في عام 2011، وتحديدا في فترة ولاية رئيس الوزراء السابق، نوري المالکي، وأبان عهد الرئيس الامريکي السابق، أوباما، غادرت القوات العسکرية التابعة للولايات المتحدة الامريکية العراق لتفتح أبواب بلد الرافدين على مصراعيه أمام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لکي ليس يشغل الفراغ الامريکي فقط وانما لکي يوطد من نفوذه الى أبعد حد و يجعل دوره و وجوده في العراق هو الاقوى و الاکثر تأثيرا من الدور الامريکي ذاته.
ذلك الانسحاب الذي کان خطئا أکثر شناعة من الاحتلال نفسه، ذلك إنه قد مکن لطهران مالم تکن تقدر عليه في أي وقت آخر، وکأن الاحتلال الامريکي و کل ماقد تداعى و نجم عنه من خسائر فادحة على الصعيدين المادي و المعنوي، لم يکن إلا من أجل تحقيق الاهداف و الغايات المشبوهة لطران في العراق، وبعد المسرحية الخائبة لإستيلاء تنظيم داعش على مساحات شاسعة من العراق في عهد الفاشل نوري المالکي، والذي تم وضع السيناريو الخاص به في طهران وتم الإيعاز للمالکي بتنفيذه، وعودة قوات التحالف الدولي بزعامة أمريکا للعراق مرة أخرى من أجل مواجهة داعش، وبعد کل الجهود و التضحيات التي تم تقديمهامن جانب التحالف الدولي و القوات العربية و الاقليمية التي شارکت في الحرب ضد داعش في العراق و سوريا و إعلان الارهابي قاسم سليماني بأن الحرس الثوري قد حقق النصر، بعد هذا کله، يخرج علەنا حزب نوري المالکي ليطالب مجددا بمغادرة القوات الامريکية للعراق، خصوصا بعد أن أکد قائد قوات التحالف الدولي في العراق بان الوجود الامريكي سوف يبقى في العراق لحين استقرار الوضع، حيث يرى هذا الحزب الذي لعب أسوء دور لحد الان عراق مابعد حزب البعث، بأنه”يجب على الحكومة العراقية ان توصل رسالتها الى أمريكا والمجتمع الدولي بان الوجود الامريكي هو من يعرض العراق لعدم الاستقرار”، خصوصا وإن هذا الحزب کما يبدو منزعج و مستاء من تنسيب قوات التحالف النصر لنفسها، ذلك إنه يراه”نصرا إيرانيا خالصا”!!
الدعوة لخروج القوات الامريکية من العراق دعوة حقة و صائبة ولکن شريطة أن تقترن بخروج قوات الحرس الثوري من العراق و حل کافة الميليشيات التابعة للحرس الثوري، ذلك إن السبب و العامل الاساسي لحالة الخلل و عدم الاستقرار في العراق منذ عام 2003، هو الدور و النفوذ الايراني، الذي لايترجى أي خير من ورائه على وجه الاطلاق، وحري بحزب الدعوة أن يکرم الشعب العراقي بفك تبعيته المشبوهة لإيران و أن يحترم سيادة و إستقلال العراق و المصالح العليا للشعب العراقي أما دعوته هذه فهي ليست إلا کلمة حق ولکن يراد بها باطل الاباطيل!