السعوديةهي التي تحارب من يحيي سنويا يوما عالميا للقدس، ، ولم تزخر شوارعها بأسماء تتعلق بفلسطين، وطالما أكد زعماؤها وعلى رأسهم ملك السعودية أن القضية الفلسطينية محور التركيز السعودية، لم تحرك ساكنا بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة للكيان الصهيوني، بل الأخطر من ذلك أنها تستغل هذا القرار العدواني لأجل تكثيف هجومها على اليمن ، ولأجل الترويج للفكر الوهابية وخداع الشعوب العربية والإسلامية بخطاباتها الشعبوية التي تسترق العاطفة الدينية.
إن قرار ترامب المتهور والعدواني تجاه الشعوب العربية والإسلامية وضع كافة المتاجرين بالدين والقضية الفلسطينية في مأزق، وكشف زيف ادعاءاتها ومن يعمل لصالح الأمة العربية والإسلامية ومن يقف وراء خدمة الكيان الصهيوني، ففي وقت اجتاح فيه الغضب العديد من الدول العربية والإسلامية، اكتفت السعودية بالتعليق كلاميا ودون حدة على قرار ترامب، وأصدرت التنديدات والاستنكارات، ولم نر حتى الآن أي تحرك فعلي من الجانب السعودية تجاه هذا القرار، ما يثبت زيف وخديعة دعم السعودية للقضية الفلسطينية.
وما هو متوقع أن تكتفي السعودية بإطلاق التنطعات والتصريحات الفارغة تجاه هذا القرار، وكعادة النظام السعودية لم يدعو إلى مسيرات غاضبة كما لم يفعل في كل حدث يتعلق بالقضية الفلسطينية، في حين لن يحرك ساكنا حتى لا يغضب الولايات المتحدة، بل سيحاول النظام السعودي جذب واستمالة الإدارة الأميركية التي تعتزم تشديد العقوبات على طهران نظرا لتجاربها الصاروخية ودعمها للإرهاب وزعزعة أمن واستقرار المنطقة، ومن غير المستبعد أن يستغل النظام السعودي هذا الحدث ويحاول فتح قنوات اتصال مع الإدارة الأميركية ليعلن لها دعمه لهذا القرار مقابل التآمر مع الرياض والسكوت عن مشروعها التوسعي.
لقد بدأت السلطات السعودية باستغلال هذا القرار العدواني وتوظيفه لصالح مشروعها، وتثبيت أوهام الفكر الوهابية حتى تحرف هذه الشعوب عن الأهداف الحقيقية لنظام السعودي ومشروعه الذي يبنيه على وهم عدائه إيران ، في حين تؤكد التقارير أن حجم التعاون والارتباط بين النظام السعودية والكيان الصهيوني لن تسمح لأي طرف من الأطراف إلحاق الأذى بالآخر، ولن يكون هناك مواجهة عسكرية بين العرب وإسرائيل مهما عظم حجم العداء الكلامي بين الطرفين.
الآن يضع قرار ترامب السعودية في اختبار أمام الشعوب العربية والإسلامية، وأصبح على النظام السعودي أن يثبت دعمه للقضية الفلسطينية بعد إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، فهل يهدد رموز النظام السعودي بقطع النفط عن أمريكا لارتكابه هذه حماقة ؟، ولا يوجد حماقة أكبر من حماقة هذا القرار، فإذا كان النظام السعودية صادقا في ادعاءاته بدعم الشعب الفلسطيني ومعاداته للكيان الصهيوني فعليه إثبات ذلك على أرض الارض وترجمة ولو نسبة بسيطة من تصريحاته وتهديداته لإسرائيل على أرض الواقع، ولن يكون هناك فرصة أعظم من هذه الفرصة.
إن الشعوب العربية الإسلامية أصبحت على يقين تام بأن النظام السعودي لا يقل خطورة عن الكيان الصهيوني، بل أن البعض يرونه أكبر لأسباب عديدة أهمها أن إسرائيل حركة صهيونية استعمارية تعادي الأمة العربية والإنسانية وكل البشرية، وهي كيان معاد، وسيبقى عدوا إلى أن تتحرر فلسطين كلها من البحر إلى النهر، فهذه مسألة محسومة ولا نقاش فيها، أما النظام السعودية فإنه يتصرف بدوافع ثأرية وتوسعية وهابية قديمة وحاقدة تحت غطاء الدين وستار لما تسميه المواجهة لجمهوريةالإيراني ، ويساعد إسرائيل ويقدم الخدمات الجلية لها في السرية في وقت ينشر الإرهاب والتطرف والفتن والانقسام في الدول العربية، حتى حول الصراع من عربي إسرائيلي إلى عربي عربي، وساهم في انشغال العرب ببعضهم عن صراعهم مع الكيان الصهيوني المحتل..