يا موصلية
تعالي وغردي
بلهجتكِ
فالأُذُن شجرة سمعٍ
تشتاق أغصانها
لحديثكِ
الذي يختلف
عن جميع
عصافير (العجل والچا)
إلا أنكنّ تشتركنّ
بتغريدة موحدة
يطرب لحرفها
نعيق الغراب !
لازلت أقف
ورأسي على الوسادة
حتى استفحلت الافكار
على خطواتي
كل ذلك حتى أصلكِ
في حلمٍ خالي من العراق
فضقت ذرعًا بوطنٍ
يتنفس جثامين اولاده
دون أن يترك لهم
مهلة زفيرٍ من السلام
عندما أرتسمت على خديكِ
الدموع
لم أبكي طرفة وطن
فالذي تساقط على خارطة
وجهي شتائم
أنظري ياحبيبتي من جاء
فهذا هو كلكامش
يؤدي التحية بموالٍ جنوبي
ثم يمزق كتب التاريخ
ليروي رحلة الخلود الحقيقية
فصنع سفينةً من الشباب
وربط شراعها ب (شيلة والعكال)
وأخضعَ البر لملاحته
رغُمًا عن أنف النهر
خوفًا من جرح
جلد القلب لأحد الأمهات
في الناصرية
بعد أن تركته عائمًا مع الكنوز
الضائعة من سبايكر
هذا هو الخلود ياعزيزتي
أن يذرف الرجال أرواحهم
قبل أن تصرخ الاعِراض
مرة أخرى
ياموصلية
قبل وصولي إلى بيتٍ
إمتلأت جدرانه بمغازلتكِ
هبت رياح حزنٍ
رجت القصيدة بأكملها
كأن أجزائها خيمًا
بدل الأبيات
حتى الربيعين قد عقَّ
أمهما
التي لم تجد غير الخريف
دارًا لتمشط شعرها
المتساقط