5 نوفمبر، 2024 1:47 م
Search
Close this search box.

الاموية الجديدة والفتن المعاصرة / ادوات الحرب الناعمة – 3

الاموية الجديدة والفتن المعاصرة / ادوات الحرب الناعمة – 3

تتمة حول الحالة السورية – امريكا والغرب ونظرتها للثورات العربية وانظمة الحكم في المنطقة —
الحديث حول امريكا والغرب واسرائيل  وادوراها ومخططاتها هو حديث طويل وذو محاور عديدة وسنتكلم فيه عبر بعض النقاط  وكل غايتنا وهدفنا هو توضيح ما يجري في ساحتنا العربية من احداث وفضح العديد من الافكار المشوشة التي يراد  التسويق لها حاليا من اطراف عدة وخصوصا في الاعلام الاموي او المضلل لاحداث الفتنة وخلط الاوراق وجعلنا لا نميز بين الاشياء ولا نعرف ما يضرنا وما ينفعنا ولنصبح ادوات طيعة ومجانية لتنفيذ كل مخططات واهداف اعدائنا وتخريب بيوتنا ومدننا ودولنا وامتنا بايدينا ..
1- العوامل الداخلية والعوامل الخارجية المسسبة لمشاكلنا ومحنتنا :
في اوساطنا السياسية والاعلامية هناك فريقان منقسمان حول تحليلهما للاسباب المؤدية الى مشاكلنا المعقدة والكثيرة وازماتنا الداخلية وعلى المستويات كافة .. احدهما يؤمن بما يسمى نظرية المؤامرة ويلقي اللوم كله على امريكا واسرائيل والغرب والاخر ينفي تماما هذه النظرية ويبرئ امريكا واسرائيل والغرب من الوقوف كسبب مباشر ومهم وراء هذه المشاكل والمحن ويلقي بكل التبعات على  العوامل الداخلية او الذاتية لمجتمعاتنا .. وكلا هاتين النظرتين غير صحيحتين وخاطئتين والصحيح جمعهما معا اي ان هناك بعدين وعاملين او سببين لمشاكلنا احدهما داخلي والاخر خارجي … والدليل بسيط جدا فلا صحاب نظرية المؤامرة وكرد عليهم نقول الا ترون ظلم الحكام وقمع الاجهزة الامنية وفساد الانظمة وغياب الحريات وحقوق الانسان وهذا الجهل والتطرف المستشري في مجتمعانتا وسوء الادارة وغياب القوانين والحرمان والفقر والبطالة وتردي الخدمات وغير ذلك كثير جدا  فكل ذلك يتسبب في مظلومية كبرى لشعوبنا واوطاننا … اما للذين ينفون تماما نظرية المؤامرة فحديثنا موجه لهم الان وسنقدم لهم الادلة على بطلان كلامهم هذا وان منطقتنا وشعوبنا مستهدفة من قبل امريكا والغرب واسرائيل . وفي الحقيقة كل متامل للوضع العراقي وكذلك السوري  سيعرف جيدا وبوضوح كامل تاثير هذين العاملين ووجودهما معا كاسباب مباشرة لمعاناتنا ولايمكن الفصل بينهما ولاننا مررنا بكل تداعيات الحدث العراقي واكتوينا بناره ولمسنا وعشنا كل مراحله فانه يعطينا البرهان الواقعي والعملي على الجرم الصدامي  بكل ما فيه كعامل داخلي  وعلى جرم الاحتلال الامريكي والجرم الارهابي بكل ما فيهما كعامل خارجي .. والجرم الارهابي يمكن اعتباره ايضا كعامل داخلي  وان كان قد ترافق مع الاحتلال .                                                                                      2- بعض الدروس المهمة من التجربة العراقية : احداث العراق كونها سبقت الثورات العربية تعطينا مؤشرات ودلائل كثيرة ولابد من الاستفادة او التمعن فيها لاستخلاص العديد من العبر وتغيير الكثير من المفاهيم والرؤى الخاطئة لدى الكثير من الجهات السياسية على اختلاف رؤاها وافكارها والفئات الشعبية على اختلاف انتمائاتها المذهبية والقومية : أ – وجد الشعب  العراقي نفسه ضحية صراع بين ظالمين مجرمين اولهما نظام صدام الطاغية المصر للنهاية على دكتاتوريته واجرامه ورفض اي اصلاع وتغيير وتطبيق العدالة والمساواة بين المواطنين مع تجريم كل اطراف المعارضة وثانيهما امريكا الظالمة المصرة على العدوان على العراق واحتلاله بالكامل .. فبقاء النظام على حاله يعني مزيد من الظلم والقهر والذل والقمع وغياب الحريات  والتفرد والطغيان والسياسات الخاطئة وتردي الاوضاع واستمرار مسلسل الجرائم والقتل والتصفيات لكل الخصوم والابرياء , والاحتلال يعني الدمار والفوضى الشاملة وانهيار بنى الدولة