بين کل فترة و أخرى يتم تسليط الاضواء على قاسم سليماني، قائد فيلق القدس المتورط في النشاطات الارهابية، والذي يجذب الانتباه هو إن من أهم مميزات و خصائص تلك الفترات، تراجع قوة و إقتدار العراق و بلدان المنطقة و طغيان الضعف الواضح عليه، وهذه المسألة لابد من أن نأخذها بالحسبان عند التصدي لموضوع التدخلات الايرانية في العراق و بلدان المنطقة و التي يشکل الجناح الخارجي للحرس الثوري بقيادة قاسم سليماني رکيزتها الفعلية.
إضعاف العراق و بلدان المنطقة و جعله يغرق في کومة من المشاکل و الازمات و يعاني من إنعدام الامن و الاستقرار، هي الاستراتيجية التي وضعها النظام الايراني من خلال قاسم سليماني للتعامل و التعاطي مع العراق و بلدان المنطقة، وإن سحب کل أسباب القوة و العافية من العراق و المنطقة يشکل ضمانة اساسية لبقاء و إستمرار النفوذ و الهيمنة الايرانية، ذلك إن الانشغال بالمشاکل و الازمات و إنعدام الامن و الاستقرار و حالة الفوضى ستدفع شعوب البلدان الى التفکير في قضايا و مسائل أخرى بعيدا عن الدور الخبيث و المشبوه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لکن من الواضح وعلى الرغم من إن هذه الاستراتيجية قد لعبت دورها في التغطية على الحقائق و التمويه عليها، لکنها مع ذلك لم تتمکن من تحقيق هدفها الاکبر بإخفاء الحقائق الساطعة عن الجميع فقد بقي هناك من يعلم جيدا بهذا الدور المشبوه و إن ضمانة إعادة الامن و الاستقرار و العافية للعراق و المنطقة إنما يرتبط و کشرط أساسي بطرد قوات الحرس الثوري و الارهابي سليماني و حل کافة الميليشيات التابعة له.
عندما يتباهى الارهابي سليماني و يزعم بأن هزيمة تنظيم داعش في العراق و سوريا قد تمت على يده و يلغي و يصادر کل الجهود الاخرى وبالاخص جهود شعبي سوريا و العراق و بلدان المنطقة و التحالف الدولي لمکافحة الارهاب، فإن ذلك دليل على إن سليماني يتصرف کأي قائد محتل متعجرف و يريد من خلال ذلك تجميل صورته القبيحة و قلب الحقائق و تزييفها کعادة و دأب النظام الايراني دائما، وهذا مايجب أن لايفوت أحد فالمشکلة الاساسية في التدخلات الايرانية و الدور الخبيث و المشبوه للحرس الثوري، وإن إيجاد حل منطقي و جذري لأغلب المشاکل التي يعاني منها العراق و بلدان المنطقة إنما يکمن في إنهاء النفوذ الايراني الذي هو أسوء من کل شئ بل وإنه وکما وصفته زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، أسوء من القنبلة الذرية بمئات المرات.