وضع أعداء الإسلام خطة وبرنامج بعيد المدى بعد أن فشلت محاولاتهم في حياة النبي المصطفى ” صلى الله عليه وآله وسلم ” للقضاء على هذه الأمة وجعلها امة فاقدة الشعور والإحساس لا تتأثر في شيء ولا تبالي في شيء وكل ما يحصل من انتهاكات حتى لو كانت لأشرف مقدس فلا يتحرك لها طرف وكأن الأمر لا يعنيها وهذه الحالة لم تكن موجودة لو لم يكن هناك سبب ورائها ، يعني انعدام المسؤولية عند الأمة واللامبالاة التي أصبتها حتى مع أقدس مقدساتها.
هذا الأمر يحتاج إلى تخطيط شيطاني كبير فالخطة الرئيسية والمؤامرة الكبرى بدأت من يوم السقيفة بإقصاء الزعامة الإلهية الروحية بكل الوسائل والطامة الكبرى باسم الدين وأسست بعدها سقائف إلى أن وصلت لهذه الحالة الجهة الشرعية الحقة التي تقود الأمة إلى بر الأمان تقصى أو تصفى جسديا أو تهمش وتشن ضدها حرب إعلامية شعواء لا هوادة فيها مستخدمة كل الوسائل المتاحة من إمكانيات إعلامية ومالية وهمج رعاع ينعقون مع كل نعاق من جهلة الأمة ومن سوء حظ الأمة كثرت الهمج الغوغاء في كل جيل وهم يشكلون الآلة الكبرى في يد المستكبرين للتسلط..
وبعد أن فلحوا في هذا الأمر جاءت الخطوة الثانية وهي لاتقل خطورة عن سابقتها
وهو تسليم السلطة باسم الديمقراطية والانتخابات والدستور وغيرها من مسميات بيد ناس لاحظ لهم من العلم والمروءة ولا حب الوطن بيد مفسدين طامعين لا هم لهم إلا الكراسي والمناصب والمال والملذات من الجواري والقصور الفاخرة على حساب الأمة وكرامتها وهذا أيضا بدوره جعل الأمة تصل إلى هذا المستوى من عدم الشعور وتصل إلى هزيمة أخلاقية لا نظير لها على مدى التاريخ البشري الطويل وهذه هي الحالة التي وصفها السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس يقول (قدس)
أن الأمة في حالة فقدانها لأرادتها وعدم شعورها بوجودها كأمة تنشأ لديها بالتدريج أخلاقية الهزيمة لإبقاء هذه الهزيمة وإمرارها وتعميقها وتوسيعها ويصبح العمل الشجاع تهورا والتفكير في شؤون المسلمين استعجالا ويصبح الاهتمام بما يقع على الإسلام والمسلمين من مصائب وكوارث نوعا من الخفة نوعا من العجلة وقلة الأناة نوعا من التسرع في العمل أو التفكر.
لذلك كل ما يصيب الأمة هو ناجم عن عدم شعورها بالمسؤولية ولن يتغير واقعها حتى تغير ما في نفسها لذلك يجب رفع الشعور بالمسؤولية لأعلى المستويات وبهذا تكسر خطط الأعداء ويبوء سعيهم بالفشل.
…