17 نوفمبر، 2024 5:14 م
Search
Close this search box.

الشباب الواعد أعملوا ما لا تستطيعون عمله !

الشباب الواعد أعملوا ما لا تستطيعون عمله !

هناك قاعدة تقول : إذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل . من هذه القاعدة ننطلق في الحديث عن الشباب . والشباب كما تعرفون هم رأس مال الأمة ، وإذا ضاع حلت الخسارة التي لا تعوض ابدا، والفشل في التخطيط في استثمار رأس مال الأمة يؤدي إلى فشل المشروع، والتخطيط يشترك فيه القائمين على هذه الثروة ، ونواة هذا المال (الشباب) .
تكمن أهمية التخطيط لاستثمار هذا الرصيد البشري في أهمية المرحلة التي يمر بها عنصر الشباب ، فهذه المرحلة بين الطفولة والرجولة ، بين الاتكال على العائلة وتحمل المسؤولية، مرحلة تفجر الطاقات وعنفوان الاندفاع والاكتشاف . هذه المرحلة تُعتبر من أهم المراحل العمرية في تكوين شخصية الإنسان ، فلو أحسن التخطيط العنصر الشبابي أو القائم عليه والموجه له ، فسيتم وضعه في المسار الصحيح ويحصل النجاح والعكس صحيح لا سامح الله ، ورد في الحديث (أتركه سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا) هذا الحديث يبين الطريقة التي يجب اتباعها في المراحل الثلاثة ، مرحلة الطفولة التي يعيشها الإنسان بلا وعي وإدراك فإن أخطأ لا يعنف ولا يعاتب وبدل ذلك لابد من رعايته وتجنيبه كل خطر محتمل . المرحلة الثانية مرحلة التأديب ، والتأديب هنا لا يقصد به التعنيف والضرب وهو المتبادر للأذهان أغلبنا بل التأديب هنا يُقصد به التعليم ، ادبه أي علمه . والمرحلة الثالثة المصاحبة وهي أيضا نوع من التأديب العملي وكذلك لإبراز تلك الطاقة ووضعها في المحيط واحتكاكاته الفكرية ، فيحدث التفاعل بالأخذ والرد ومن هنا تتفجر الطاقات وتبرز المواهب وتُصقل ، والانسان بطبيعته يولد وهو مزود بـ قابليات جبارة والمحيط والتخطيط والاكتساب يلعب دورا كبيرا وأساسيا في تطوير أو قتل تلك الإمكانيات ، يقول الفنان التشكيلي بابلو بيكاسو: ” كل طفل فنان ، المشكلة هي كيف تظل فناناً عندما تكبر” فانت ايها الشاب في داخلك فنان تشكيلي ، وشاعر ،وعالم رياضيات ، وفيلسوف ، ومفكر ، ونجار ، ورجل دين ، ومحاضر وأستاذ ….الخ ، فقط انت من يقرر ان تكون اي واحد من هؤلاء ، أو أن تتنازل عن هذه الإمكانيات وتختار لعب دور سلبي انعزالي تضيع نفسك فيه وتضيع آمال من علق عليك الآمال وبالتالي خسارة لك ولأمتك ووطنك وأمتك وحبيبتك وكل من يحبك وتحبه . يقول بابلو بيكاسو : “إني أعمل دائماً ما لا أَستطيعُ عمله لكي أتعلّم كيفية عمله”. إذن أخرج من صندوق الخوف وترجل أيها المارد فهل كان العظماء والمفكرين والكتاب والفنانين والشعراء ..الخ يمتلكون إمكانيات وقوى ذهنية تختلف عن ما تتمتع به من إمكانيات؟! كلا ، فقط حاول ، صمم ، أكسر القيد الذي قيدك الوهم به ، قدم شيء ذات معنى ، فلا تبرع في تضيع نفسك وتذهب للبحث عنها في قصات الشعر أو صالات الأركيلة وما بها . تريد أن تقول أنا هنا! . قل أنا هنا فكرا وأدبا وتعلما وتعليما ، قدم شيء للحياة يقول الأديب الرافعي : في كتابه وحي القلم (اذا لم تزد شيئاً على الدنيا , كنت أنت زائداً على الدنيا). نطمح فيك أن تقدم أشياء جميلة من خلال التخطيط الجيد ولا تخطط للفشل .

أحدث المقالات