18 ديسمبر، 2024 11:45 م

إبليس يقرّ بالذنب وبنبوّة موسى (عليه السلام )

إبليس يقرّ بالذنب وبنبوّة موسى (عليه السلام )

إن البشر كلهم عبيد الله ووظيفة العبد وقيمته أن يقوم بالعبادة فالذي لا يقوم بالعبادة ولا يؤدي وظيفته فقد ثار على فطرته وفقد قيمته وقوام العبودية تصحيح العقيدة والإيمان فمن تطرق إلى عقيدته خلل أو تعرض إيمانه لفساد لم تقبل منه عبادة ولم يصح له عمل ومن صحت عقيدته واستقام إيمانه كان القليل من عمله كثيرا ومن هنا وجب على كل إنسان أن لا يدخر وسعا في تصحيح إيمانه وأن يكون الحصول عليه والاستيثاق منه غاية أمله ونهاية سؤله لا يعدل به شيئا ولا يتأخر فيه دقيقة.
وقد سلك الناس في هذا العصر في الدين طرائق قددا وتشعبوا شعبا فمنهم من يتمسك بعادات الأولين وتقاليد السابقين ويعض عليها بالنواجذ ومنهم من يحتج بحكايات الصالحين وأساطير الأولين ومنهم من يتشبث بكلام من تسمى بالعلماء وامتاز بتشدق اللسان هم العن من ابليس هؤلاء شياطين الانس الذين اكثروا الان الفساد والتخبط والجهل وزرع الفتنة بين العالم والتلاعب بأرواح إخوانهم من الانس
فكان ما كان في زمننا هذا من الافساد بعدة أنواع الإفساد الذي عم الأرض منهم ونتنة الأرض من روائح افسادهم المنتشر بين العامة حيث تكبروا ثم أحلوا ما حرم الله وحرموا ما احل الله وكأن الأرض ملكا لهم مورث من اقرانهم من شياطين الجن فهذا زمنهم الان هم شياطين الانس الذين يضاهون بالجبروت والكبر شياطين الجن
وفي هذا السياق اوضح المحقق الاستاذ الصرخي في إحدى محاضراته التحليلية عن خبث شياطين الإنس المارقة قائلاَ:

((جاء في الرواية السادسة والعشرين بعد المائة في تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر، وفي الجامع الصغير والدرّ المنثور للسيوطي :” أخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان عن ابن عمر قال : ولقي إبليس موسى فقال : يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وكلمك تكليمًا وأنا من خلق الله أذنبت ، وأنا أريد أن أتوب فاشفع لي إلى ربي أن يتوب علي، قال موسى : نعم ، فدعا موسى ربه فقيل : يا موسى قد قُضيت حاجتك ، فلقي موسى إبليس ، قال : قد أُمرتَ أن تسجد لقبر آدم ويتاب عليك ، فاستكبر وغضب وقال : لم أسجد له حيًا أسجد له ميتاً ؟!! ثم قال إبليس : يا موسى إنّ لك علي حقًا بما شفعت لي إلى ربك ، فاذكرني عند ثلاث ولا هلاك إلا فيهن : اذكرني حين تغضب ؛ فأنا أوحي في قلبك وعيني في عينك أجري منك مجرى الدم ، واذكرني حين تلقى الزحف فإني آتي ابن آدم حين يلقى الزحف فأذكّره ولده وزوجته وأهله حتى يولي ، وإياك أن تجالس امرأة ليست بذات محرم فإني رسولها إليك ورسولك إليها”. أقول: سبحان الله ! لاحظ ، في هذه الرواية كيف أنّ إبليس يقرّ بأنه أذنب ، ومَن الآن مِن أئمة الضلالة يقرّ بالذنب ؟ … مَن مِن الدجالين يقرّ بالذنب ؟ مَن مِن السفيانيين يقرّ بالذنب ؟ هم ألعن من إبليس ، هم أخطر من إبليس ، هم أخطر من الدجال وألعن من الدجال ، وأيضًا هذا إقرار من إبليس بنبوّة موسى (عليه السلام) وكم من شياطين الإنس لا يقرّون بنبوة الأنبياء ، لا يقرّون بإمامة الأئمة ، لا يقرّون بأحقية الصالحين والأولياء الصالحين وأهل العلم والعاملين!!!.))
انتهى كلام الأستاذ المحقق

علينا أن نسلك طريق الانبياء (عليهم السلام )طرق النجاة من فتن ائمة شياطين الانس , والتمسك بمنهج النبي محمد (صل الله عليه واله وسلم )لانه قدوتنا في كل الأمور حيث علمنا ان كل شخص اذا وكل الى شيء فليتقنه ويتم عمله ويراعي في عمله مصالح الناس ويعدل في النظر الى مصالح الناس ولا يفسد في الأرض ,كان معلم الناس الخير لنتبعه ونكافح كل فساد في الأرض ولا نصمت عن الفساد ولنكن أمة صلاح ونأمر بالعدل ونكافح كل شيطان جني وانسي لكي يكمل نور العدل في كل أرجاء العالم
مقتبس من المحاضرة (27) من بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي