22 نوفمبر، 2024 11:49 م
Search
Close this search box.

حديث لاتنقصه الصراحة مع  “معيط”

حديث لاتنقصه الصراحة مع  “معيط”

هو ليس من تيار الصقور مثل “شعيط” ولا الحمائم مثل “جرار الخيط” بل هو في منزلة بين المنزلتين. وبعبارة اكثر وضوحا وربما صراحة هو من تلك الجماعة التي ينطبق عليها المثل السائر” يأكل ويوصوص”. منطلقه في ذلك انه لم يكن يوما لا بالعير ولا بالنفير. ومع ان كلا من زميليه (شعيط) و(جرار الخيط) هما مثله ايضا لا بالعير ولا بالنفير، لكنّ ثمة فارقا جوهريا بين المناضلين الثلاثة يتمثل في ان كلا من (شعيط) و(جرار الخيط) ركبا الموجة بل ركبا اعصار ساندي حين صدقا انهما سياسيان لا يشق لهما غبار. حتى كيسنجر يتمنى ان يتعلم منهما سياسة “الخطوة خطوة” مع انه غادرها في سبعينيات القرن الماضي وارجله في القبر.
(معيط) وجد نفسه فوق موجة من نمط خاص هي موجة الغنائم والامتيازات، لذلك بدأ يأكل ويتجشأ ويحمد الله على نعمة الاصابع البنفسجية التي اوصلته بـ”روس اليتامى” الى قبب البرلمان وصولجان الحكومة وهيئاتها المستقلة منها والتابعة والمتبوعة. في جلسة حوارية جمعتني مع “معيط” طلبت منه تحليلا لما يراه لاسيما انه قريب من جماعة صنع القرار في كل الميادين والشؤون والشجون ايضا. (معيط) الذي كان جالسا “عدل” قرر فجأة ان يجلس اعوج. وحين سألته عن الاسباب الاستراتيجية والعوامل اللوجتسية بشأن هذا التغيير الحاسم في “القعدة” قال: أنا اريد ان اتكلم وفقا لقاعدة (اكعد اعوج واحجي عدل). يقول (معيط) لا فض فوه: ان كل ابناء الطبقة السياسية بمن فيهم اخواي (شعيط) و(جرار الخيط) وما اكثرهم يتصرفون امام الشعب غير ما يعملون وراء الكواليس. في  كافتيريا البرلمان يجلس”المتعادون” رجل على رجل مع بعض، وكأن كل واحد منهم ولي حميم للاخر. بل ان عتاة المتطرفين من هذه الكتلة أو تلك لا يحلو لهم الجلوس وشرب الشاي والنسكافة إلا مع عتاة المتطرفين من تلك الكتلة. وحين تنتهي الاستراحة ويهم القوم بالدخول حتى تبدأ الشتائم باسم الشعب برفض هذا القانون او قبوله مع انهم اشبعوه مدحا في الكافتيريا وعلى انغام استكانات الشاي ورائحة الكابتشينو. وليت الامر يتوقف عند نمط من السياسيين او البرلمانيين من خفيفي  الوزن بل حتى “الثقال” من السياسيين ممن نراهم “يتباوسون” ويتبادلون النكات عند كل لقاء ينسون انفسهم عند الوقوف امام الكاميرا للإدلاء بتصريح صحفي. هذا التصريح الذي يبدأ عادة من ضرورة الالتزام بالدستور وصولا الى القول الماثور “لو العب لو اخرب الملعب”. (معيط) يقول:”كلهم يكذبون، ربعي واعرفهم”. لا أحد منهم يريد ان يخرب الملعب لأسباب عديدة في المقدمة منها انهم يعلمون ان تخريب الملعب “من صدك” يعني نهايتهم جميعا. والسبب الآخر طبقا للرؤية المعيطية انهم “دافنيه سوى” فلا احد منهم يصدق “حلفان” الثاني حين يقول .. بروح المرحوم. وهناك سبب آخر هو ان كل واحد منهم يسعى لأخذ اكبر كمية من المكاسب من زميله وصديقه وحليفه و(خويّه)، لاسيما ان كل واحد منهم حين يضيمه الضيم يتذكر فنادق المعارضة .. ذات الخمس نجوم.

أحدث المقالات