22 نوفمبر، 2024 5:09 م
Search
Close this search box.

المنظورفي الصفة الاستعمارية كمناهج وكثقافة سياسية

المنظورفي الصفة الاستعمارية كمناهج وكثقافة سياسية

الدول الاستعمارية ومنذ نشؤها في حقيقة امرها أسست واتخذت مناهجها وثقافاتها السياسية الخارجية والداخلية على مبادئ اللصوصية والعدوان واسغلال الآخرين وسلب حقوقهم . ترسم سياساتها وخططها الامنية القومية المستقبلية على هذه الأسس ولفترات طويلة ولا تتعامل بمفهوم آخر سوى هذا المفهوم ” القوة ” ونتيجة التطور في مجالات الحياة العامة وخاصة الجاتب العسكري توسعت هذه الدول في منهجها المعادي لشعوب العالم بشكل عام بغض النظر عن طبيعة هذه الشعوب ومعتقداتها . كانت البداية لهذه الدول حملات الاستكشاف التي من خلالها تتم دراسة هذه المناطق المستكشفة من النواحي الجغرافية والتاريخية والاقتصادية والثروات والحالة الاجتماعية والدينية والقومية وحاجتها التسويقية , فتقوم هذه الدول ” الاستعمارية ” بشن الغزوات والسيطرة على هذه المجاميع البشرية والعبث بقدراتها وامكانياتها البشرية والاقتصادية وغيرها . وهذا ما كانت تفعله بريطانيا في الهند وجميع انحاء العالم , وحتى استعمارها للولايات المتحدة الاميركية , تليها الكثير من دول اوربا الغربية الاستعمارية مثل فرنسا وايطاليا وهولندا و بلجيكا واسبانيا وغيرها عموماً هذا الحال اجج الصراع بين هذه الدول ” اللصوصية ” يتصارعون فيما بينهم في النهاية , فكانت نتائجها الحروب العالمية الاولى والثانية والحرب الباردة . شعار ألمانيا هتلر في الحرب العالمية الثانية بأنها دولة قوية فيجب ان تأخذ موقعها تحت الشمس . كان لايسمح لها ولا لغيرها من دول العالم التعامل التجاري والاقتصادي مع الدول والمجتمعات الواقعة تحت سيطرة الدول المستعمرة كلٍ ظمن نفوذه . حتى لا تستطيع المانيا وايطاليا واليابان بيع او تسويق ابرة الخياطة او الفانوس في هذه المناطق مما حدى بها للدخول في هذه الحروب , طالما ان الاستحواذ على دول العالم ومناطقه خاضع لمفهوم القوة . تنامي قوة هذه الدول الغير طبيعية دفعها للصراع مع بعضها للهيمنة واللصوصية . بعد تطور قوة الولايات المتحدة الاميركية أستطاعت بريطانيا ان تشركها في الحرب العالمية الثانية الى جانبها بدهائها مثل ما حرّضت وادخلت الاتحاد السوفيتي كذلك . كانت الهند تعتبر الدرة الأكبر في التاج البريطاني , ومعروف عنها اي بريطانيا بأنها الدولة التي لا تغيب عن مستعمراتها الشمس . ومعروف ايضاً ان للإستعمار أشكال واهداف واساليب متنوعة . لم يكن هتلر ودولته المانيا اسوء من دول الحلفاء هم كانوا ولا يزالون الاسوء . لا تزال ” بنما ” محتلة من قبل اميركا بسبب ممرها المائي قناة بنما ولا تزال ” جزر فوكلاند وجبل طارق ” محتلة من قبل بريطانيا ولا زالت مدينتي ” سبتة ومليلة ” المغربيتان محتلتين من قبل اسبانيا , ولا تزال فلسطين بأجمعها والجولان وقسم من جنوب لبنان محتل من قبل اسرائيل . كما ذكرنا يسعى الاستعمار لجني الفائدة من استعماره لدول ومجتمعات العالم . لنتصور الهند وفوائدها لبريطانيا , حينما كانت الهند بحدود 500 مليون نسمة كم ستربح بريطانيا عند بيعها مليوني حذاء في العام وغيرها من المنتجات البريطانية وكم هي فائدتها من الاستحواذ على منتجاتها الزراعية وثرواتها الطبيعية وكم هي عظيمة فائدة بريطانيا عند استخدامها لسكان الهند وتجنيدهم لأحتلال دول العالم واستخدامهم في حروبها مثل احتلال العراق والمنطقة العربية بهم واشراكهم في حربها العالمية الاولى والثانية . وكما ذكرنا فللإستعمار اساليبه المختلفة لفرض السيطرة والهيمنة وتنوعها يكون عند الحاجة بعد دراسة الربح والخسارة واختيار الاسلوب الافضل والانسب . مافعلته بريطانيا في الماضي تفعله اميركا مع العراق في الحاضر بأسلوب مختلف نصّبت من يتعامل معها ويأتمر بأمرها وخلقت داعش للتدمير والسيطرة والغاء النهج المعادي لهم والقضاء على بؤر الرفض الاستعماري . أحياناً تعمل دول الاستعمار على انشاء وتكوين دول تحكمها ادارات مرتبطة بها ظاهرها الاستقلال وباطنها السيطرة الاستعمارية , واحياناً تتعامل مع الدكتاتوريات والانظمة المتمسكة بالسلطة المنفردة بها ضامنة لها الحماية والاستمرار مقابل انضوائها تحت الجناح الاستعماري , في اغلب الاحيان تضع مثل هؤلاء وتكوّنهم بعد الغزو ومثال على ذلك ما فعلوه بعد احتلال العراق وخلقهم للتكوين الاداري الحكومي فيه وما فعلوه مع حاكم سوريا والدول التي احتلوها سابقاً وصناعتهم للحركة الخمينية في ايران كنقيض للشاه . وغيرها الكثير من هذه الامثلة . الاستعمار يعمل ويسعى جاهداً على تأخير حركة التطوّر ونشر الجهل وخلق واستحداث المشاكل مثل الطائفية والعنصرية وانشاء مرتكزاتها وتفعيلها بين مجتمعات العالم مستغلين جهلها وتخلفها وعدم قدرتها على الادراك المبكر والمواجهة لهذه الاساليب الاستعمارية الخبيثة . كل من يتعامل بهذه الامور يدور لا محالة ضمن المحيط الاستعماري و يوسم بهذه الصفة شاء ام ابى . دول الاستعمار والاجرام باقية متمثلة ومتجسدة في ” حلف شمال الاطلسي ” الذي تقوده اميركا زعيمة الاستعمار الحديث في العالم ومن يدور في فلكهم . دول الاستعمار تحاول استمالة حكومات الدول التي استعمرتها في السابق مثل فرنسا وغيرها بحجج مختلفة مثل الدول الناطقة بالفرنسية واستحداث وتفعيل اتفاقيات اقتصادية وامنية وعسكرية دفاعية وانشاء قواعد عسكرية او تكبيلها بقروض مالية مصروفة اصلا على خدمات تقدمها هذه الدول مثل التسليح وغيرها . والعولمة الاقتصادية واحدة من هذه الاساليب . . . . .عبدالقادر ابو عيسى .. كاتب ومحلل سياسي حر مستقل .

أحدث المقالات