وتفكيكها ونهب ثرواتها وقهر الشعب وارهابه وفقدان الاستقلال وامتلاك الارادة الوطنية الحرة والدخول في مواجهة مريرة وقاسية مع الاحتلال ومخططاته وتدخلاته واملااءاته وشروطه واطماعه …والحقيقة الثابتة المطلقة ان كليهما عدو للشعب العراقي وهو رافض لهما تماما وهذا الشعب يرفض بقاء النظام بكل منظومته وعناصره وسياساته وما قام به طوال عقود من الزمن ويرفض كل من وقف معه ودعم ظلمه وطغيانه ولم يقف مع الشعب بالتصدي له وفضح جرائمه ومساعدته على نيل حقوقه وحريته .. وهو يرفض تماما احتلال بلده وكل من ساعد ودعم وسهل على امريكا دخول العراق كانظمة ودول جعلت من اراضيها مكانا لقواعدها العسكرية ولتحشدها ودخولها وضربها للعراق واحتلاله وكذلك الجهات التي روجت للاحتلال ودعمته … ب – ان رفض الاحتلال لا يعني تبرئة الحاكم والنظام الظالم عن جرائمه والقبول به  اوالاصطفاف معه وكل من اتخذ هذا الموقف هو مخطئ جدا ولا يعرف شيئا عن محنة الشعب العراقي ومظلوميته وهو لا يعرف الحق والعدالة والحرية والوطنية والثورية وابعد ما يكون عنها ..  وهؤلاء الذين اتخذوا من رفض الاحتلال مبررا وسببا لهم للوقوف مع صدام وتبرئته هم ظالمون ومعادون للشعب وتطلعاته وللحرية والعدالة من حيث علموا بذلك ام لم يعلموا …  وكذلك من الجانب الاخر والمعاكس فان اسقاط النظام الدكتاتوري الظالم من قبل قوات الاحتلال والذي يحصل كنتيجة حتمية للاحتلال لا يعني مطلقا تبرئتها عن عدوانها وظلمها وجرائمها ولا يمكن ان يكون مبررا لقبول الاحتلال وعدم مقاومته والاصطفاف معه من قبل اي جهة كانت وكل من ظن واعتقد ان الاحتلال الامريكي واسقاط الطاغية بواسطته سيكون انقاذا وتخليصا للشعب العراقي من محنته كان واهما جدا وراى ما حمل الاحتلال معه من ظلامات وبؤس ومخاطر وجرائم وارهاب وفوضى عارمة وتهديد لبنية الدولة ووحدتها وتماسكها واستقلالها وما كانت عليه وما حملت ولازالت  العملية السياسية بعد الاحتلال من اخطاء ومخاطر كادت وتكاد  ان تعصف بالبلد وتمزقه  … ج- امريكا كونها دولة محتلة ومعها كل من شاركها هذا الاحتلال من الدول الاخرى فأن هذا يعني بديهيا انها لا تؤمن بالحريات واستقلال الدول والشعوب وبحقوق الانسان  , واحتلالها هذا انما هو نتيجة سياسة ومخططات وتشريعات معدة سلفا ومرسومة بدقة من قبلهم من اجل اهداف محددة بعينها , وكل نظام سياسي في العالم يؤمن وينتهج سياسة العدوان على الاخرين والتدخل في شؤونهم وينشر كل قواته العسكرية خارج بلده وفي اماكن وقواعد متعددة حول العالم ومنها منطقتنا العربية ويقوم باستخدامها لضرب واحتلال الدول الاخرى تحت اي ذريعة من الذرائع فهو لايمكن الا ان يكون ارهابيا وظالما وعدوانيا ولا يؤمن بكل الاعراف والمواثيق الدولية والانسانية وبكل مبادئ حقوق الانسان خصوصا وهم يجيزون لقواتهم فعل اي شئ واي جريمة مع وضع تشريعات تمنع على الاخرين محاكمتهم او محاسبتهم اي اطلاق يدهم لفعل اي شئ ضد البشرية جمعاء دون حسيب او رقيب ! واذا نسي الرافضون لنظرية المؤامرة كل حالات الاستعمار والانتداب وتقسيم امتنا والجهاد المضني ضده من قبل شعوبنا منذ بداية القرن العشرين الى ما بعد منتصفه ونسوا احتلال فلسطين وتشريد اهلها واهدائها للمجاميع الصهيونية القادمة من شتى بقاع الارض والمنافي لكافة مبادئ حقوق الشعوب والانسان ونسوا احتلال بعض اراضي الدول العربية  من قبلهم وكذلك اذا نسوا  كل فعال امريكا وجرائمها في جنوب شرق اسيا وامريكا اللاتينية وغيرها فكيف يفسرون لنا احتلال العراق وما جرى فيه ومشروع بوش الاهوج ولا مسئوليته وفوضويته وجهالته واحتلال افغانستان وما يجري فيها من ماسي وقتل يومي واحتلال الصومال وما نتج عنه من تدمير مريع لهذا البلد ومن تداعيات لا نهاية لها ! انها مجرد امثلة بسيطة جدا عن انسانية وعظمة وعدالة امريكا في سياستها الخارجية لا اكثر !