23 ديسمبر، 2024 9:35 م

دين السياسة ام سياسة الدين

دين السياسة ام سياسة الدين

المفروض ان الاديان تشرع وتعطي الاحكام لكل عمل وموقف مهما كان مجاله اجتماعي  او سياسي او اقتصادي وتعطي القواعد التي بموجبها يتم التعامل وانا هنا لا ادعو الى فصل الدين عن السياسة بل اقصد ان الدين يرشد وينصح ويوجه السياسة بالاتجاه الذي يحقق منفعة المجتمعات البشرية ويلبي طموحاتها المشروعة بعيدا عن الاستغلال والاستغفال والاستحمار من قبل المتصدين للعمل السياسي وهذا لا يعد فصلا بل تقويما وتوجيها يتوافق مع الحاجة الانسانية ولكون المجتمعات العربية ذات طابع ديني اسلامي او غيره لجأ الكثير من المحتالين والمنتفعين باستغلال هذا العنصر ليعطوا بذلك صبغة دينية لأفعالهم القبيحة والمنكرة فتراهم يبررون افعالهم باسم الدين او المذهب هذا ما تعانيه الشعوب العربية خصوصا في العراق وسوريا فالسياسة تتحكم بالمذهبية وتقودها وفقا لمصالحها الشخصية او الحزبية ويتم العزف على اوتار الطائفية لجعل الشعوب تتعصب وتنشد وتنجذب لكل مشروع او فعل مهما كان مستوى قبحه واجرامه وفساده وأن احتج احدا على فعلهم يبرر من قبل الاقزام ووعاظ السلاطين والهة الحكام ان مايقومون به صحيح وعين الصواب وهو ما يخدم المذهب ويصب في نصرته حتى رسخوا فكرة في اذهان السذج ان المذاهب اسست على اساس الظلم والفساد والتهجير واباحة الحرمات حتى كاد قائل منا يقول ان المذاهب ام المصائب ولاعلاقة للمقال بمن يدعو بحكم الاسلام او المذهب فليس هذا مغزى ما اذهب اليه بل غاية الامر انني ادعو الى تجرد اهل السياسة من الصبغة الدينية فيما ترتكبه من جرائم لانه اصلا ان المذاهب الرئيسية ترفض تلك المنكرات والقبائح من جرائم قتل وفساد بل اقول ارحموا الشعوب من جرمكم وفسادكم ولانريد تدينكم ولانريد مذهبيتكم كونوا بشر وتحلوا بغريزة الانسانية والا مانفع  المذهبية التي تتبجحون بها ولكم فعال يهتز منها عرش جبار السماوات والارضين مانفع مذهبكم وانتم تبيحون ارتكاب المجازر في سوريا ما نفع تدينكم وانتم تقفون مع حكام الظلم والجور والفساد مانفع اسلامكم وانتم تخالفون اسلامكم بفعالكم الشنيعة ولا ادري كيف تجمعون وتوفقون بين قول المصطفى صلى الله عليه واله وصحبه الكرام القائل (ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء) وبين ظلمكم لأهل الارض  وتعديكم على احكام السماء ولا ادري كيف توفقون بين حديث الامام علي عليه السلام في رسالته لمالك الاشتر حين ولاه على مصر(يامالك الناس لك صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق) وبين قولكم (يابشار الشعب عندك صنفان اما موالي لك او لأيران ومن خرج عن ذلك فالقصف والنيران) اتقوا الله في انفسكم واعلموا ان مصيركم الخزي والعار ولا اريد ان اكون ظالما بمقالي فلعل هناك من اتخذ موقفا عادلا وانسانيا  منصفا تجاه ما يحصل بسوريا  دون ان يتأثر لضغوط دعاة الطائفية وان وجدت هكذا شخصية سياسية كانت او دينية وسجلت موقفا مناصرا لذلك الشعب المضطهد تحت نيران الاسد فلعمري انه موقف يستحق ان يخلد وانا اقصد  ان يصدرالموقف  من شخص لا يمثل نفس الطائفة التي ينتمي اليها ابناء الشعب السوري الا اللهم المواقف الوطنية الثابتة  للعالم  الشيعي العراقي العربي السيد الصرخي الحسني والذي عكس صورة مغايرة  لما ينقل عن تعصب علماء الشيعة وميولهم الطائفية على حساب نصرة المظلومين ولعل خير شاهد على مواقفه ما اصدره من بيان حول الثورة السورية وهو البيان 81 (هيهات منا الذلة …..الموت ولا المذلة)
فالسيد الصرخي خرق تلك القاعدة وأحرج الاخرين من القيادات السياسية او الدينية  بمواقفه الانسانية والتي تمثل روح وأصالة الاسلام والعروبة   لذا فأني  اظن صعوبة ان يوجد هكذا موقف عدا ماتطرقت اليه  لان الاغلبية انجرفت بموج الطائفية وصار ت السياسة هي من توجه الدين وتقوده نحو رغبات الساسة لا ان يكون الدين هو من يوجه ويقنن عمل السياسة نحو منفعة الشعوب وتحقيق السعادة لها دون فرض الاحكام بالقوة بل بالإقناع والتأثير الفكري المناسب مع الظروف الموضوعية لكل بلد من البلدان وبحسب تنوعه واختلاف معتقداته وايدلوجياته .