منذ أن أشرقت شمس آذار من عام 2003 – وليتها لم تشرق – ونحن نلف وندور في فراغ بدأ ولم ينتهِ ، رأينا مالم يره معاشر الجآن في ممالكهم التي تعج بالشياطين ، خسرنا كل غالٍ ونفيس من دم ولحم ودمع ومال واطيان ومصانع ومزارع وحقول ، وقبلها سيادة وكرامة وموارد كانت تسمن وتغني من جوع ، تفشت البطالة فتضخمت الجريمة ، أنتُهك القانون ، فولدت العصابات والميليشيات ببركة الولي الأرعن ثم ببركة الذين باعوا أثداء أمهاتهم بتراب المال ؛ طمع فينا كل بغي ودعي وادعى أن له سهما هنا وسهما هناك ، أحاطت بنا مخلوقات كانت غرثى إلا من غثاء فنهشت وتواطأت مع النغولة ومجهولي النسب وأولاد الزنا من معممين وغير معممين ثم مالبثت أن ملأت بطونها بما لذ وطاب .
في ذلك ( الآذار ) رأيت وكأن السبع الطباق وقد أنطبقن على الأرض ، فالحمم تنهال علينا من الجو والبحر والبر ، والجيوش الجرارة من الجراد تنسل من كل حدب فتلتهم اليابس قبل الأخضر ، يساندهم في فعلتهم الشنعاء تلك جيوش من الأرضة والرعاع والجهلة والسراق والمهووسين وقطاع الطرق وسقط المتاع .. فنهبوا أملاك ( صدام ) وباعوها بثمن بخس دراهم معدودات وكانوا فيه من الزاهدين ! وعلى أثرها ذاقوا وبال أمرهم أن سلّط الله عليهم من يسومهم سوء العذاب يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم فجعلوهم كأعجاز نخل منقعر ، وزرعوا بهم القيل والقال ، وأرضعوهم الحقد والكراهية لبعضهم البعض بذريعة ( مظلومية فاطمة وأولادها ) وكيف أن عمرا كسر ضلعها بعلم زوجها الذي نصب خيمة للأحزان فأخذ يندب حظه خوفا من عمر ! …. آه يا إبن الخطاب مالك وللقادسية ؟ لماذا لم تكتف بجبل النار بيننا وبين أشقائنا الفرس ؟
في ذلك ( الآذار ) صار العراقيون عبارة عن { مكونات } يلهو بمصائبهم كل باغ وعاد ، وظهرت ” الفدرلة ” وأقاليم السند والهند بقيادة المهترئين والحرامية والمنا …. واللوطية والزناة والبغاة وكلاب السكك واسراب البوم والغربان ، والبعض منهم نتف ريشه ووضع جبة وعمامة ولحية من ( اللاستيك ) كعدة من عدد العمل المباح في مجتمع يقدس الخر وف وبصاق الفالي والمهاجر واليعقوبي فكان لهم الغلبة الكبرى ولكن بعد أن أجلسونا على الخازوق الذي مزق نسيجنا الإجتماعي ، فكانت ( السنة ) و ( الشيعة ) وباقي الملل والنحل والفرق ، وهنا تبرأ ( النوبختي ) من تلك الفرق قائلا : لاعلم لي بالملأ الأعلى حين يختصمون ! لكن الكليني والطوسي والحلي والجزائري وإبن بابويه وعباس القمي وخميني أباحوا لهم شرب الدماء وهي ساخنة ولا حرج .
ق2 : 20 / 3 غاب الناموس وتزل من القِدر .
ق2 : 30 / منه إرتكب جريمة الغياب الرسمي ولا خلل في التعيين !
واليوم .. مرت السنون كانها دهور خشنات الملمس تقصم ظهورنا قصما لا هوادة فيه ، إختفى قوت الفقراء ، جفت الانهار إلا من بقايا طحالب سامة ، ضاعت الهوية وحل محلها ( شيعي وسني ) إندثر التوحد والإندماج والنسب واللحمة وتحول الى مكونات وطوائف تشبه سني إبن يعقوب ، كل حزب بما لديهم فرحون ، تسيدت النساء السافلات فطالبن بزواج الصغيرات من الحمير متمثلات بالمثل الشعبي العراقي ( من قلة الخيل شدوا عالكلاب سروج ) وما زلن ينتظرن قرع الطبول وإشهار ذلك عبر آفاق والكوثر والعراقية والعهد بفرعيها ، ومازلن ينتظرن مباركة من عمو صباح وناهي مهدي وأنور الحمداني وباقي الأبطال الذين رقدوا على شواطئ الألم دون أمل .
الكل هنا شرفاء حد النخاع ، الكل يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ، والكل هنا يشربون ( الويسكي ) ليلا ويحرمونه نهارا ، الكل هنا يبحث عن متعة النساء ومن لم يجدها بعجالة الملهوف سيجدها في تأني مشهد واصفهان وطهران ، ولا خلل في الشرف ! الكل هنا يحارب الفساد بيد من حديد وبيد من فولاذ لكن الضربات لم تكن بالفاسدين إنما إنصبت على رواتب الموظفين والعمال حصرا ، تارة للملوية ، وتارة للحشد ( المقدس ) وتارة لتقليل الإنفاق وهلم جرا .. الكل هنا يواري سوءته في العشر الأوائل من محرم ينتف ويهلس ويرفع ويكبس ويطبخ ويمشي ( ويكنك ) ويتعارف و ……. باسم الحسين واصحاب الحسين – رضي الله عن الجميع – ، الكل هنا يرتدي العباءة والعمامة واللحية ويحمل السبحة ( والتربه ) ودعاء الجوشن ، الكل هنا يتردد على المولات والنوادي والملاهي ليحارب الفساد هناك ، الكل هنا يقرأ ويكتب ويستوزر ويعيّن وينتخب ، فالعراق الجديد يعج بالأنترنت والمحمول والستلايت والأفلام ذات الخلفيات الثقافية والشفايف المنتفخة والصدور ( المربربة ) والأوراك الرشيقة ، والفضل – كل الفضل – يعود لتيار الحكة والتيار الصدري وحزب اللغوة والمجلس السفلي وجلال الدين الحقير وصول آغا ومحمود ابو العرك وخالد حنتورة وعديلة ام الرجولة ومهدي الغراوي او العزاوي لا أدري بالضبط .. ورحم الله صديقنا أبا علي فالح ابو العمبة .
تحياتي الى حيدر العبادي وهو يحارب الفساد في كوكب المشتري بعد أن قضى عليه في كوكب زحل ، سلام على هيثم الجبوري ومشعان وتسعان وطكعان ويزن وابو الهوش ونوري جواد وسليت الجبوري وعدنان الدليمي وفؤاد معصوم ومسعود ابن ملا قندره .. ختاما طيح الله حظكم داير حبل بدون استثناء وعذرا لمن نسيت أن اشملهم بالشتيمة .
فاصل ونواصل …