… د- الفتنة الطائفية والفتنة القومية في البلد هي من اخطر ما يهدد وجوده  وسلامة اهله وحفظ الامن فيه ومعالجة قضاياه ومشاكله وتحسين وضعه الاقتصادي وتقدمه وازدهاره … واثارة هذه الفتن في اي بلد متعدد الطوائف او الاديان والقوميات يؤدي الى العنف والاقتتال الداخلي والى تفتييت البلد والى التدهور الشامل في جميع مجالات الحياة فيه وتعطيلها .. ولكون العراق بلد متعدد الاطياف والاثنيات فقد عمد الاحتلال الامريكي بالتعاون مع عملائه والقوى التكفيرية والانظمة الداعمة لها الى اشعال وتاجيج الفتنة الطائفية فيه وقد نجحوا في ذلك مضافا الى تخطيطهم المسبق لتاجيج  الفتنة القومية من خلال اعطاء وضع خاص لاقليم كردستان  ووضع عدة مواد في الدستور تؤدي الى احداث شروخ وصراعات سياسية عديدة  قومية و طائفية ومناطقية , واذا تمعنا في الامر اكثر من ذلك نجد انهم يريدون تعميق اثارهذه الفتن مثل الصراع  على من هي الطائفة القائدة في العراق وايجاد التجاذب المحلي والاقليمي حولها من جهة وعلى الوضع القانوني لاقليم كردستان واستقلاليته شبه التامة عن العراق ممثلا بحكومته المركزية من جهة اخرى ! وهاتان المسالتان لهما اهمية خاصة اي الطائفية وتشكيل الاقاليم وعلينا الانتباه الى تداعياتها ومخاطرها وهي ليست محصورة بالعراق فقط بل تشمل عدة دول مثل لبنان اوالبحرين اوسوريا وغيرها وهناك من يصر على اثارتها وتعميقها لانجاح ودعم المشاريع الفتنوية في المنطقة وظلم الشعوب واستعبادها  … وبالنسبة لموضوع الطائفة القائدة او بالمعنى الادق الطائفية السياسية فهو الاخطر لانه يلغي تماما اي مشروع وطني ويلغي حقوق المواطنة ويتعارض مع مبدا الحريات العامة وحرية العمل السياسي والاحتكام الى نتائج الانتخابات ويشل عملية بناء الدولة ويؤدي للقهروالاضطهاد وعدم المساواة والعدالة بين الفئات الشعبية وبين المناطق وفي الخدمات وغيرها .. ان الطائفية السياسية ومقولة الطائفة القائدة او اختطاف الطوائف من قبل بعض الانظمة والاحزاب او بعض الشخصيات وتصويرانفسهم او جهاتهم كممثلين لها  يجب ان تلغى تماما وترفض ويجب رفض اي نظام سياسي واي جهة سياسية تعمل على ظلم وتهميش الاخرين من الطوائف الاخرى والتصدي لكل الانظمة وحتى بعض الدعاة  الرافضين لمبدا العدالة والمساواة بين المواطنين والشراكة السياسية والاحتكام لمبدا الانتخابات الحرة والنزيهة واحترام نتائجها … ومعها يجب رفض التدخلات الاقليمية في هذا الشان من اي طرف كان ورفض توصيف اي محور اقليمي على اساس طائفي او عنصري ويجب الانتباه الى الاجندات السياسية والمخططات المخباة خلفه … فليس من المعقول ان تضطهد الطائفة الشيعية او تهمش في العراق او البحرين ولبنان بحجة انهم تبع لايران او الصفوية وما اشبه ذلك من ادعاءات باطلة وظالمة ويقول هؤلاء  لما كانت هذه بلدان عربية وضمن المنظومة العربية ذات الاكثرية السنية فيجب عدم السماح للشيعة بالدخول في العمل السياسي وتقلد المناصب الرئاسية والتي يجب ان تكون للسنة فقط خوفا من( الاختراق الايراني المجوسي الصفوي) للدول العربية وبذلك يلغون كل حقوق المواطنة والانتماء  الوطني والقومي للشيعة العرب في هذه البلدان !! .. وبالمقابل ليس من المعقول ان يتم تهميش السنة في العراق او لبنان او سوريا وغيرها ومنعهم من المناصب المهمة والعمل السياسي مخافة اصطفافهم مع بعض الانظمة العربية السنية و الاستحواذ على السلطة من قبلهم ويقول هؤلاء ايضا لاننا نعيش في محيط عربي ذو اكثرية سنية وبالنتيجة سيخسرالشيعة حقهم الطبيعي في المشاركة في الحكم وايضا ستكون نتيجة هذه المخاوف الباطلة والظالمة الغاء حقوق المواطنة والانتماء الوطني عن السنة في هذه البلدان   …!!.