كلمة القتها النائبة حنان الفتلاوي من على شاشة البي بي سي ردا على وصف النائب احمد العلواني للشيعة في العراق – كما تقول – بانهم ابناء قردة وخنازير ، هذه الكلمة هي ان الشارع الشيعي مستفز ، واذا صح تصريح العلواني فلا اعلم هل تقصد الفتلاوي بان الشارع الشيعي مستفز على العلواني ام على اهل السنة ؟؟؟ ، بالتأكيد ان من يملك ادنى درجات الحس الوطني سوف يقول ان الشارع السني والشارع الشيعي مستفز من العلواني بتصريحه المقيت ، ولكن من يريد ويرتكز بوجوده في المشهد السياسي على الطائفية سوف يقول ان الشارع الشيعي مستفز من الشارع السني والاخر يعكس المعادلة لتفضي النتيجة الى انتخابات طائفية تسلط الفاسدين على رقاب هذا الشعب المسكين….
نعم ان خطاب الطائفية لازال رائجا في سوق النخاسة السياسية لتوفر ثقافة القطيع وهيمنتها على الشارع العراقي ، فلا السلطة التنفيذية ولا التشريعية بل حتى القضائية اليوم لها رصيد من مقبولية في الشارع العراقي ، فالفساد والفشل والتهور والانحطاط من ابرز الصفات التي يتمتع بها السياسي العراقي سواء كان سنيا او شيعيا او كرديا فالجميع في الهوى سواء ، ولايمكن لاي مواطن حر وذي كرامة ان يقبل او يدافع عن الفاسد والفاشل حتى وان كان ابن امه وابيه فضلا عن ان يكون ابن طائفته ، ولكن الذي يدافع ويتقبل السياسي الفاسد هو ذلك الجاهل والمتخلف والمستعبد للعصبية الطائفية ووللأسف هذا حال الكثير من ابناء الشارع العراقي والذي نسميهم ابناء ثقافة القطيع….
وهنا يحق للفتلاوي وكتلتها السياسية بل وجميع الكتل السياسية ان تنام اعينهم رغدا واطمئنانا مادام ثقافة القطيع مستشرية بين ابناء الشعب ، ويحق لها وللساسة اجمعهم ان يتحاوروا وينسقوا الجهود فيما بينهم لتحويل مسار التظاهرات الوطنية الجارية اليوم من مطالب مشروعة الى مطالب طائفية لتوسم بالتظاهرات الطائفية فيستفز القطيع السني والقطيع الشيعي فيتناطحا ويجزرهما الساسة من الوريد الى الوريد….
الجميع تفائل ويتفائل بهذه المظاهرات لكنني اجد مآلها كمآل الثورة السورية حينما ابتدأت وطنية وانتهت الى ماهي عليه الان من طائفية واجندة خارجية مقيتة تتصارع فيما بينها ، والحقيقة ان من ينتصر اخيرا هم هؤلاء الساسة الطائفيون وباختلاف انتمائهم الطائفي والخاسر الوحيد هو الشعب العراقي بقطعانه اجمع والخسارة مضاعفة على من رفض ويرفض ثقافة القطيع ليذهب بالرجلين كما يقال…
والعجب العجب من هؤلاء الساسة الذين لازالوا يخرجون على شاشات الاعلام بعد انكشاف عورتهم العفنة من الفساد بمطرة نزلت غيثا ورحمة من الله سبحانه وحولوها عصابة الفساد الى حجارة من سجيل تسوم العراقي العذاب ، فلو كانت قطيرة حياء تملكها جباه هؤلاء الساسة لما خرجوا على الاعلام خجلا مما آل الت اليه اوضاع العراق من فسادهم وسرقاتهم وتدميرهم للوطن والدولة والمواطن…
وكما قلنا فما دامت ثقافة القطيع مهيمنة فساسة الفساد والفشل والتخلف اعمارهم السياسية طويلة