19 ديسمبر، 2024 1:03 ص

مصطفى وهبي التل ( عرار ) لوركا الاردن

مصطفى وهبي التل ( عرار ) لوركا الاردن

مقدمة شعر عرار ———————
سكر الدهر ، فقل لي : كيف أصحو
والنّدى يبخل ، والجود يشحّ
وأنا يا سيدي المفتي كما
قلت عنّي : حيث ينحو الحبّ أنحو
وحياتي ، لا تسل عن كنهها
إنّها حان وألحان وصدح
وأمانيّ شباب فاتها
مثلما فات بني الأردنّ نجح
وعثار الجدّ قد صيّرها
عبرة خرساء هيهات تسحّ
فهي أحيانا بشعري آهة
وهي أحيانا جوى يشجي وبرح
وهي طورا في مغاني قصفهم
عربدات تضحك الثكلى وردح
وهي أحيانا هوى ، طرد الهوى
يتبناه ، فيشفى ، ويصحّ
وهي أحقاد تلظى تارة
فإذا بي وبها : عفو وصفح
وهي أحيانا ظلام دامس
لا أرى أنّي له يطلع صبح
فافتني يا شيخ ! هل لي بعدما
جاءكم عنّي ،عمّا بي ندح
ودع الساقي يدر كأس الطلا
حسبه لله ، فالسّكر أصحّ
في زمان ليس للحقّ به
أيّ صوت إن أسفّ الدهر يلحو
سكر الدّهر ، ولم يفطن إلى
سكره حرّ أبيّ النفس قحّ
فانتفى الإنصاف ، والعدل عفا
وأسفّ الحكم ، فاستجبل سفح
وأنا ما ذقت إلا كاسة
عند قعوار وأخرى إذ ألحوا
ضربوا الأمثال بي عربدة
فلسكري عندهم : متن وشرح
هيه يا رمز الأماني والمنى
إنهم حيات ، رقطاء تفحّ
لا يغرنك تقبيلهم
يدك اليوم ، وتقريظ ومدح
فغدا سوف ترى موقفهم
منك ، يا مولاي ، إن أبرم صلح
فثرى الأردنّ أن لم يرو من
مائه الفياض ، لن يرويه ميح
أيّها الشيخ ! الذي دستوره
إنّما الإفتاء : توجيه ونصح
بعضهم يسكر للسكر وفي الن
اس من يسكر ، يا شيخ ليصحو
كتب الله علينا شربها
ليس خطّا كتب الله فنمحو
قد قلوت القيل والقال وما
ليس لي فيه غنى أو منه ربح
ونذرت الصمت ، لما قيل لي :
من يقول الحقّ يؤذي ويدحّ
أنا إن أصمت ، فصمتي حسبه
أنه صوت الأرقاء الأبح
أيّها الباكي على أوطانه
لا يردّ الروح للميت نوح
بارك الظلم ، وصفق للأذى
فهما نصر من الله وفتح
البوم الصور ——————————–

عرض الموضوع : مصطفى وهبي صالح التل ( عرار ) فتح عينيه على النور في 25 ماي 1899 واغمض عينيه عن النور في 24 ماي 1949 وكنت ومازلت اتساءل عن عرار واقول هل ثمة سباق بين الانسان في عرار والشاعر ؟ وكان له الامتياز في الاثنين , ام ثمة سباق بين عرار اردنيا وعرار عربيا وقد نال قصب السبق في الاثنين ! وعرار متجل في شعره وليس لعرار نبضة قلب او همسة حب او ثورة وجد او جرأة متمرد إلا وكان شعره قد صورها دون خشية او لوم فمصداقيته قضية كبرى دفع لهولها أغلى الأثمان من عمره وحريته ورزقه وطموحه وعلاقاته العائلية والاجتماعية ! لكنه في شعره مترفع عن الصغائر وتصفية الحسابات عرار سليل اب ذكي علم وجد حاذق علم فهما الأب والجد كانا ناجحين اجتماعيا ووظيفيا ! وعرار أنجب بنينا وبنات جلهم نابغ ونابغة فقد انجب عرار وصفي التل ( رئيس وزاء الأردن سبعينيات القرن العشرين ) وسعيد التل ( نائب رئيس وزاء الاردن تسعينات القرن العشرين ) وثمة اولاد آخرون اما بناته فهن سيدات المجتمع الراقي وكن مثالا نادر لوفاء البنت لأبيها وسنأتي على وفائهن حين نتحدث عن وفاة عرار اسماؤهن هي شهيرةو سعاد ومنيفةو يسرى و عفاف ! عرار ليس نجمة في سماء الشعر والاردن بل هو مجرة كبيرة لذلك احتفت به الاوساط الثقافية والأكاديمية وبتنا نستطيع الحصول على كثير من الكتب التي تتحدث عن عرار شاعرا متفردا وانسانا متمردا ! قلنا ان الابداع بخير فهو الوحيد الذي لم تدجنه السلطة عبر التاريخ ! نعم دجنت السلطات ادعياء الابداع كما دجنت ادعياء الدين كما دجنت ادعياء الوطنية ! لكن المعادن النفيسة تأبى والى الابد التماهي مع المعادن الخسيسة ! بيتان كتبهما عبد الاله الصائغ :
عرار عرار اكرم ذكر عراري كطائر الله يسري وسط اعصار
لاتجحدوا فضله يا آلنا فبه من غربتيه جروح الروح والدار
اذن الكتابة عن عرار مركب صعب ووعر معا لكننا سنكتب عنه غير مبالين بالعناق او الفراق بالقبول او الرفض !
مصطفى وهبي التل رغم تحدره عن اسرة ارستقراطية لكن تعاشق اسرته مع الفقراء والمعوزين جعلت الاسرة اقرب الى الفقر منها الىى الغنى اقرب الى البرولناسية منها الى البرجعاجية ! فقد مخضته امه قبيل ظهيرة الأربعاء الخامس والعشرين من ماي 1897 في غرفة غير مؤثثة تشي بفقر الحال في إربد الجمال شمال الاردن واتفق الوالدان على اختلاف ما بينهما لكن الدم النبوي الشريف يجري في عروقهما فاتفقا على ان يكون اسم الوليد ميمونا فاسمياه مصطفى ! قلنا اتفق الوالدان رغم اختلاف ما بينهما ! هذا صحيح فحينما وعى مصطفى التل وعرف الاسماء والافعال ادرك ان جرح الاختلاف بين ابويه لن يندمل بل كان يتوقع كارثة دموية ستقع كأن يقتل احد ابويه الثاني او ينتحر احد ابويه لذلك هرع الى الخمرة في وقت مبكر لعله ينسى حرائق العائلة التي اشعلها والداه ! وحين وجد ان الخمرة وحدها ليست قمينة بأن تطفيء اوار الوحدة والوحشة بين اضلاعه اكتشف مضارب الغجر في الاردن كما اكتشف لوركا من قبل مضارب الغجر في اسبانيا ! عرار كان يزور الغجر في مكنوتهم واحيانا يزورونه في زمنوته ! فيرقص معهم ويغني ويتوالف حتى باتوا يشتاقون اليه والغجر كما هو معروف خالون من العواطف فلايحبون ولا يكرهون ! لكنه مصطفى وهبي التل هو ليس كمثله هو الوسيم والشاعر وطيب القلب والسخي وابن الذوات وكان معارفه ينهونه عن الخمرة والغجر وجوابه كان الامعان فيهما ومعهما وبهما ولسان حاله يقول رمموا ما بين امي وأبي اترمم لوحدي !:
بادر إلى اللذات قبل فوات
وهلمّ نهمل ، فالزّمان مؤات
أمّا الوقار فلا تدع أبدا له
أثرا ، يعرقل ظلّه خطواتي
إنّي أخو طرب ، أعيش لأنتشي
علّ الزّمان يدوخ من نشواتي
سكران ، قد صدقوا وربّ محمد ،
إنّي أخو طرب ، فتى حانات
أسقى ، وأشربها ، وأعرف أنّها
رجس ، ومن عمل اللعين العاتي
لكنّ فيها للأنام منافعا
قد تجمع الشملين بعد شتات
يقال ان امه كانت قاسية القلب سليطة اللسان تنفر من النوم في فراش واحد مع زوجها ولا تدخل مطبخا ولا تصغي لحديث مع زوجها ولا حتى لتوسلاته ولم يثنها عن قسوتها على زوجها بكاء اطفالها وتعاطفهم مع ابيهم نكيد الحظ ! اما الأب فكان جميل اللياقة البدنية والاناقة المظهرية واللباقة النطقية ! كان ينظم الشعر الزجلي على السليقة فيتحلق حوله المعجبون ويكررون افنانا مما يحفظون من شعره وهو الى هذا لايعتد الشعر قضيته الاولى بل كان مشغولا بما هو اهم في نظره ! وكانت الناس تدعوه إياساً لذكائه المتفرد فيستشيرونه فيعطيهم المشورة التي لاتخيب ! مرة اختلف رجل مع زوجته فاستعان بابي مصطفى فاعتذر وقال لهم وكأنه ينشج كيف لفاشل مثلي في الزواج ان يرمم ما بين زوجين تكسرت آنية المودة بينهما ! وبما اننا تلبثنا عند جرح والد عرار مع زوجته انما هو جرح كثير من المبدعين والساطعين ولنا في خصومة الخليل بن احمد الفراهيدي شاهد قول فقد كانت تهينه امام طلبته وامام العلماء ومرة وهو في مجلس محاضرته سكبت على راسه امواه سطل غسيل الملابس ! فتماسك الخليل وقال انا لله وانا اليه راجعون ! وفي زماننا هذا خلاف نلسن مانديلا مع زوجته التي ذاق من تصرفها الأمرين ! ونعود الى الخراب بين ابوي عرار فوالدة عرار هي السيدة سته ولاندري من اين جاء اسم سته هل من التاثير العثماني الذي يدعو البنت المحترمة ست او ستي ام من الرقم العربي ستة ؟ عموما حين كنت ازورا الاردن في ثمانينات القرن العشرين وتسعيناته لم اجد احدا يؤكد لي ان اسم سته موجود في الاردن فهو اسم غريب ! عموما ام عرار هي سته بنت الوجيه جابر المراشدة ومسقط راسها هو ضيعة سوم من اعمال محافظة اربد! ومنذ ولادتها كانت كثيرة البكاء والصراخ وهي في مهدها وحين كبرت تميزت بمخايل الذكاء المفرط لكنها كانت حادة المزاج سليطة اللسانى حتى توهم القريبون منها والمخالطون لها انها شريرة وهذا قول قاس هي ليست شريرة ولكنها تستوحش من طباع الناس ومزاياهم وكانت تستسعر النصر على اي مناقش لها او طالب منها حين ترفض او حين تعاند ! زوجها كان ذا ذكاء مفرط فهو رغم كونه لايحسن القراءة ولا الكتابة حفظ القران من خلال حاستي السمع والبصر بل وصل به التحدي لوضعه كأمي ان افتتح مدرسة ابتدائية اسمها المدرسة الصالحية وقد انتمى إليها طلاب كثر بينهم عرار مثلا وكان ابو عرار شاعر زجل مرغوب ومطلوب ! وفي اوراق عرار التي تشبه المذكرات وردت هذه الحكاية الغريبة جدا ! كتب عرار ما ملخصه ان خصومة نشبت بين والدي والدتي لم يجد معها تدخل الجيران فكانت تشتمه وتهينه وتصرخ بعالي صوتها بينا الرجل خجول صابر صامت وهو يرى الى ان علاقته بزوجته باتت فضيحة متداولة في المجالس ! فقرر الوالد الانتحار باي طريقة متيسره فاهتدى الى ان يلقي بنفسه في بئر عميق مظلم فيه ماء شديد المرارة مطلسم بالالغاز والحكايات الخرافية من مثل سكن الجن والعفاريت في اعماقه ! وهاله انه لم يمت لان مستوى الماء وصل الى كتفيه وكان يرى الى الناس ينظرون اليه من عال ! وبينا هو يفكر بطريقة خنق نفسه واذا به يسمع صراخ صديقه المعلم وقريب زوجته السيد حمدان المراشدة وهو يقول له اطلع بسرعة والحق زوجتك فقد سقط على عليها الجدار ولعلها ماتت او تلفظ انفاسها الاخيرة ! فخرج من البئر وهرع مع حمدان ورفعا الانقاض ووجدا ام مصطفى مهشمة من الجمجمة حتى القدمين وحملها زوجها الى المشفى ركضا وبعد التي واللتيا انقذت حياتها من موت شبه محقق واعيدت الى البيت وهي مهشمة محطمة مشلولة لاتنطق فجلس زوجها الى جنبها يداريها ويطعمها ويهش في وجهها بيد انها لم تعش طويلا بعد هذه المصيبة بل ماتت وهي تمسك بيدي ابي مصطفى لعلها كانت تعتذر وتعبر له عن امتنانها ونقاوة معدنه ! ولم ياخذ والد مصطفى