ولذلك نقول يجب ان يعيش الجميع تحت سقف الوطن والانتماء اليه ولا فرق بين اي فئة من فئات الشعب ولا تمايز او تهميش على اساس مذهبي او ديني او قومي او عشائري او مناطقي وكذلك ابعاد الشان السياسي ومسائل الحكم والسلطات وادارة مؤسسات الدولة مدنية كانت او عسكرية وامنية عن الفئوية بانماطها كافة والاحتكام الى مبدا حق الجميع على اساس الانتماء الوطني وحقوق المواطنة والعدالة والمساواة للمشاركة في الحكم  وحسب ما تفرزه نتائج الانتخابات والتحالفات السياسية الناشئة عنها او المرافقة لها  وكذلك علينا عدم جعل مسالة الفدرالية وتشكيل الاقاليم مدخلا  لتكريس هذة الفئوية والانقسامات القومية والمذهبية وتفتييت الدولة وتقسيمها الى اجزاء او كانتونات متصارعة ومستقلة عن الدولة وعن بعضها البعض وبحجة نيل الحقوق والخوف من الاضطهاد القومي والمذهبي والتهميش والتي يرددها البعض محاولا نيل مكاسب وخدمات واموال اكثر من باقي الفئات والمكونات والتهديد بالانفصال والاستقلال وجعل هذه الفئوية مقدمة على انتمائه الوطني والحفاظ على وحدة البلد وقوته وازدهاره واستقلاله …ان نيل الحقوق الكاملة لاي فئة ومكون من المكونات وتحقيق العدالة والمساواة لا يمكن ان يتم عبر الصراع والاقتتال الداخلي او عبر التقسيم ولايمكن لاي جهة او مكون الغاء الاخر والقضاء عليه بل ان كل الصراعات والنزاعات الداخلية ومهما كانت حجج وذرائع القائمين بها ستؤدي حتما الى مزيد من المعاناة والمحن والظلم لكل المكونات والفئات الشعبية  وللوطن والشعب باجمعه ..
– السياسة الامريكية الخارجية ومخططاتها واهدافها في منطقتنا العربية :
من المصادفات الحاصلة والمتزامنة مع كتابتي حول الحالة السورية ودور امريكا فيها ان هناك حملة وتنافس انتخابي في امريكا حاليا بين المرشحين رومني واوباما مما سيسهل كثيرا علي  مهمة اعطاء ادلة وبراهين على تدخل امريكا ومخططاتها في المنطقة وهذا امر اصبح التصريح الامريكي فيه علني وعلى الهواء مباشرة  ومكشوف والبرامج المعدة للتطبيق والتنفيذ من قبل هؤلاء الروساء في منطقتنا تعلن دون تردد او خوف او وجل لاننا امة جاهلة وضعيفة وممزقة ولا تقوى على الرد ولا تستوجب منهم الحذر بل الهجوم الكامل والاندفاع بكل قواهم ما دام هناك حلفاء لهم وعملاء وجهلة وعميان ومتحجرون متطرفون ينفذون لهم كل ما يريدون  .. ومما يؤلم اي مراقب عربي حر ان يرى التنافس والتفاخر بين هؤلاء المرشحين قد وصل الى درجته القصوى ايهم الاكثر ايذاءا للعرب والاكثر دعما لاسرائيل والاكثر قدرة على ضرب المقاومين والمتصدين لها في منطقتنا ومن هو الاكثر اصرارا واعلانا على ذلك ؟؟؟ والمصيبة اننا نسمع باذاننا ونرى باعيننا كل مناظراتهم وتصريحاتهم لكن قلوبنا غلف لا تفقه شيئا ولا تسمع ولا ترى !!.. وطبعا يمكنكم رؤية وسماع اولويات سياستهم الخارجية في منطقتنا المعلنة من قبلهم والبعض منها باختصار ا- الاولوية المطلقة لامن اسرائيل والابقاء على تفوقها العسكري والاقتصادي والتقني في المنطقة ودعم كل مشاريعها وخطواتها التوسعية والعدوانية ب- اسقاط النظام السوري وضرب ايران ومحاصرتها والقضاء على حركات المقاومة وكل من لا يقبل بوجود اسرائيل او تطبيع العلاقة معها  ج- حفظ مصالحهم الاستراتيجية في المنطقة والمحافظة على انظمة الحكم  الدكتاتورية الحليفة لها  ومنع اي محاولة لاسقاطها ونشر المزيد من قواعدهم العسكرية فيها  ج- احتواء التغيرات الحاصلة في بعض الدول العربية وخلخلة الوضع العربي العام واثارة الفتن فيه وربط انظمة الحكم الجديدة وجهاتها السياسية بهم وبمشاريعهم الاستراتيجية في المنطقة …                                         والاكثر مرارة من كل هذه التصريحات الامريكية والاهداف المعلنة من قبلهم للتنفيذ في منطقتنا ان نجد من العرب من يقبل بذلك ويؤيده وينخرط فيه و يجادل كي يبرر خيانته او عمالته او ضعفه او تحالفه واصطفافه مع اعداء امته واوطانها ضد ابناء جلدته ووطنه بحيث اصبحت الخيانة او العمالة للاجنبي مجرد وجهة نظر او حسب مصطلح الاعلام الاموي الجديد (الراي والراي الاخر)… فان تكون في صف امريكا واسرائيل وحلف الناتو هو مجرد راي لك الحق الكامل فيه لابد ان نحترمه بل هو افضل كثيرا من الراي الاخر المدافع عن الامة بوجه امريكا واسرائيل !.. فهل هناك ابتلاء او بلوى وفتنة وتشويش للافكار اكبر من ذلك ؟؟ ولذلك هم الان يحاولون ارجاعنا الى مرحلة الامية السياسية والتخلف السياسي شبه التام وعلى كل الاشراف والعقلاء من ابناء هذه الامة العودة لتعليم اجيالنا الجديدة الف باء الامور والبديهيات والثوابت ومعاني الاشياء . لقد خلطوا الحابل بالنابل وما عادت الامور واضحة في عيون واذهان الكثيرين منا.. انهم يريدوننا ان لا نفرق بين الصحوة وضيائها وحكمة قياداتها ومتطلبانها ومتبنياتها واهدافها وبين الفتنة وظلاميتها وجهالة مثيريها وجسامة مخاطرها ونتائجها وشرور اهدافها …                                                                                          وبالعودة الى الحديث عن امريكا ومخططاتها وتعاملها مع احداث منطقتنا ومع الانظمة العربية فان اهدافهم الاستراتيجية قد ذكرنا البعض منها سابقا وقد اعلن قادتها عن نواياهم واستراتيجياتهم وماذا سيعملون وماهي اولوياتهم فلا داعي لذكرها مجددا …  واما ما يحكم تعاملهم مع انظمة الحكم العربية فهو ليس طبيعة هذه الانظمة وهل هي انظمة دكتاتورية وظالمة لشعوبها ام ديموقراطية وعادلة  بل مدى تحالفها معهم وتنفيذها لمخططاتهم  ومعظم الانظمة الحليفة لها هي انظمة  شمولية دكتاتورية من الطراز الاول وهي سعت وتسعى لحمايتها وعدم سقوطها وهذه لاتحتاج منا الى برهان اودليل فهي معروفة وواضحة ولا يهم امريكا مطلقا من يحكم وهل هو اسلامي ام ليبرالي ام علماني ام عشائري ام ملكي ام جمهوري وهل لديه دستور ام لا وهل اتى عبر توريث او انقلاب او انتخاب وهل هناك برلمان ام لا فهذه الامور كلها ليست مهمة وليست هي المعيار في حكمهم على هذه الانظمة وتعاملهم وعلاقتهم معها بل هو معيار واحد فقط وهو مدى استعداد هذه الانظمة لحفظ مصالح امريكا وتحالفها معها او عمالتها لها وتنفيذ مخططاتها وحفظ امن اسرائيل وتامين بقائها ووجودها واستعدادهم لمساعدتها للتخلص من اعدائها .. وكل من يقف بالضد منها ومن مشاريعها ويعادي اسرائيل يجب ان يسقط وبالقوة وبمساعدة هؤلاء الحلفاء او العملاء !!! وامريكا لن تفرط بهؤلاء الحكام الحلفاء او العملاء مطلقا ومهما كانت مستويات الرفض الشعبية لها ومستوى دكتاتوريتها لانها  لن تستطيع مطلقا تنفيذ اي من مخططاتها واهدافها المعلنة في منطقتنا بدونهم ودون تنفيذهم لاوامرها فاحتلال العراق بمجمله كان عبر هذه الانظمة وبمساعدتها ووقوفها الكامل  الى جانب امريكا وكذلك ضرب سوريا وكل ما يجري فيها او محاصرة ايران وكل المقدمات والتحضيرات لضريها لاحقا وكذلك كل التحضيرات المدروسة والمتانية الجاري تنفيذها الان في لبنان او العراق وهكذا كانت وستكون الاحداث اللاحقة والتنفيذ للمخططات الامريكية … وكل هؤلاء الحكام هم الركيزة الاساسية لامريكا واسرائيل في المنطقة ومعهم كل الاحزاب والمنظمات العميلة او الحليفة لهم سواء اسلامية ام علمانية وكذلك جميع المنظمات الارهابية و التكفيرية في المنطقة … وكل الانظمة التي سقطت بفعل الثورلت الشعبية كانت حليفة لامريكا وخصوصا الحليف الاهم وهو حكم مبارك في مصر فكيف تكون امريكا في صف الشعوب وهي الداعم الاساسي والحامية لمن ظلم هذه الشعوب وافقروها واهانوا كرامتها واذلوها … وامريكا دولة تؤمن وتنفذ سياسة الاحتلال وحصار الشعوب وتجويعها وتؤمن بالتدخل في الشؤون الداخلية لكل البلدان شرقية وغربية ومتفردة وتسعى للهيمنة وذات سياسة انتقائية وازدواجية وغير حيادية او عادلة بالمطلق وتسخر كل المنظمات الدولية من خلال تفردها وضغوطها لتنفذ مصالحها ومخططاتها واوامرها فقط وعلى حساب مصالح كل شعوب العالم وتنشر قواتها العسكرية واساطيلها وقواعدها وعناصر