رابعاً : الحشد والسياسة والانتخابات !
اتسمت خطبة المرجعية الدينية، التي أعلنت فيها عن النصر على عصابات داعش الإرهابية، برسائل داخلية وخارجية، اتسمت بالصراحة والتركيز والوضوح، لتضع النقاط على الحروف، وكأنها كانت ترد على بعض التصريحات والخطابات الداخلية والخارجية، لتجعل من الانتصار عراقياً محضاً لا ينتقص منه مساعدة البعض، بعدما حاول البعض نسبته الى غيرهم، ليكون النصر عراقياً لا تشوبه شائبة .
الحشد الشعبي كان يعاني من تداعيات الصراع الإعلامي والسياسي، ليذهب به البعض الى اضفاء الطابع الشعبوي الجماهيري المنفلت،، ليخدم مصالحه ويستخدمه كورقة ضغط في صراعاته السياسية، بينما ذهب اخرون الى وجوب إلغاءه، رغم أهميته وقدراته. القتالية الكبيرة، التي أعطت للعراق وقيادته زخماً ووجوداً يوازي وجود القوى المؤثرة اقليمياً، لتجعل منه المرجعية مؤسسة عسكرية بعيداً عن الصراعات السياسية والانتخابية والأيديولوجية، التي كادت ان تضيع بطولاته وتضحياته بصراعاتها، لينتصروا ويكون الحشد ضحية ً ! .
ان اغلب الذين شاركوا بالقتال، بعد فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقتها المرجعية، لم يكن لهم طموح سياسي، وإنما ما دفعهم على حد قول وكيل المرجعية هو الاستجابة للمرجعية الدينية، ووفاءاً للواجب الديني والوطني وغيرتهم على أعراض العراقيات، نواياهم خالصة من كل مكاسب دنيوية، وهذا اعطائهم حضوة كبيرة وتأثيراً اجتماعياً عميقاً تكريماً لتضحياتهم لا تدانيها مكانة اَي حزب أو تيار سياسي، وهذا يفرض المحافظة على سمعتهم وجهادهم وتضحياتهم، من كل ما يسيء اليهم بسبب مآرب البعض السياسية الاستغلالية، لتقطع المرجعية الدينية الطريق على ادعياء السياسة، وتضع معادلة اطرافها حشدٌ وسياسة وانتخابات، ليكون دور الاول حامياً ومدافعاً للنظام الذي يوفر ويضمن السياسة والانتخابات الحرة، لان ان يكون اداة بيد البعض لتشويه السياسة والانتخابات !.