تصنع الشعوب عبر صناديق الانتخابات والاقتراع مستقبلها وتغير واقعها وفقاً للبرامج الاقتصادية والرؤيا السياسية للاحزاب والمرشحين وما يقدوموه لشعوبهم على مستوى الصحة والتعليم وغيرها من الاساسيات الضرورية في حياة الانسان … وبالتالي ومن خلال الاقتراع وآلياته يصبح الناخب مشاركاً فعلياً في ادارة الدولة او توجهها وتصورها السياسي والاقتصادي.للمرحلة التي تلي عملية الانتخاب.
لذلك فتجارب الشعوب الحية والشعوب الواعية والتي تملك ارادة فعلية حقيقية للتغيير والاصلاح غنية بتجارب التغيير الايجابي والواعي لواقعها وتحويل الانتخابات من مساراتها التقليدية الى مسارات مؤثرة وفاعلة في بناء وطن حقيقي واصلاح لواقع مرير.
ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية العراقية ومقارنتها مع السنوات الماضية بما حملته للعراق من خسائر مالية فادحه تسببت به منظومة الفساد والفاسدين التي سيطرت على كل مفاصل الدولة ومقدراتها والحرب على داعش والارهابيين وما سببته من اضرار مضافة واعباء كبيرة على صعيد رهن اقتصاد وقرار البلد لدول متعددة الاتجاهات والاهداف …
نجد في الاعم الاغلب ان الناخب العراقي مازال مصراً ان يفعل بحاله ما لا يستحق … وانه يتعامل مع الانتخابات بنفس العقلية والالية التي جلبت الحكومات السابقه مع تغير طفيف في عقلية البعض لا يمكن البناء والاعتماد عليه في التغيير وتصحيح الاخطاء ومحاربة الفساد وبناء الاقتصاد وتنمية الموارد البشرية وتوفير ما يستحقه المواطن العراقي من متطلبات العيش الكريم.
فالناخب العراقي مازال مصراً ان لا يحسن جودة المنتوج اويغير نوعية المواد الاولية الداخله في صناعة مستقبله … او حتى السعي للبحث عن المنشأ الوطني بدلاً من المنشأ الحزبي والطائفي والقومي والعشائري لمن ستصوتون لهم …
والمؤسف المؤلم ان التظلم والتشكي من الاعم الاغلب من ابناء الشعب هو تظلم في ظاهره يعبر عن حجم السخط والاحباط واليأس من الواقع الفاسد والفشل المزمن للحكومات المتعاقبة وبالتالي فهو لا يعدوا عن كونه تعبير عن الظلم الذي يتعرض له مقارنتاً بباقي الشعوب والاوطان … ولكن الواقع القلبي والفعلي هو انه غير قادر على ان يخطوا الخطوة الشجاعة في صناعة التغيير الحقيقي والامتناع عن انتخاب من يوالي ويتولى من احزاب واشخاص وقيادات وان اختلف مع هذا فسيكون مع ذاك .
المشهد السياسي والانتخابي تتصدره وتسعى للهيمنه عليه نفس القيادات والاشخاص المسؤولة اخلاقياً وفعلياً عن الوضع الحالي المزري للبلد مع تغييرات طفيفة باسماء القوائم او وجهة التحالفات القادمة مع بروز ظاهرة المتاجرة بدماء الشهداء والتضحيات العظيمة للحشد الشعبي وشعارات الاصلاح والتغيير ومسايرة مزاج الشارع العراقي بلبس لباس المدنية والتقليل من الشعارات الاسلامية ومحاولة الالتفاف على مطالب المجتمع .
فيا ايها الناخب العراقي …. بأمكانك ان تصنع لك حالاً افضل من الحال الذي انت فيه مثلما بامكانك ان تجعل المستقبل اسوء من الحاضر … فصوتك الذي يقدر ثمنه الفاسدون وتتجاهل قيمته انت … بأمكانه ان يؤسس لبناء سياسي ومؤسساتي لدولة وحكومة قادرة على البناء والاعمار … وصوتك اعلى واكثر قيمة من بطانية هنا وهوسة عراضة هناك … وكارت موبايل او صوبة وغيرها من ادوات الفساد التي يهدف من توزيعها الفاسدون ان يجعلوك شريكاً لهم فيه … صناعة الحال الاجود تتطلب منك ان تختار الشخص الاصلح والاكفأ والاقدر على تحمل أمانة المسؤولية والقدرة على صناعة القرار قبل اختيار الحزب او الكتلة او التيار والمرحلة القادمة تتطلب من كل العراقيين تغليب المواطنة والوطنية على كل انتماء من اجل بناء الوطن وتوفير مقومات العيش الكريم والانساني لكل العراقيين … فالخدمات الاساسية والضرورية للعيش الكريم من متطلبات الصحة والتعليم والكهرباء والماء والطرق والسكن بحاجة الى بناة حقيقين ومشرعيين صادقين … وليس الى قادة ورموز بنوا اسمائهم واحزابهم بسرقة المال العام وهدره او المتجارة بقوته وكرامته .
العراق بحاجة لناخب واعي يؤسس لنظام جديد نفخر جميعاً انه صنع في العراق.