مخابراتها في كل الارجاء وتهدد الاخرين وتقوم بضربهم او حصارهم فكيف تكون دولة حرة وذات اهداف انسانية او تؤمن بحرية الشعوب الاخرى وبحقوق الانسان … واعتقد لا يوجد عربي واحد لا يعرف ظلمها للشعب الفلسطيني ووقوفها التام مع المحتلين لارضه والمغتصبين لحقوقه وقتلته ورفض اعطائه اي جزء حتى لو كان صغيرا جدا من ارضه واي حق وان كان هامشيا من حقوقه بل حتى مجرد ادانة الاستيطان الجاري الان في الضفة والقدس الشرقية والانكى من ذلك انها ادانت مقرر الامم المتحدة الخاص بشؤون الاراضي الفلسطينية لانه صرح ضد هذا التوسع الاستيطاني قبل يومين او ثلاثة …  ولذلك نقول ان سياسة امريكا الخارجية ونظرتها لقضايانا وشعوبنا لم تتغير مطلقا بل الذي تغير هو نحن … فبينما تزداد امريكا تشددا وتمسكا بمواقفها العدوانية والتسلطية والظالمة ويزداد انحيازها ودعمها للصهاينة وتزداد تطرفا وارهابا وايذاءا للشعوب والدول والحكومات التي ترفض هيمنتها وظلمها وارهابها نزداد نحن ابتعادا عن كل التزاماتنا تجاه اوطاننا وامتنا وعن الثوابت الوطنية والدينية والقومية وعن الدفاع عن حقوقنا ومقدساتنا وديننا وقيمنا … لقد تغيرنا للاسوء واضعنا البوصلة والاتجاهات الصحيحة لاننا عانينا من انظمة حكم ظالمة ومتخلفة وقمعية ومن احزاب ومنظمات كسيحة ومشوهة ومنافقة ومن شعارات كاذبة وحماسة فارغة  ومن اعراف بالية وجاهلة وظلامية وممارسات وسلوكيات قهرية وازدرائية وازدواحية متناقضة ومتضادة فلم نعد نفرق بين ما يضرنا وما ينفعنا وبين عدونا وصديقنا وبين الحرية والفوضى وبين الهدم والبناء وبين القتل والاحياء وبين التخريب والاعمار وبين الحق والباطل وبين الصحوة والفتنة وبين الجهاد والارهاب او الايمان والنفاق او الصدق والرياء او التقوى والفساد وغير ذلك كثير … اما اعلامنا ومحطاتنا الفضائية الممولة والمرتبطة بانظمة حكم معينة وجهات سياسية معينة وبشخصيات مرتبطة ببعض الدوائر والجهات سواء كانت اقليمية او خارجية او لها اجنداتها الخاصة  فاصبحت كمن يصب الزيت على النار واصبح التضليل والكذب والزور والبهتان والتلفيق ورمي التهم و التفريق واثارة الفتن والافتاء المحرف واثارة الغرائز اشياء معتادة وسلوكيات ابعد ما تكون عن مهنة الاعلام والصحافة واصبحنا نرى ونسمع عن محللين سياسيين وخبراء عسكريين واستراتيجيين ودعاة دين ومراصد حقوقية بمعظمهم ليس لهم توصيف وظيفي ومهني وعلمي  ولا تنطبق عليهم ادنى شروط المسميات التي يدعونها ومتطلباتها وخبراتها وعلومها  ولا حسيب ولا رقيب يضع شروط المهنة وشروط الشهادة والخبرة والعلم على هذه الفضائيات وهذا الاعلام .. وهؤلاء كمن يدعي الطب او الهندسة وهو ليس بطبيب او مهندس ولكم ان تتخيلوا لو ان ادعياء الطب سيطروا او وظفوا في المستشفيات فكيف سيكون حال و مصير المرضى وهكذا باقي المهن وهل تقبل الشعوب وتوافق على ذلك  … والمصيبة انهم يقولون هي حرية الاعلام وممنوع المس بها والتدخل في شؤونها بينما نحن نتحدث عن موضوع اخر تماما ليس له علاقة بحرية الاعلام بل عن المهنية والخبرة والعلم والشهادة والتوصيف الاكاديمي الدقيق لهؤلاء الذين يدعون انهم خبراء ومحللين وحقوقيين واعلاميين وغيرهم وعن مهنية هذة الفضائيات والتزاماتها الوطنية  وشروطها وعدم تبعيتها للاجنبي … ان الاداة الاهم في الفتن او ما نسميها الحرب الناعمة هي الوسائل الاعلامية وهذه الفضائيات المضللة والخادعة …  وخلاصة القول 1- الانتخابات الامريكية الجارية حاليا اوضحت لنا ان هناك سياسة داخلية امريكية خاصة بالشعب الامريكي او الداخل الامريكي وهذا امر لا يعنينا ولا نتدخل فيه وهنك سياسة ومخططات خارجية امريكية نحن المعنيون بها وكلها تؤشر الى الاصطفاف الكامل مع عدونا الصهيوني وتهيئة جميع الاوضاع في منطقتنا لحفظ وجوده وامنه وحفظ المصالح لامريكا وشركاتها الكبرى 2- عندما يلتزم الرؤساء الامريكان