اجازة من الخصومات بعد وفاة زوجته بلنشبت خصومة اشد بين مصطفى ووالده ! نشبت بينه وبين والده خلافات حادة، ما جعل والده يحجم عن إعادته إلى مدرسة عنبر في دمشق، ويبقيه في اربد ليعمل في مدرسة خاصة كان قد افتتحها والده آنذاك وسماها “المدرسة الصالحية العثمانية”. بقي مصطفى في إربد. وعمل في مدرسة والده مضطراً، واستمرت خلافاتهما واشتدت، فقرر عرار أن هجرإربد، 20 جون/1917 رفقة صديق ابن موظف كبير في الجهاز العثماني وسافر نحو اسطنبول لكنهما عدلا عن فكرة بلوغ اسطنبول فقرر عرار اللبوث في مدينة عربكير و كان عمه علي نيازي قائم مقاما فيها فساعده ليعمل وكيل معلم وباشر العمل في 3 اكتوبر 1918 لكنه جزع من عمله فتركه في 9 مارس
كان خلافه مع ابيه ضربا من العناد فلم يجد والد عرار بدا من تطويعه سوى قطع المساعدات عنه لإكمال دراسته في دمشق للحصول على البكالوريوس ! وقد فت قرار ابي عرار في عضد عرار فقرر الاخير تقديم بعض التنازلات لأبيه وكلف اخلص زملائه ليقنع الأب كي يعفو عن ابنه ويعيد اليه الدعم المالي ليكمل دراسته وقد نجح الزميل في مهمته الصعبة فعاد عرار الى الشام وحصل على شهادة الحقوق سمة 1930 وقد جعل شهادته سانحة للعمل حين يشح الرزق ! وتقلد عرار عددا من الوظائف الرفيعة من نحو رئيس كتاب محكمة الاستئناف، ومدّعي عام السلط، ومساعد النائب العام فرئيس التشريفات في الديوان العالي وكانت له وشائج صداقة ببلاط الملك عبد الله الأول بن الحسين لكن وشائجه لم تشفع له حين سجن شهرين بسبب من نزوعه الوطني والقومي ! فقرر اعتزال الوظائف مهما كانت اغراءاته فافتتح مكتباً خاصاً بالمحاماة وقد نجح في عمله وجمع مبلغا من المال فتفرغ لتعلم اللغات الانجليزية والفرنسية والفارسية وكتب في هذه اللغات فترجم رباعيات الخيام ترجمة امينة قارن (رباعيّات عمر الخيّام (ترجمة)، عمان، 1973. تحقيق د. يوسف بكار طبعة عمان 1990 ) وقد ربطته علاقات صداقة بشفيق المعلوف وجبران خليل جبران وجميل صدقي الزهاوي ومعروف الرصافي و إبراهيم ناجي، أحمد الصافي النجفي، إبراهيم طوقان و عبد الكريم الكرمي .
نموذج فلسفة عرار ——————————–
فأدر كؤوسك ، يا ابا ناصيف ، مترعة روية
وأحل مقال الشيخ إن افتى بحرمتها عليه
إن الذي تسبى مواطنه تحل له السبية !!
عبود يا ناعي النهار على المآذن في العشية
قسما بماحص والفحيص وبالطفيلة والثنية
وبمن شقيت بهن وهي بأهلها مثلي شقية
ليس الهدى وقفا على فئة الشيوخ الازهرية
إن الحياة لها قواعد غير متن الخزرجية
…… ( قعوار ) اللذيذ وانه الناى الشجية
وهيامنا بالغانيات من الامور الجوهرية ،،
او ما تراني والمشيب كما تراه بعارضيه
ما زلت خفاق الفؤاد ولم تزل نفسي طرية
والقلب ما تنفك تملأ ساحه خطرات مية
دنف تطارده العجوز ، ولا تهادنه الصبية
إن القدود ……. والعيون ………..
