص في توزيع الكهرباء وتحت عناوين ( خط ذهبي ) و أخر ( عادي ) وعلى أهواء صاحب المولدة و جيب المستهلك المسكين .
اتذكر ‘ بعد تبديل ثلاث وزراء للكهرباء صرح احد ( المسؤولين عن المالية لدولتنا الرشيده وهو الان في دار الاخرة وقيل البعض انه انهي حياته…) قال : ان ماصرف لمعالجة ازمة الكهرباء يكفي لمعالجه او تقوية الطاقة الكهربائية لعدد من بلدان المنطقة وليس العراق وحده ….!! ونحن الان في نهاية عام 2017 ولازالت الكهرباء الوطنيه في نزول والمولدات في توسع
ان من يرى الان الوضع في البلد ( طبعا اقليم كردستان ) ليس خارج هذه الظاهرة ‘ بل مؤسف ان الاقليم اصبح في وضع تراجع حيث كانت الكهرباء الوطنية جيده الى ان دعوا التوجة الى الاعتماد على الاقتصاد المستقل فكان ظاهرة التوجة للمولدات احد افرازات هذا الاختيار السلبي .
ان من يدقق في كيفية تعامل الدولة وكذلك السلطة في اقليم كردستان يشعر ان الالتزام بتسهيل ( طموح اصحاب المولدات ) اصبح ملزم وبذلك سيكون حل ازمة الكهرباء الوطنية في العراق وعلى مدى المنظور اقلا ‘ في خبر كان .
هنا اريد ان اوشر على حالة مدينة السليمانية في اقليم كردستان كمثال على وجود نوع من التسهيلات لنمو سيطرة المولدات على واقع وجود الكهرباء في هذا البلد ‘ مثلا : ينشر كل شهر في السليمانية جدول بساعات تزويد الناس بالكهرباء الوطنية ‘ في هذا الشهر على سبيل المثال اعلن ان طاقة تزويد الكهرباء الوطنية في يوم هو ( 8 ساعات ) وعلى المولدات الاهلية تزويد المواطنين بالطاقة الكهربائية من الساعة ( الثانية والنصف الى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ) و من ( الساعة السابعة صباحا الى الثامنة والنصف صباحا ) ‘ هذا يعني ان على المولدات تزويد المواطنين ب ( 12 ) ساعه كهرباء ‘ وهناك ( 8 ) ساعات وطنية ‘ هذا يعني ضمان 20 ساعة لتزويد المواطنين بالكهرباء ‘ يعني المواطن سيكون بدون كهرباء 4 ساعات فقط …!! طيب اذا ليس هناك لاابالية بمعالجة الموضوع بشكل جدي ووضع جدول منظم يستفاد المواطن من هذا ال (20 ) ساعة المضمون بشكل مفيد ‘ لماذا تنظم الجهه المسؤوله تشغيل الكهرباء الوطنية في الساعات المخصصة من قبلهم لتشغيل المولدات ‘ حيث انهم يشغلون الوطنية : أما في الساعة 2 ظهرا ‘ اي نصف ساعه قبل الوقت المخصص لتشغيل المولدات ‘ وتستمر لاربعة ساعات ‘بعد ذلك تشتغل المولدات معفي من الوطنية من اربع ساعات تشغيل ‘ واربعة ساعات متبقية من الوطنية تاتي اما في الساعه الثامنة مساء او 10 ليلا و لايلزم مولدات باتعويض المواطنين بالساعات المحدده لهم من قبل الجهة الرسمية المسؤولة عن تنظيم الجدول …! بذلك يحصل المواطن احيانا على اقل من 12 ساعة من 20 ساعة التي يعلن رسميا للمواطنيين …..!!! اذا لن يكون هذا الاسلوب مبرمج في توزيع الكهرباء السيء والسلبي في عموم العراق دليل على تشجيع ظهور اساليب متنوعة لزيادة الثقل على كاهل الموطنيين …فبماذا نصف هذا الاسلوب بـغير ( المخربط ) ؟