بحفظ امن اسرائيل وتفوفقها العسكري والامني والاقتصادي فان هذا يعني تلقائيا ليس فقط تقديم المساعدات والدعم المطلق العسكري والسياسي والاقتصادي لاسرائيل فهذا مجرد جانب واحد  ولكن الاخطر والاهم منه هو الجانب الاخر والذي يقتضي اضعاف دولنا العربية وامتنا واخراجها نهائيا من القدرة على مواجهة هذا العدو او ان تكون مهددة له مستقبلا او ان تتوازن معه في اي مستوى من المستويات او تثير له اي قلق ومخاوف ومهما كانت حدودها الدنيا  وهذا يعني ليس فقط ضرب والقضاء على كل حركات المقاومة ومن يدعمها من الحكومات والانظمة الموجودة حاليا وان كان له الاولوية ولكن ايضا منع اي دولة عربية من ان تبني قوتها الاقتصادية والعسكرية والامنية وتنمي مواردها البشرية والعلمية والحضارية لان في ذلك تهديدا محتملا لاسرائيل وهي لن تقبل بقيامه مطلقا وكذلك من الممنوعات لديها ان تكون هناك اي تحالفات او تكتلات ومشاريع للتكامل والتوحد الاقتصادي او الاجتماعي او السياسي او العسكري والامني بين اي من دول منطقتنا ولابد من تفريق هذه الامة وتمزيقها كدول منفردة وكمجموعة دول ولذلك رات في الطائفية والتكفير ضالتها وركبت موجتها واثارت هذه الفتن والحروب الداخلية في بلادنا …  3- وهذا هو مكمن وسر خطورة وجود اسرائيل علينا جميعا فهي  بالواقعية السياسية وبالمعنى الادق حالة امريكية غربية عدوانية على المنطقة باكملها … وكل من ظن ويظن ان خطورة اسرائيل او مكان عدوانها وجرائمها هو فلسطين وارضها وشعبها فقط فهو واهم جدا وكذلك واهم من يظن ان مسئولية مواجهتها محصورة بالشعب الفلسطيني وقياداته وحركات المقاومة فيه او انهم لوحدهم اصحاب ذلك القرار … ان وجود هذا الكيان يعني تدخل  امريكا المباشر في كل شؤون دولنا وانظمتها السياسية  ومتابعة ومراقبة اوضاعنا ومنظوماتنا الاقتصادية والعسكرية والامنية والاجتماعية والثقافية والاعلامية للحيلولة دون تجاوزها المحاذير والممنوعات والحدود المسموح بها اسرائيليا وغربيا  ويعني خلخلة وتفكيك الوضع العربي باكمله واستخدام جميع الاساليب والضغوط والامكانيات والقوة سواء كانت سياسية او اقتصادية او عسكرية او امنية ومخابراتية ضد دول المواجهة وضد كل من يقاوم اسرائيل بل ضد الجميع … 4- ان امريكا والصهيونية لايهما اسقاط بعض الانظمة وانما التدمير الشامل وتازيم الاوضاع وفي كل نواحيها في تلك البلدان المستهدفة ضمن المشروع الامريكي والصهيوني حتى لاتقوى على النهوض مجددا وتتجزء وتصطرع داخليا وتزداد بؤسا وتخلفا وخرابا ويصعب لملمة جراحها ومعافاتها .. فليس المهم اسقاط صدام او القذافي او الاسد او القضاء على قيادة حزب الله في لبنان او النظام في ايران وغيرها من البلدان ولكن يجب تدمير وتفكيك بنى الدولة فيها جميعا ومعاقبة شعوبها وجعلها تعاني  من اوضاع داخلية متفاقمة ومتازمة يصعب على اي جهة السيطرة عليها وقيادتها مجددا … واذا كانت بعض الشعوب استطاعت ان تسبق امريكا وتفاجئها باسقاط انظمة الحكم فيها سلميا مثل مصر او تونس ولم تسمح لها بهذا التخريب والاقتتال الداخلي فانها سوف لن تتركها على حالها  لتحقق اهداف ثورتها وستمارس شتى انواع الضغوط عليها لحرفها عن مسارها وايجاد الازمات المتعددة فيها وكذلك سوف لن تسمح بحصول ذلك التحول السلمي في باقي البلدان العربية 5- ان معالجة اوضاعنا ومشاكلنا لايمكن ان يكون ذا اتجاه واحد بل لابد من الجمع بين اصلاح وتغيير اوضاعنا الداخلية بكل ما فيها  سواء سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا او اداريا وامنيا وخدميا وتعليميا وثقافيا  مع التصدي لكل مخططات امريكا ومقاومة واسقاط جميع مشاريعها وامتلاك القوة والقدرة على التصدي للصهاينة وكيانها الغاصب لارض فلسطين والمقدسات .. فمن اغفل جانب القوة العسكرية والمقاومة واهتم بمعالجة اوضاعه الخاصة من مشاريع اعمار وخدمات وثراء كان ضعيفا جدا