عندما يصبح قادة الأمة الجاهلون ومن يقرر مصيرها المنحطون ومن يفتي لهم المنافقون ، عندها ستسبح الأمة في متاهات البلاء وستصطبغ شوارعها بلون الدماء ، وستصبح كل الحقائق تشوبها الشكوك ويُقَدَم الباطلُ المُزَيَّن بفتاوى الدين على أنه حقُ اليقين ، وستصبح كل تطلعات الأمة وأهدافها أوهام ويُسَخَف كل من يُناشد بها ويُعنوَّن بأسوأ عِنوان ، يا أمة العرب قادتنا رعاة أبل لا يعرفون من الحياة إلا النساء وملء البطون ، وليس عندهم مبدأ أو اخلاق أو ضمير يحاسبهم في خلواتهم النادرة في ضجت السهرات اللهو والمجون والرقص على أوتار رقاب شعوبهم المنحورة ، سرقوا منا فلسطين قضيتنا الأولى واشغلونا بعاصفة الطائفية الهوجاء ، وجعلوا صديقنا الوفي لقضايانا وظهرنا الذي نستند عليه عدونا اللدود الذي يجب أن يُقاتل ويُدمر ، ذبحوا إخوانكم بسكاكينكم كالخرفان في العراق وسوريا واليمن الجريح ومصر الكنانة والإباء وليبيا وتونس والبحرين ودمروا حضارتنا بأموالهم وفتاويهم وإعلامهم ، وجعلوا من مجازر بني صهيون بحق إخواننا الفلسطينيين دفاعٌ عن النفس وحقٌ لابد منه لإخراج الإرهابي الفلسطيني المحتل أعداء الأرض والإنسان ؟؟؟، وفي كل مخطط صهيوني ينفذه آل زايد وآل سعود في البلدان العربية يغلفوه بعنوان تُسَوقه مكانتهم الإعلامية من طائفية أو فرس مجوس أو أعداء الأمة ، والشعوب العربية المظلومة هي الشعوب نفسها لم تتغير منذ ألاف السنين ، أمنياتها وتطلعاتها وأهدافها واحدة تشترك بكل شيء من لغة وتقاليد ودين وأرض وماء وسماء حتى الوجوه البائسة الشاحبة الصفراء تراها منتشرة في كل بلدان حرف الضاد ، ولكن الغرب وبني صهيون أرادوها حربٌ طاحنة تأكل كل الشعوب العربية تحت عناوين زائفة تُفَصل على نوع البلد والسكان ، ولكن المضحك المبكي يا أمة القرآن يقودك المجرمون الى كل الفتن والمتاهات والبلاء والمجازر والآهات وأنت تصفقين وتهللين وتتغنين بالنصر المبين ؟؟؟ ، أيُ نصرٍ وأخوتك القتلى وثرواتك المنهوبة وبلادك المحروق وحضارتك المدمرة وقدسك المسروق قد رقص به اليهود رقص النصر المنشود ؟؟؟؟ ، وجعلت من أبطال المقاومة الذين رفعوا راس العروبة عالياً إرهابيون مجرمون وقتلاهم في جهنم داخلون ؟؟؟ ، ومن داعش والنصرة والقاعدة والدكتاتوريون المجرمون مجاهدون وقتلاهم شهداء في جنان الخلد يتنعمون ، يا ايها العرب أنتم غافلون أو مستغفلون أم جاهلون ؟؟؟.