تستطيع الحكومات وشعوبها ان تخوض حروب تنتصر او تخسر فيها ولكن لايؤثر ذلك على انهاء وجودها وتغير اشكال جغرافية بيئتها وتشتيت سكانها طالما ان هنالك ثروات طبيعية لاتتعرض الى التلف او الدمار وبالاخص المياه, الذي هو سر وجود وديمومة الانسان ويلعب دورا كبيرا في نشاطه وتنوع مصادر الانتاج الزراعي وتذبذبه في الحياة , ويرتبط ذلك بالظروف المناخية وقد اشار القرآن الكريم في الكثير من أياته عن ذكر الماء واهميته على الانسان والمجتمعات 🙁 وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) الانبياء أية 30 , مايمر به العالم من تحديات بخصوص ازمة المياه قد تعرضَ الدول المتضررة الى شن حرب اواتخاذ خطوات مقايضة لتفادي مثل تلك الأزمات المييته وتلحق الضرر خلال فترة قصيرة عكس ماتخلفه الحرب لسنين من دمار لايصل الى مستوى حرب المياه , واكثر ذلك التهديد هي الدول التي تقيم مشاريع خزن وسدود على مجاري الانهار وماقمت به اثيوبيا من انشاء سد النهضة لمشروع طاقة سيسبب اضرار لمصر وستتقلص الاراضي الزراعية , في حين لم تقم اي من الدولتين الهند وباكستان من تهديد أوحرب بسبب مايجري النهر بينهما دون اتخاذ خطوات تعيق وتأثر على الجانب الزراعي والبيئي , ومايهمنا نحن العراقيون هو سد إليسو التركي الذي بدأ العمل بانشائه يوم 5/8/2006 على نهر دجلة بالقرب من قرية إليسو تكلفة الأنشاء تقدر 1,7 بليون دولار امريكي سعة الخزن 10,4 بليون م3 الارتفاع يصل الى135متر وهذا يعني مجموع السدود والخزانات في العراق لم تصل الى ربع خزان هذا السد , الهدف من بناء السد لايقتصر فقط على توليد الطاقة الكهربائية مع العلم لاتوجد ازمة طاقة كهربائية في تركيا . اذ تسعى الحكومة التركية الى تنمية اقتصادية في جنوب شرق الاناضول وايجاد فرص عمل للاياد العاملة وارواء مساحات كافية من الاراضي الزراعيىة في مواسم الزراعة وزيادة الانتاج الزراعي والتنوع بالمحاصيل , قبل بداية المشروع اعترض مجموع من علماء الاثار على تنفيذه خوفا من ضياع مدينة حسن الاثرية ولكن لم يؤخذ ذلك الرأي من قبل الحكومة ,في الوقت الذي انشأت تركيا 22 سدا على نهري دجلة والفرات مع ان المفاوضات والاتفاقيات بين الجانبين لم تثمر بأي اهمية مجرد وعود وتطمينات اعلامية, كما لم تخضع تركيا لمنطق القانون الدولي وهي بذلك تريد ان تتحكم بمياهها للضغط على الدول العربية وتنفيذ سياستها دون مراعاة لاي ازمة او كوارث تحل بتلك الدول , ولايختلف الامر عن مشروع سد داريان وربما يكتمل سنة 2018 في محافظة كرمنشاه وسيخلق ازمة مائية جديدة في محافظة السليمانية تؤثر على الزراعة في مناطق حلبجة وسيد صادق ودربندخان ,, وفي تقرير سابق صدر عن الأمم المتحدة قبل خمسة أعوام يؤكد أن 47% من سكان العالم سيعيشون للآجهاد المائي عام 2030 , وسيكون لندرة المياه في بعض المناطق القاحلة أثار كبيرة على الهجرة ومن المتوقع أن ينزح مابين 24 ــ 700 مليون نسمة بسبب ذلك وأن 80% من امراض البلدان النامية تعود اسبابها الى المياه وتلوثها بالمنتجات الصناعية وحوادث طبيعية وتأثيرات الحروب وأن 5000 طفل يموتون بسبب الأسهال,, وفي ندوة بهذا الخصوص عرضت من على شاشة قناة العراقية يوم الاربعاء المصادف 6/12/2017 ,تحدث احد الاختصاصين واشار بان المفاضات مع الجانب التركي بخصوص حصة العراق المائية دائما تكون نتيجتها الى الجانب التركي كون المفاوض لم يتبدل منذ عام 1965 لحد الان في حين الجانب العراقي كل وزير يتصدى المسؤولية في الوزارة يرسل وفد مغاير للاعوام السابقة ,دون الاطلاع على تفاصيل وشروط الاتفاقيات واين وصل الحوار والنقاط المختلف والمتفق عليها وماتحقق من اللجان المشتركة , اما فيما يخص سد إليسو سيكون تأثيره واضحا واثاره سلبية وخطيرة على السكان في البيئة والاقتصاد والزراعة وسيقلل واردات النهر الى العراق بنسبة 60% حيث ستنخفض كميات المياه من 20 مليار م3 الى 9 مليار م3 وسيكون تاثير ذلك اثناء ملىِء المشروع على 5 مراكز محافظات عراقية و13 قضاء و21 ناحية وبهذا يضطر الناس الى ترك اراضيهم والاستغناء عن مهنتهم ويصبحون من منتجين الى انماط غير منتجه مستهلكين كما سيؤثر على ثلث الاراض الزراعية ويقلل الانتاج فتتجه الدولة الى الاستيراد لسد النقص الحاصل , وترتفع معدلات البطالة والذي سيولد اعباء جديدة على الجانب الاقتصادي اضافة الى المشاكل الاجتماعية والاثار النفسية والصحية التي سيخلفها على الكثير من الآسر العراقية , اما بخصوص الاتفاقيات التي تعقد دائما عن المياه فتلك الاتفاقيات تخضع الى الظروف المناخية من وقوع شحة مياه اوازدياد اعداد السكان بالتأكيد ستتغير لطبيعة ومصلحة الدولة المستفيدة , ومن اجل المحافظة على ثرواتنا المائية وتقليل الضرر على المناطق الزراعية هنالك طرق عديدة بعضها بيد الانسان والاخر تتحكم بيها التقلبات المناخية خارجة عن ارادة البشر كهطول الامطار بكثرة وتساقط الثلوج في المناطق الشمالية لتساعد في رفد مياه دجلة والفرات ويمكن الاستفادة منها واعادتها الى المناطق التي تقل فيها مناسيب الامياه وانشاء سد كبير في جنوب العراق خوفا من هدر تلك المياه لتصب في شط العرب ثم تصل الى الخليج العربي , وكذلك التقنين في استخدام المياه العذبة وقد تعرض العراق الى انتقاد شديد من جانب وفد تركي زار العراق قبل سنين وقال ان العراق يعتمد على غسل وتشحيم السيارات بالمياه العذبة وتسرف كمياة كثيرة بذلك ,كما لم تعالج العطلات من كسر الانابيب في الطرقات العامة لتتسرب منها كميات كبيرة من المياه الصالحة لتكون مستنقعات وبحيرات صغيرة في الازقة والشوارع العامة اضافة الى التجاوز على شبكة الماء بطرق غير شرعية يؤدي ذلك هدر المياه بكثرة وحرمان عوائل اخرى منها ,جاء عن الرسول محمد صل الله عليه واله قال : ( لاتسرفوا بالماء ولو كنتم على نهر جار )