اشواقها ستظل في قلبي وإن اوديت حية
ولسوف تبقى للصبابة في ثرى رمسي بقية
وهواي سوف يظل يهزأ بالقبور وبالمنية
هل ما تزال هضابهم شما وديرتهم عذية
سقيا لعهدك والحياة كما نؤملها رضية
وتلاع وادي اليتم ضاحكة وتربته غنية
وسفوح ( شيحان ) الأغن بكل يانعة سخية
ايام لم يك للفرنجة في ربوعك أسبقية
والعلج ما انتصبت له في كل مومات ثنية
اين السوام وسرح قومك بالعشية يا عجية ؟
ومراحكم لم انكرته معاطن الابل المرية ؟
وجفته حيهلة الاماء وهسة العبد الونية
ماذا اصاب بني ابيك ؟ اما لهم فينا بقية ؟
صمتا فان العي في بعض المواقف شاعرية
وتحامق الضعف الهضيم نهاية في العبقرية
لما رأيت الكذب سر تفوق الفئة السرية
ورأيت كيف الصدق يذهب من يقول به ضحية
ونظرت أحلاس الوظائف سادة بين البرية
أيقنت أن الألمعية في ازدراء الألمعية
وحللت عقلي من عقال الهاجسين بحسن نية
وسبرت أغوار السراة وقستهم بالسرسرية
فوجدت رهط الهبر قد بز الأماثل أريحية
لا تنخدع بالبنطلون ولا تثق بجمال زية
ما كل زخرفة اباء وكل خطب عنجهية
كم فارس هو في الحقيقة عند راتبه مطية
ومدجج قاد السرية وهو قواد السرية
هات اسقني ما للحياة بغير عربدة مزية
واسبأ لنا إن الزقاق مباءة الأمم السبية
واشرب على نمطي كما تأتم بالشيخ المعية
عاش مصطفى وهبي التل حياته بالطول والعرض شاعرا مفوها وموظفا رفيعا واردنيا مرتبطا بصلات حميمة بالبلاط الملكي ومناضلا عنيدا صنديدا وقد سجن وطورد ولعل اعمق جرح في حياته هو الخلاف العميق بين امه وابيه فكان يهيم في مضارب الغجر بين الخمرة والغناء والرقص ولم يعبأ بتقريع الأهل والأقارب لإمعانه في مخالطة الغجر ..
يقول الشيخ : تب عن حب ليلى
وريا والرّباب ( وكلفدارا )
فقل للشيخ : هل في الفقه نصّ
يبيح إليّ أن أحيا حمارا
الموت يختتم عذابات عرار ——————————
لم يكن مصطفى وصفي التل ليشكو من الامراض الشائعة في زمانه بل كان ذا نشاط مكنه من الاسفار الكثيرة وذات مساء استشعر دبيب الموت في اوصاله فاوصى ان يدفن في اربد على قمة تل شهد طفولته وصباه وقد لبث اولاده وبناته عند راسه تلك الليلة إذ قرروا نقله الى المستشفى الحكومي بعمان لكنه فارق الحياة صبيحة الثلاثاء الرابع والعشرين من ماي 1949 ونفذت وصيته بالكامل ! لكن بناته الوفيات شهيرة، سعاد، منيفة، يسرى، عفاف واولاده الاوفياء يوسف، سلطي،سليم، سالم اجتمعوا وقرروا التخلي عن بيت العائلة في شمال اربد لجعله متحفا للوالد العظيم على ان يتم نقل رفاته من التل الى البيت المخصص وكان لهم ما ارادوا في 31 مارس 1989 وبات اولاد عرار وبناته مثالا في الوفاء . رحم الله مصطفى وهبي التل ( عرار ) .
للاستزادة ———————————————
كعوش .محمد . أوراق عرار السياسية – وثائق مصطفى وهبي التل طبعة عمان 1980
الأسد . ناصر الدين : أديبان من الأردن طبعة جامعة عمان الأهلية 1993
عبيدات . محمود: سيرة الشاعر المناضل مصطفى وهبي التل (عرار) 1897-1949 من طبعة عمان 1996 .
العودات . يعقوب ( البدوي الملثم ) . عرار شاعر الأردن 1958 طبعة وزارة الثقافة .
أبو مطر . أحمد : عرار الشاعر اللامنتمي طبعة الاسكندرية 1987.
الزعبي . زياد صالح .عشيات وادي اليابس جمع وتحقيق وتقديم طبعة دائرة الثقافة عمان، 1982 .
أبو صوفة . محمد . : أعلام الأدب والفكر في الأردن طبعة عمان 1983