عملية الترويض التي تعرض ويتعرض لها العراقيون الذين “ماتوا من الصبر” وممن تبقى منهم ممن افلت من سيف الحجاج و “طبر” التتار و”خازوق” قراقوش بقدرة قادر ليقعوا في مصيدة القائد الضرورة فيشبعهم ضرراً بعد ضرر ويذيقهم الموت غصة بعد غصة جاعلاً منهم “عينات مختبرية” مجرباً عليهم أنواع الأسلحة الروسية والأميركية والنمساوية والبرازيلية وحتى خناجر اليمن و”سواطير” الصومال، ثم جرّب على من تبقى منهم أنواع الأدوية والأطعمة الفاسدة “أكس باير” بعدها أدخلهم دورة تعبوية في كظم القهر والحزن على ذبح أبنائهم. ليكملها بدورة حصار مختلق تثبت جلدهم على تحمّل الحر والبرد والجوع والفاقة والعوز. والرجل أراد أ ن يبرهن للعالم بأن العراقي صامد ” أخو خيته” نجح في اختبار الترويض بدرجة امتياز! ولا أدري لماذا لم يقتنع الفاتحون المحررون من قوات متعددة “المواهب والنواهب” لم يقتنعوا بنتيجة الإختبار؟! علماً أنها مصدقة من شعبة التصديق في خارجية حقوق الانسان، وتحمل أختام منظمة “كريزي مان” ومسجلة بدفاتر “غيمس” والجماعة محقون إذا كان قصدهم من إعادة الامتحان التأكد عن كثب وتحت المجهر من أن عملية الترويض قد أثرت وآتت كلها.. وقد أنصفوا بإدخالهم بعض التحسينات على عملية الترويض الجديدة فمن حق المتعرضين للامتحان أن يملؤوا الدنيا صراخاً “يعيطون براحتهم” بالجرايد، بالمجلات، بالفضائيات وطبعاً هذه مكرمة “فاتت على أبي المكارم”!.
ومن باب التنويع تمّ “إستبدال: القادسيات، والكونات، والحاسمات” حيث حلّت محلها المفخخات، والعبوات والحزامات كما استبدل الحصار بالطوابير والأدوار واتصال الليل بالنهار. وتحسن امتحان الكهرباء بادخال المولدات التي تسهم بدور فاعل بهدر مبلغ كبير من رصيد مصرف “الزقنبوت” ليذهب الى لترات البنزين بالسوق “المصخمة” إضافة لـ “سطر الدماغ وتلف الأعصاب” لمن تبقى لديه شيء منها!.
وامتحان الماء هو الآخر ذو فائدة، فقد فتح الرزق “للنزاحين” الذين انقطع رزقهم بسبب وجود المجاري فها هم يستعيدون نشاطهم بملء سياراتهم من “الشط” مباشرة ليبيعوا الماء للمجبرين حتى “لو مليان تيفوئيد”. وشمل “البطالين” نوعاً من التحسن فقد صار بامكان البطال “المتوازي” أن “يسلب براحته” خاصة بانتشار ما خف وزنه وغلى ثمنه من “الموبايلات وذهب الموظفات” ووجود العقوبات “الرحمة”، “تذبح ثلاثين أزلمة” بثلاثة أشهر سجن يا بلاش! .. تهرب ثلاث كيلوات حشيشة بثلاث سنوات سجن في فندق خمس نجوم !. هذا إذا كان قصد الجماعة الترويض.. أما إذا كان قصدهم “نشوفو الموت تا يرضى بالصخونة” فلا والله.. و”كافي دبلوماسية” فهاهم شبابنا يدفعون “دفاتر خضر” ليتطوعوا في الشرطة والحرس والحمايات الوطنية.. مع تفجير مقراتها بشكل مستمر.. وتعرضهم للموت لحظة بلحظة. وها هي دور العبادة تعج بالمصلين ليل نهار برغم تفجير الكثير منها.. واعراس العراقيين اكثف واحتفالهم بالاعياد اوسع .. وصبياننا يتسلون بتفجير المفرقعات والألعاب النارية ويطرقون “البراميل والتنكات الفارغة” في اليوم الذي لا يسمعون فيه صوت انفجارات وقد ثبتوا صافرات انذار على دراجاتهم الهوائية والبخارية يستمتعون بصفيرها كونها تذكرهم بالغارات الجوية ودوي القنابل.