يمر العراق وبعض الدول العربية والإسلامية الأخرى بمرحلة صعبة سببها أحتدام الطائفية والتباعد بين أبناء المجتمع الواحد، الأمر الذي أدى الى التأثير على الوضع الأمني والسياسي والأقتصادي والأجتماعي فيها. وكل ذلك يعرقل سير الدولة الى الأمام والتقدم. ويحتار عدد كبير من العراقيين عن كيفية أمكانيتهم المساهمة في السعي للتخلص من هذا الداء الذي بات ينخر في المجتمع ويسير به الى الأسفل.
هذه بعض النصائح والسبل التي يمكن لكل عراقي اللجوء اليها لتغيير مسيرة الدولة والمجتمع وإعادتهما الى وضعهما الطبيعي:
1. لا تُقاطع أبناء الطائفة الأخرى وأختلط بأفراد الطائفة الأخرى وتعّرف عليهم لتطمأن لهم. فالأنسان بطبيعته عدو لما يجهل وإذا تقرّب كل فرد عراقي الى أبناء الطائفة الأخرى فسيرى أنهم أُناس مثله، لهم المشاكل والهموم والأحاسيس نفسها التي يتمتع بها هو. والطريق لذلك هو الأختلاط مع أبناء الطائفة الأخرى والتزاور بين عائلتك وعوائلهم الأمر الذي يؤثر على الشخص المقابل وعائلته. فالمقاطعة بين أبناء الطائفتين لا تؤدي سوى أزدياد التباعد.
2. أفعل شيئاً ما كالقيام بأبداء النصح والمعونة الى أفراد الطائفة الأخرى في وقت الحاجة فهذا يزيد من قوة التآلف الأجتماعي في الوطن.
3. أشترك مع غيرك من أبناء طائفتك ومع الذين يحملون نفس أفكارك في الأصلاح حيث يمكنك الأشتراك في النقابات والجمعيات المهنية والنوادي والأحزاب التي تضم أبناء الطائفتين الأمر الذي يجعلك تشكّل معهم أئتلافات لمحاربة الطائفية وكل ذلك يتحقق عن طريق التكاتف مع الأخرين.
4. علّم أطفالك وأطفال الأخرين مساوئ الطائفية وضرورة الأبتعاد عنها وأهمية التسامح الديني والمذهبي.
5. شاور بعض الأشخاص واستخلص افكاراً منهم حول كيفية محاربة الطائفية وأستخدم النافع من هذه الأفكار في محاربة هذا الوباء.
6. تكلّم بصوت عالٍ ضد الإنقسامات الطائفية، فالطائفية المبنية على البغضاء والكراهية يجب فضحها وأظهارها والتنديد بها. وتواصل مع الصحافة وقنوات الرأي العام من اجل التطرق الى موضوع الطائفية بشكل أيجابي يثير أهتمام الناس وبعيداً عن الكراهية.
7. ثقّف وعلّم نفسك حول مواضيع الطائفية والطرق التي يلجأ اليها الطائفيون في الدعوة لأفكارهم المريضة.
8. أضغط على القادة السياسيين والكتّاب والصحفيين وكبار الفنانين وأعلام الرياضة وأدعوهم الى المساهمة في محاربة الطائفية وكل ذلك عن طريق التكلّم مع من تعرفهم منهم أو الكتابة اليهم أو الكتابة في الصحف والمجلات ومنابر قادة الرأي العام، فهم أُناس يجب أتخاذهم كحلفاء وثابر على التكلّم والضغط على المترددين منهم ودفعهم الى أتخاذ مواقف معادية للطائفية.
9. أبقى على مواقفك الثابتة في محاربة الطائفية وذكّر نفسك دائماً بمواقفك الثابتة بأنك على حق في دعواتك.
10. إذا كنت نفسك ضحية للطائفية، فأشرح حالتك علناً وللجميع من حولك وإذا سمعت عن ضحية للطائفية في مدار مجتمعك فأظهر التعاطف والحماية مع الضحية أو الضحايا ودع الضحية تعرف بأنك تؤيدها تماماً.
11. الكراهية والبغضاء يمكن للأطفال تعلمهما في مدارسهم لذلك يجب على المعلمين والمدرسين والأساتذة أعطاء الدروس التي تكشف أخطار الطائفية وبكيفية الأبتعاد عنها.
12. لا تيأس.. فالطريق ليس سهلاً والسير به الى النهاية أمر ضروري لأنقاذ الوطن والسير به الى الأمام.
=======================
· الدكتور لؤي بحري هو من مواليد بغداد، حصل على شهادة البكالوريوس في القانون من جامعة بغداد عام 1957، ثم الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة مونبلييه بفرنسا في عام 1962. درّس العلوم السياسية في جامعة بغداد للفترة من 1962 حتى 1977 ثم غادر العراق للتدريس في عدد من جامعات الدول العربية والعالمية كجامعة الملك عبد العزيز في السعودية وجامعة الجزائر وجامعة كولونيا في المانيا وجامعتي اوهايو وتنسي في الولايات المتحدة الامريكية. عمِلَ دكتور بحري كأستاذ متخصص في دراسات الشرق الأوسط والخليج العربي ، وخبير مشارك في معهد الشرق الأوسط في العاصمة الامريكية واشنطن ومستشارا للحكومة الامريكية. كتب العديد من البحوث والدراسات والمقالات حول العراق والخليج العربي ومنطقة الشرق الاوسط.