صدق المثل القائل(( المال السائب يعلم الناس على السرقة)) نعم خيرات العراق وفيرة وثرواته تفيض غزارة, لكنها بأيدي عابثه فاسدة غير مؤتمنه, بعيدة كل البعد عن سلطة ورقابة وحساب, لهذا تستدل طريقها, فتتسرب إلى جيوب المفسدين والسراق, ممن أوكلت لهم الحماية والحرص والمحافظة على أموال العراق, هؤلاء الذين اقسموا بشرفهم وبدينهم ومعتقدهم وعلى مرآي ومسمع من امام ناسهم وشعبهم, من ان يصونوا الامانه, و يحافظوا على ثروات البلد ,ويتفانوا بتقديم أقصى الخدمات لشعبهم ,الذي منحهم ثقته وترك زمام أموره ومشيئته بأيديهم ,مصداقا لحسن اختياره وتصويته لهم , لكنهم سرعان ما احنثوا بالقسم , وتراجعوا عن تعهدهم الذي قطعوه امام شعبهم .
فدنسوا شرفهم الرفيع” ألّذي تباهوا به مزهوين جذلين “بالسوء والرذيلة,ولم يدخل الخشوع والوجل إلى نفوسهم من عقاب رب ادعوا زورا وبهتانا أنهم طائعين مؤمنين بكتابه وبرسله,فضربوا كل وصاياه وتعاليمه ونصوصه برعاية عباده والمحافظة على أموالهم وأمنهم وممتلكاتهم, فعاثوا فسادا وغيلة واستهانة بخلقه, فلم يأتيه من إيمانهم الدعي المرائي ,إلا الركوع والسجود زورا ,
ولكنهم في غيهم واستهتارهم بعباده سادرون,” إلا لعنة الله ورسله عليهم إلى يوم يبعثون”.
لو كان هناك حزما وتصميما وحكما وقصاصا عادلا, لما تمادى المفسدون على ارتكاب جرائمهم وتلاعبهم بأموال العراق وشعبه, ولما وصلت بهم الجرأة والصفاقة والتحدي إلى اثباط وتعجيز بعض النوايا الصادقة, التي تروم بناء قدرات هذا الوطن وتمتين منظومته التسليحيه والدفاعية وفتح أفاق وفضا آت جديدة أوسع من إمامها,بدل الضمور والتخلف والركون تحت رحمة الاحتلال واذنابه الذين يسرهم ان يبقى العراق ضعيفا مستكينا مكتوفا , لا يمتلك ألقدره والقوه للدفاع عن نفسه وعن شعبه امام أي تهديد إرهابي داخلي أو الذود عن حدوده من الانتهاكات الخارجية , وهو وسط محيط إقليمي وعالمي تتنافس فيه القدرات والإمكانيات العسكرية المتفوقة والهائلة في تفننها وتطورها.
ثم كيف سولت أنفس البعض من المتعاقدين والمفاوضين إن يهينوا العراق وشعبه بدناءتهم وخستهم وهم يرافقون اعلي مستويات حكومته بزيارتها لدولة عظمى كانت يوما الصديق الصدوق لهذا الشعب ,وكانت المعين الذي لا ينضب لسلاحه ,وبكل صنوفه الرئيسية والساندة, والتي ضاهت كل أسلحة العالم تطورا وتفوقا( إلا انها لم تقع بأيد تحسن استخدامها وتثق بقيادتها).
وتعزيزا لتلك ألصداقه ووفاء للعراق ولكسب ثقته وإعادة أواصر العلاقة القديمة التي تميزت بنزاهتها وحسن تعاملها, بادرت حكومتها بكشف نوايا وزيف الفاسدين المتآمرين, بائعي العراق وشعبه بحفنة الدولارات التي قبضوها كعمولة لخيانتهم وتنصلهم عن شرفهم الذي اقسموا عليه, مقابل عقود تسليحيه ثانوية لا تصلح حتى لصيد الأرانب !!!
وهذا ما اغضب القيادة الروسية , والتي اعتملت الشكوك بصدرها, نظرا لجسامة ألصفقه ورداءة نوعيتها, إلى ان توصلت لحقيقتها ومن يقف ورائها , وتطميننا لقيادة العراق ورفع الهواجس والشكوك التي قد تنتابها من إبرام ألصفقه ,عمدت هذه القيادة إلى إقالة وزير دفاعها وتحويله هو وشلته جزاء تواطئهم وإساءتهم للعراقين ووفدهم الكبير.
ولكن بعد هذه الفضيحة التي لولا القيادة الروسية لما استطاع العراق من كشفها, ولذهبت كسابقاتها من الفضائح النتنة التي طواها النسيان ,واعتلى مجالسها ألتحقيقيه الصدئ والغبار, تحت إدراج المسئولين والمتسترين على الفساد وأعوانهم .
فامام رئيس ألدوله اليوم فرصة ذهبية قد لا يجود الزمان بمثلها بعد ان اقر ولأول مره وعلى لسان مستشاره الإعلامي (ان ألصفقه قد ألغيت نظرا إلى شبهات الفساد التي شابت ألصفقه وإعادة النظر بصورة كامله ابتداء من التعاقد على الاسلحه ونوعيتها إلى اللجنة المشرفة على العقود).
علما ان العراقيين كثيرا ما استمعوا لتصريحات رئيس وزرائهم بخصوص الفساد ومحاربته ومنها(ما مرت قضية فساد من امامي إلا وكان صاحبها في السجن)(وان أي مسئول تحوم حوله الشكوك لا يجوز بقائه بنفس المكان منعا للأخطاء ودفعا للتوجسات )وغيرها الكثير .
والعراقيون اليوم يتساءلون هل يوجد ثمة فساد أكثر وضوحا وشفافية وتلمسا ماديا محسوسا صارخا عرف به واطلع عليه القاصي والداني ؟؟؟
وباعتراف اعلى المستويات سواء للدولة المتعاقد معها أم لمسؤلي دولتنا ولجانهم النيابية من هيئات النزاهة أو لجنة الأمن والدفاع.
الكل اليوم في حالة ترقب وانتظار عما ستسفر عن هذه الفضيحة المخزية والمؤلمة من قرارات على ان تكون صارمة عادلة سريعة لا ان تميع تحت مسميات تشكيل لجان تحقيقيه تختفي بمرور الزمن كسابقاتها وكل ما يتمناه شعبنا ان تكون هذه القرارات مفتاح خير رحب وواسع لكشف ومعالجة كل قضايا الفساد الذي عشش واستوطن ثنايا ألدوله ومؤسساتها .