18 ديسمبر، 2024 11:49 م

اسئلة مجردة في الوضع العراقي .!

اسئلة مجردة في الوضع العراقي .!

على الرغم من أنّ موعد الأنتخابات المقبلة سابقٌ لأوانه , حيث سيغدو في منتصف العام القادم , لكنّ الأنهماك المزدحم للأحزاب الحاكمة في التحضير المبكر لذلك , واجراء تحالفاتٍ خاصة فيما بينها ومع غيرها , وتهيئة قوائمٍ متصلة ومنفصلة بهذا الشأن , هو ما يدفع أن تنبثق مثل هذه التساؤلات المجردة .!

فما الذي سوف يحصل اذا لم يحالف الفوز السيد العبادي في الأنتخابات القادمة .! وقد انحسب وانسحب له وعليه تحرير الموصل وصلاح الدين والأنبار وسواها وثمّ دحر داعش عسكرياً , ثمّ انطلاقته في عملية مكافحة الفاسدين وخصوصاً مع كبار الساسة .! , ما قد يحصل بالتأكيد هو صعود او قفز أحد قياديي احزاب الأسلام السياسي الى سدّة الحكم ” والأسماء المرشحة والمفترضة لذلك قد باتت مؤشرة لدى المراقبين ” , فماذا سيقدّم امثال هؤلاء للشعبِ وللوطن .! وهم جميعاً سبق وشغلوا مواقع المسؤولية في الدولة ومن مرتبة وزير الى اعلى او ما يوازي ذلك , وقد اثبتت الأحداث والتجارب فشلاً ذريعاً وقاتلاً فيما اشغلوه وتسببوا بضرباتٍ مؤذية للأقتصاد وللمجتمع العراقي , وهنالك من تلتصق اسماؤهم الآن بالفساد المالي والأداري حتى لو لو لم يلاحقهم القضاء والقانون او لم يستطع ذلك لمئةِ سببٍ وسببْ ! , وبذلك فبمقدور المرء أن يجزم بأنّ وضع البلاد سوف لن يتحسّن ابداً , ولن يكون مثلما عليه الآن , واضحى أن يغدو اكثر سوءاً .!

ثمّ , طالما أنّ الرؤوس او أيّاً من تلكم الرؤوس قد تفوز بمنصب رئاسة الوزراء وتشكل كابينتها الوزارية من اعضاء وقيادات احزابها المعروفة , فما الفائدة من اجراء هذه الأنتخابات ! التي لابدّ من شرّها , طالما وحيثما سنبقى ندور في حلقةٍ ” ليست مفرغة ” بل ملآى بالدخان والشوائب وما الى ذلك .!

من جانبٍ تساؤليٍّ آخر , وهو مثيرٌ للدهشةِ حقّاً , هو عدم لاكتراث وتجاهل الذين سيرشحون انفسهم لقيادة السلطة لأصوات مئات الآلاف المؤلفة من المواطنين الذين ما برحوا من دون مسكنٍ ولا مأوى , واللاجئين منهم الى الخارج والداخل , ويفترشون الخيم والمعسكرات , لماذا لا يوجد لمجموع اصواتهم الأنتخابية ايّ تأثيرٍ وقيمة ! , وكأنهم غير محسوبين كمواطنين .! ولمَ عدم الأسراع في حلّ معضلتهم الأنسانية قبل التفكير في تفاصيل وزوايا الأنتخابات , وهل وضعهم الأجتماعي والسياسي لا يضع مسؤوليةً كبرى في اعناق قادة الأحزاب التي تشكّل السلطة العراقية , ويبدو أنّ الوضع المأساوي لذلك هو خارج دائرة اهتمامات السادة وبسافةٍ بعيدة .!

من الواضح استحالة تغيير الوضع التراجيدي في العراق في المدى المنظور او ربما حتى في المدى الذي يليه , طالما يرتبط ذلك بأستحالة إزاحة الأحزاب الحاكمة من السلطة وسيما انها مدعومة ” الى الآخر ” من بعض دول المنطقة , وتعتبرها جزءاً لا يتجزّأ منها , لكنّ مثل هذه الأستحالة تغدو ضمن المفهوم النسبي وفق حسابات المنطق والمتغيرات الدولية , إنما كم هو صعبٌ زراعة وعي جديد في فكر الذين ينتخبون امثال هؤلاء وهم كثيرون للغاية , وهم على اكمل استعدادٍ لإعادة انتخابهم في كلّ دورةٍ انتخابية , مهما حلّ بالعراق من مآسٍ في الأقتصاد والحريات الشخصية والسيادة وغير ذلك كذلك .!

والتساؤل الأخير : الى متى .؟