الحمد الله لايوجد “فيل” في متنزه الزوراء. هناك فقط مجموعة من الاسود التي كانت “هصورة” يوما ما بينما هي الان لاتختلف في شئ عن الخرفان والطليان والحملان والنعجان وفي احسن الاحوال .. البعيوة. السبب الذي يجعلني ويجعل المواطن الكريم دائما وابدا حسب التوصيف السياسي يحمد ربه ويشكره هو انه لو كان لدينا “فيل” واحد في حديقة الزوراء لدخلت خطة العيد الامنية حيز التنفيذ قبل شهر تقريبا. فالمهم في الخطة هو كيف نحمي الفيل لا المواطن الكريم .
طبعا وين “لاكين هيج” مواطن كريم في كل شئ خصوصا على صعيد الانتخابات يبصم لمن يريدون ان يبصم لهم لاوفقا لقناعاته وفي التصفيق دائما وابدا هو صاحب الرقم القياسي حتى مل كتاب غينيس للارقام القياسية منه. هذا المواطن اعتاد ان يستجدي حقوقه من السياسيين لا ان ينتزعها. وحين يحصل على “ست دراهم” منها يشكر ربه اناء الليل واطراف النهار على هذه النعمة الفضيلة التي حصل عليها من الحكومة او من الطبقة السياسية. هذا فيما يتعلق بالمواطن الموالي دائما وابدا صاحب النظرية الخالدة “اللي ياخذ امي يصير عمي”. اما المواطن المعارض فانه حين يحصل على بعض حقوقه مهما كانت بائسة فانه يشكر ربه هو الاخر منطلقا في ذلك من المقولة الخالدة “شعرة من جلد خنزير”.
وعودة الى نظرية الامن والعيد فان المحصلة النهائية لما ينتظره المواطن من اجراءات امنية مكثفة هي ان يلزم بيته طيلة ايام العيد السعيد. لان اية عملية خروج من البيت الى اي مكان تتطلب دراسة استراتيجية من قبل المواطن وعائلته وتحضيرات وخطط واجتماعات مفصلة وربما خلية ازمة عائلية بشان الطريق الذي يجب ان تسلكه العائلة فيما لو فكرت قضاء يوم العيد في حديقة الزوراء مثلا او اي متنزه او حديقة في اي حي من احياء بغداد حتى لو كانت تلك الحديقة لا تحتوي الا على حصان عتيق وثلاثة حمير من اللواتي دافع عنهن ببسالة الصديق طه جزاع في سلسلة مقالاته الشهيرة التي لم تكسبه برغم اللطم حتى عضوية حزب الحمير في اقليم كردستان.
الامر الذي يعني ان الرفيق المناضل عمر كلول القائد المؤسس لحزب الحمير هناك لايريد حزبا فيدراليا للحمير وهذه من وجهة نظري مخالفة دستورية. فحتى تصل الى الزوراء مثلا عليك ان تدخل دورة تدريبية في الهرولة والركض مسافة مائة ميل وطفر الموانع لكي تصل الى اقرب نقطة تفتيش تفصلك عن اسد الزوراء الذي كان هصورا بنحو كيلومتر تقريبا. وحين تدخل منطقة الالف متر نزولا فتحاصرك شتى انواع السونارات والوجوه الباسم منها والقانط مع المزيد من النظرات التي تشك في كل شئ فيك بدء من نظاراتك ان كنت من اصحاب النظارات او صلعتك ان كنت من الصلعان الشرفاء. اعود لاكرر الحمد والشكر على عدم وجود فيل في الزوراء .. والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا لو كان برفقة الفيل .. ابرهة الحبشي.