في جنيڤ حيث مقر الأمم المتحدة الأوربي، جرت مفاوضات مباشرة بين العراق وإيران من ( ٨/٢٥ – ١٩٨٨/٩/٧) ، وكان على المتفاوضين بحث قرار مجلس الأمن رقم ٥٩٨ والذي يتضمن خمس نقاط هي : ( وقف إطلاق النار – الانسحاب إلى الحدود الدولية – تبادل الأسرى – عقد إتفاقية سلام – إعمار البلدين بمساعدة دولية ).
فشل المتفاوضون في هذه الجولة، وسيفشلون في نيويورك بعدها بشهر، ثم يكرروا الفشل بعدها بثلاثة أسابيع في الاراضي السويسرية.
ظلت الامانة العامة للامم المتحدة بعدها، تتنقل بين بغداد وطهران لتقريب وجهات النظر، حتى إنسحبت القوات العراقية فجأة من الاراضي الايرانية، وسلمت جميع الاسرى الايرانيين المسجلين عندها ، لتغزو الكويت !
ايران ظلت تماطل في كل بنود القرار ٥٩٨، فلا معاهدة للسلام وقعت، و لا حدود دولية رسّمت.
يبدو أن حرب الثماني سنوات لم تنتهي بعد بالنسبة للقيادة الايرانية – أو بالنسبة للجنرال قاسم سليماني على الأقل بحسب ريان كروكر – ما إنتهى هو الطريقة التقليدية لقتل العراقيين في الجبهات، والذي تحول الى شوارع المدن.
حتى الاسرى العراقيين الذين عوملوا بقسوة بالغة – خاصة من قبل العراقيين الموالين لايران، والمسئولين عن إدارة أقفاص الاسر – ماطلت إيران في إرجاعهم، أو تبادلهم.
حتى أن ١٩٨ أسيرا عراقيا منهم، لا زالوا في سجون إيران لحد الآن – بحسب محمد شياع السوداني وزير حقوق الانسان – ولأسباب غير مفهومة.
هؤلاء الاسرى لهم أحبة هنا ينتظرونهم منذ سنين طويلة، الحكومة الرشيدة لا تعمل على فك أسرهم، ولا حكومة إيران تطبق بحقهم سماحة الاسلام الذي تدعيه لقبا لها ولشعبها.
ومن سخريات القدر أن في العراق جمعيات ومنظمات بالآلاف تدافع عن كل شيئ إلا أسرانا في جمهورية إيران الإسلامية.
في أمان الله