وتابعا بالكامل لامريكا والغرب ومنفذا ومشتركا بتنفيذ مخططاتها وايذاء باقي الدول والشعوب العربية عسكريا واقتصاديا وامنيا  ولا يقوى على الرفض والممانعة  وكل ثرواتها ستكون عندهم ومسخرة لتنفيذ اعتداءاتهم او احتلالهم لباقي الدول مثل بعض دول الخليج العربي  كقطر او الكويت والبحرين والسعودية فقد كانوا مساهمين في ايذاء شعب العراق وحصاره وتجويعه واحتلاله وتازيم اوضاعه الامنية ولازالوا كذلك لحد الان ويشتركون  في كل الاحداث الدامية في سوريا او العراق وغيرها من البلدان … وكل من اهتم ببناء قوته العسكري واجهزته الامنية القمعية وتقوية سلطته فقط بحجة مواجهة الخطر الخارجي واهمل الاهتمام بشعبه واعمار بلده وتقديم افضل الخدمات له وتحسين اوضاعهم الاقتصادية واصر على نهجه الخاطئ هذا للنهاية فانه سيكون مرفوض من شعبه وضعيف في معالجة ازماته الداخلية ومواجهة مخططات امريكا والصهاينة ويسير ببلده نحو الانهيار وهذا ينطبق على النموذج الصدامي والقذافي وهما مؤذيان للامة ايضا وشعوبها … ولا يمكن لبلداننا ان تمتلك القوة والقدرة على مواجهة التحدي الداخلي بمشاكله الكثيرة والتحدي الخارجي بقوته وترسانته الكبيرة دون العمل المشترك والتعاون والتكامل والتحالف بين جميع دولنا ودون منظومة عمل عربية حقيقية ومستقلة وشجاعة وواعية وحكيمة تضع الخطط الاستراتيجية الناجحة لمعالجة اوضاع الداخل ومقاومة مشاريع الاعداء ولها معرفة دقيقة بواقع بلداننا وشعوبنا من جهة ومعرفة ومتابعة كل مخططات الاعداء وما ترسمه دوائر القرار الاستراتيجي فيها من جهة اخرى.   6- لايمكن باي حال من الاحوال التفريط بعوامل القوة في امتنا وقدراتها العسكرية وقدرات المقاومة بحجة اللاجدوى منها او انها تثير اعدائنا وتحفزهم للانقضاض علينا ومنعنا من معالجة اوضاع شعوبنا وازماتنا الداخلية فان في ذلك انهيار كامل لامتنا وتازيم اخر لاوضاعها الداخلية ومزيد من الضغوط الخارجية لمنعنا من التقدم الى الامام وكل بناء داخلي لابد ان يترافق معه ويصاحبه قدر معقول من الحماية وقدرة الممانعة والمقاومة .. ان ادعياء العقلانية الكاذبة هؤلاء  يلقون بالامة الى التهلكة ومزيد من التردي والضعف فلا بناء دون قوة ولا قوة دون بناء والاثنان يجب ان يسيرا جنبا لجنب والغرب نفسه وبجميع دوله سار و يسيربهذا الاتجاه وهذه الشراكة مابين القوة والبناء والتقدم وديننا ايضا يعلمنا ذلك ويوصي به ..  اما اصحاب الذكاء الحاد جدا والعباقرة الفضائيون اي الذين يطلون علينا بالاعلام والفضائيات فهؤلاء اصحاب نظرية  غريبة جدا ومضحكة وهي في حقيقتها تحقق للصهيونية كل مبتغاها واحلامها التي عجزت عن تحقيقها طوال عقود من الزمن وهذه النظرية تقول علينا التخلص من كل محور الممانعة والمقاومة باطرافه جميعا حتى لو كان بمساعدة امريكا والغرب واسرائيل لان الربيع العربي هو من سيولد مقاومة اخرى وبمواصفات جديدة وعقلانية بعد ان تنتهي الحكومات الجديدة من معالجة اوضاع بلدانها وازماتها الداخلية المعقدة والصعبة فعلينا الانتظار والترقب اما متى ومن سيقوم به فالله وحده اعلم   … بل ليس هذا فقط هم يضيفون ايضا  ليس من المصلحة اعلان العداء او الرفض او الادانة لاسرائيل او لامريكا على اي موقف تتخذه وتقوم به وكل من يقوم بذلك فهو غير وطني وغير شريف وساذج وتابع لجهات خارجية … ويقولون ايضا ان الشماعة الاسرائيلية التي يستخدمها البعض يجب ان ننتهي منها ونهتم فقط بامورنا الداخلية ويجب تطبيع العلاقات مع اسرائيل تماما ..
اذن بهذه العقليات المختلفة سواء كانت فتنوية وتكفيرية او ساذجة وجاهلة او عميلة و جبانة او ذات مصالح سياسية معينة ومصالح حزبية ضيقة او طوباوية ومضللة ومعها كل الاصرار الامريكي ومخخطاتها وقرارها الحاسم تكون سوريا هي الضحية ومعها كل حركات المقاومة وكل بلداننا وشعوبنا وقضاياها المصيرية .

أحدث المقالات

أحدث المقالات