2 نوفمبر، 2024 6:22 م
Search
Close this search box.

الآخر في الوطن

لم يتحدث حس البنا في ادبياته وكتبه ونشراته الداخلية علي اعضاء حزبه عن الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين واليهود، ولا حتى بين أتباع الديانتين الأوليين، ومع هذا كان يحرص على أن يصطحب معه شخصا مسيحيا اسمه (نصيف ميخائيل) في مؤتمراته الشعبية. فإن أتى على ذكر الوحدة الوطنية فكان يقصد بها توحيد صف الاقتصادية التي اجتاحت المجتمع الرأسمالي ككل وعام الانهيار الدستوري في مصر في هذا الوقت اسس هذا الشاب حسن البنا الساعاتي جماعة الاخوان المسلمين كجمعية دينية صرفه اهدافها خيرية لكن هذه الجماعة التي تأسست في مدينة الاسماعلية مقر شركة قناة السويس جذبت اول ماجذبت انظار هذه الشركة ذات المصالح الاستعمارية وكانت اول شركة اجنبية داعمة لهذه الحركة وتبرعت لها باالاموال وساعدتها ومدت يديها واسست لها مقر وشعبة في الاسماعلية وكذلك لقيت دعم من قبل انظار الطاغية اسماعيل صدقي الذي حكم مصر عام 1930 بالحديد والنار ووجد فيهم مايغري اي حاكم يفتقد الي تأييد الجماهير ويتوق الي قوة تمنحه الشرعية وكان منذ البداية اي التاسيس تنهج نهج الفتنة الطائفية وتفتيت الوحدة الوطنية مابين المسلمين والاقباط ويسعون الي طرد الاقباط من شركة القناة والوظائف المدنية لهم في الحكومة وقال احد قادتهم محمد الغزالي في كتابه التعصب والتسامح بين المسيحية والاسلام برفض الوحدة الوطنية ويعتبر ان كثرة المسيحين في الوظائف العامة هو اقصاء للمسلمين وكذلك تبني الاخوان نهج العنف والاغتيالات للوطنيين وكانو يسعون الي السلطةوالسيطرة لتنفيد

برامجهم من خلال الحاكمية واقتداء حسب مايعتقدون بنهج الرسول صل الله عليه وسلم في المدينة وحكمه وقد مارسوا الاغتيالات ووصل بهم الامر الي محاولة اغتيال عبد الناصر والتخلص بعد ان كانوا متحالفين مما اضطره بشن حملة اعتقالات ومحكامات لهم وزجهم في السجون واعدام حسن البنا ومع هذا لم ينصاعو الي نهج السلم وقاموا باغتيال السادات في الاستعراض العسكري بالحادثة المعروفة باسم خالد الاسلامبولي الذي اطلقت ايران اسمه علي احد شوارع طهران واججت الخلافات علي اشدها مابين طهران والقاهرة من جراء ذلك كما لايفوتني ان اذكر دور حركة الجهاد والتكفير في تبني التفجيرات ضد السياح الاجانب وبكثرة مما ادي الي خنق السياحة في مصرواخيرا الحادث الكبير المفجع والمحزن لهذا الارهاب الشرير والهجوم علي جامع الروضة وقتل الابرياء والمصليين من الصوفيين بعد تهديهم لهم قبل ايام من الحادث وعدائهم الي الصوفية وهوعداء مستمد من فكرهم العنفي التكفيري المثبت في كتب المتطرفين من المتشددين من السلفيين والحادث اثار غضب العالم ككل كما فعلوها سابقا ضد اماكن عبادات الافباط في القاهرة والاسكندريه ان حادث سيناء قرب العريش ايقظ العالم علي خطورة هذه الحركة وفكرها وان داعش والقاعدة هي الولادات الهجينة والتلاقح لاصل الحركة مع الفكر السلفي المتشدد وقيادته ومفكريه ودعاته السابقين

وبالطبع فإن البنا لم يكن فكره السياسي يرتقي إلى الإيمان بفكرة “المواطنة” إنما يقف بالقطع عند حدود الذمية، فلا التصور الذي ينحاز إليه، ولا الزمن الذي عاش فيه كانا يرجحان انتقاله بعيدا عن “عهد الذمية” للآخر الديني، الذي أقصى ما يقدمه له الإخوان هو عبارتهم الشهيرة التي يتلفظون بها دوما حين يسألهم الناس عن حقوق المسيحيين: “لهم ما لنا وعليهم ما علينا”، لكن في الممارسة العملية لا يلتزمون بشيء من هذا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات