19 ديسمبر، 2024 1:42 ص

ما بين حيدر العبادي وإستخدامه لـ “قوة الذريعة” ـ ـ ومسعود البرزاني وإستخدامه لـ “ذريعة القوة”!!

ما بين حيدر العبادي وإستخدامه لـ “قوة الذريعة” ـ ـ ومسعود البرزاني وإستخدامه لـ “ذريعة القوة”!!

وأنا أتصفح الأخبار العالمية ومتابعة إصابة بعض مناطق العالم بعدوى (فايروس) الإنفصال!!، جلب إنتباهي قول رئيس المجلس الأوربي “دونالد توسك” في تغريدة له عبر موقع “تويتر” تعقيباً على إعلان البرلمان الكاتالوني الإنفصال عن إسبانيا قائلاً: “لا شئ تغيّر بالنسبة الى الإتحاد الأوربي، ستبقى إسبانيا المحاور الوحيد لنا، أتمنى على الحكومة الإسبانية إختيار قوة الذريعة لا ذريعة القوة”، هذا ما قاله دونالد توسك.
الرابط أدناه: نص ما جاء في تغريدة رئيس المجلس الأوربي:
https://kitabat.com/news/%d8%a8%d8%b1%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86-%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a7-%d9%8a%d8%b9%d9%84%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d8%b3/
وحيثُ أعتقد بأنّ ما فعله رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي قد (أثلج) صدور حتى مناوئيه من كل الفرقاء وبالأخص الكُرد منهم المخالفين لخطوة مسعود البرزاني في إجراء الإستفتاء حين إستخدم العبادي “قوة الذريعة” لإفشال الإستفتاء عكس خصمه في هذه المنازلة رئيس الإقليم السابق مسعود البرزاني الذي عوّل على “ذريعة القوة” ولوي الأذرع بتعنته ومكابرته الغير محسوبة التي أضرّت المكوّن الكردي قبل غيره من مكونات الشعب العراقي.
وفي مقالة كتبها الكاتب والصحفي الآيرلندي (باتريك كوكبيرن) المخضرم بالشأن العراقي من خلال زياراته الميدانية التي إبتدأت منذ أمد بعيد حتى قبل سنة 2003م ذكر فيها: “من أنّ مسعود البرزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني قد إرتكبوا أكبر الأخطاء التكتيكية في تاريخ العراق، لا بل في تاريخ الشرق الأوسط كلُه”!!!.
الرابط أدناه لما جاء في مقالة الصحفي الآيرلندي (باتريك كوكبيرن):

“باتريك كوكبيرن” : استفتاء كردستان أحد أكبر الأخطاء التكتيكية والعراق قد يصبح مسرحاً لمعارك واشنطن وطهران


وحيثُ لا يزال السيد مسعود البرزاني متعنت ويدافع بضراوة عن خطأه (التكتيكي) التاريخي كما وصفه الإعلامي “باتريك كوكبيرن” وبطريقة لا تخدم محاولات الطرفين الإتحادي والإقليمي لإيقاف تداعياته التي قد تدفع إلى الصدام المسلح!!، وربما هذا ما يسعى اليه السيد مسعود البرزاني بعد أن حصّن مواضع “البيشمركة” الدفاعية وجهزها بأسلحة جديدة ربما أوهمته مرة أخرى بأنه قادر على إستعادة الأراضي التي أعاد الجيش إنتشاره فيها ومنها كركوك التي قال عنها البرزاني من إنها ستعود تحت سيطرة الإقليم مرة أخرى متحدياً بذلك السلطة الإتحادية لجرّها الى الصدام المسلّح!!، وحيثُ يدري من إنها سوف لن تعود إلاّ بإحتمال غير مؤكد في حال قيام معارك قد تكون مستمرة بين “كرٍ وفرٍ” لا قدّر الله بين أبناء البلد الواحد.
والرابط أدناه لتصريح السيد مسعود البرزاني الذي إتهم فيه مجموعة من “الكُرد” بالخيانة رافضاً كل القرارات الصادرة بشأن الغاء “الإستفتاء” ومدافعاً فيه عن خطأه التاريخي:
https://kitabat.com/news/%d8%a3%d8%aa%d9%87%d9%85-%d8%a7%d9%83%d8%b1%d8%a7%d8%af%d8%a7-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%8a%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d9%88%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d9%83%d8%b1%d9%83%d9%88%d9%83-%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%b2%d8%a7/
وفي نشرة الثامنة من العراقية الإخبارية ليوم 2017.10.28 وفي الدقيقة الأولى منها عرضت الخبر المصوّر للإجتماع الذي حصل بين قادة الجيش الميدانيين يترأسهم رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الأول الركن عثمان الغانمي مع قيادات من “البيشمركة” في الموصل والذي أصّر فيه رئيس أركان الجيش الإتحادي على ضرورة عودة “البيشمركة” الى حدود ما قبل سنة 2003م التي أقرّها الدستور الإتحادي مع تسليم كافة المنافذ الحدودية والإشراف عليها بشكل مباشر من قبل السلطة الإتحادية.
ومرة أخرى إستخدم المحاورون العسكريون الإتحاديون “قوة الذريعة” في محاولتهم لإقناع الطرف المقابل المتمسك بالأرض المتنازع عليها خلافاً للدستور العراقي الذي ينص على إدارتها من قِبل السلطات الإتحادية لحين التوصل الى الإتفاق بشأنها والذي إشترك في صياغته بشكلٍ رئيسي القادة الكُرد ومنهم رئيس الجمهورية الحالي الدكتور فؤاد معصوم!!!.
الرابط أدناه: لنشرة الأخبار أعلاه:

لكن الوفد المحاور للبيشمركة الذي ترأسه وزير داخلية إقليم كردستان/العراق حاول التنصل أمام “قوة الذريعة” في أكثر من مرّة طالباً العودة الى أربيل لعرض مسودة الأتفاق الذي توصل اليه الجانبان (يبدو من أنّ الوفد الكُردي المحاور قد ذهب الى الإجتماع بدون أي صلاحيات تذكر، وهذا الأمر يذكرنا بالوفد العراقي المفاوض الذي كان برئاسة الراحل طارق عزيز مع الوفد الأمريكي المفاوض برئاسة وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر لتفادي إندلاع الحرب التي دمرت العراق فيما بعد)!!.
وهذا ما أكده أيضاً أحد المفاوضين الكُرد الشيخ “جعفر مصطفى” القيادي المخضرم في قوّات البيشمركة وحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” بقوله: “من أنّ الوفد الكردي المفاوض لم تكن لديه أي سلطة سياسية للإتفاق مع العراقيين”!!، والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا ذهبوا للتفاوض إذن؟؟!!، وهل كانوا جادين فيه؟؟!!.
وطريقة كلام الشيخ “جعفر مصطفى” تؤكد رفض الساسة الكُرد الذين يشاطرون مسعود البرزاني تعنته إنتمائهم للدولة العراقية حين يتحدثون لوسائل الإعلام الأجنبية والمحلية فيذكرون إسم “العراقيين” بمعزل عن مواطني الإقليم وكأنهم يتحدوثون عن خلاف بين دولتين!!!، وهذا الأسلوب كافي لتبرير عدم ثقة الحكومة الإتحادية بنواياهم!!، ومما يلاحظ أيضاً خرق حكومة الإقليم بشكل واضح للدستور العراقي في مادته (4) ثالثاً التي تنص على أن: “تستعمل المؤسسات الإتحادية والمؤسسات الرسمية في إقليم كردستان اللغتين”، أي العربية والكردية، لكن ما نلاحظه التزام الجانب الإتحادي فقط بهذه الفقرة وعدم التزام حكومة الإقليم بها في إستخدامها للغة العربية على لوحات دوائرها ومؤسساتها بشكل عام وداخل مؤسساتها الرسمية أيضاً!!.
من جانب آخر وفي نفس التقرير يؤكد “منصور البرزاني” نجل السيد مسعود البرزاني الذي يقود قوات نخبة كردية أمنية (تدافع) عن سلسلة تلال مقابلة لمعبر “فيشخابور” العراقي قائلاً: “أنه سيفضل القتال حتى الموت على أن يسمح للقوات الإتحادية بالسيطرة على المعبر”، في إشارة واضحة لعدم رغبته في الإنصياع للدستور العراقي الذي يمنح السلطات الإتحادية حق السيطرة على المعابر الدولية مع بلدان الجوار العراقي!!، وبهذا التصريح الخطير الذي يلّوح فيه “بذريعة القوة” يؤكد بمنطق لا يقبل الجدل من أنّ الجانب المفاوض للإقليم غير جاد بمطالبته للجانب الإتحادي بتحكيم الدستور العراقي والإستناد على فقراته في المفاوضات!!!، وحيث أوصلت هذه التصريحات الغير مسؤولة الأمور الى مستويات خطيرة منذرة بإنفجارها في أي لحظة!!!.
الرابط أدناه لتصريحي الشيخ جعفر مصطفى ومنصور البرزاني:
http://www.ishtartv.com/viewarticle,78003.html
ثمّ يتفاجئ المراقبون ببيان لحكومة الإقليم رداً على تصريحات نُسبت الى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وتصريحات حكومية إتحادية بالمقابل إتهمت الجانب المحاور الكردي بالتنصل من الإتفاق بعد تعزيز دفاعاته وتعزيز قواته العسكرية على خطوط التماس وإنّ قبوله بالتحاور كان لكسب الوقت ليس إلاّ!!.
ولو دققنا في هذا البيان المقتضب الذي تبرر فيه حكومة الإقليم رفضها للموافقة على المسودّة المتفق عليها وعدم المضي في توقيعها بسبب إختلاف المسودّة الأولى عن الثانية “نوعما” كما ورد في نص بيان حكومة الإقليم والتي لم توضح بشكل كامل ماذا تعني كلمة “نوعاً ما” التي تحججت بها حكومة الإقليم برفضها لمسودة الإتفاق حقناً لدماء الشعب الواحد من الطرفين!!، خاصة وإنها تؤكد على ضرورة تطبيق الدستور العراقي في الفقرات الواردة في المسودّة، والدستور العراقي واضح في هذه الفقرة التي تنص على أنّ حراسة الحدود الوطنية وإدارة منافذها هي من إختصاص السلطات الإتحادية حصراً.
الرابط أدناه: بيان حكومة إقليم كردستان:
http://www.ishtartv.com/viewarticle,77848.html
الرابط أدناه لتفاقم الوضع الأمني بين الطرفين وتبادل الإتهامات:
https://kitabat.com/news/%d8%aa%d8%b5%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%b9%d8%b3%d9%83%d8%b1%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d8%aa%d9%87%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%aa%d8%a7%d9%84-%d8%a8%d9%8a%d9%86/
لكن يبدو من أنّ ما ذهب اليه الجانب الحكومي بإتهامه للحكومة الإقليمية في عدم جديتها للتحاور قد بدأت تظهر مصداقيته حين صرّح أحد المسؤولين الكُرد تصريحاً خطيراً حول السعي لتحصين المواقع الأمامية في كردستان “بالأسلحة الفتاكة” في حال تقدم قوات الحشد الشعبي العراقي كما وصفها الخبر وعلى ذمته، وبهذا التصريح يكون هذا المسؤول قد المح لـ “ذريعة القوة” مجدداً في التنصل من الموافقة على مسودة الإتفاق وعدم المضي على توقيعها!!، والأسئلة التي تطرح نفسها مرة أخرى: ما هي هذه الأسلحة الفتاكة؟!!، ومن الذي زوّدهم بها ببضعة أيام؟!!، وهل سيقف الجانب الآخر مكتوف الأيدي في حال إستخدامها من قبل العناصر المسلحة الكردية؟!!، أم إنّ هذا التصريح يندرج ضمن الحرب النفسية بين كلا الجانبين؟!، لكن الأهم من كل ذلك نتمنى على الطرفين تغليب لغة العقل والحوار بين أبناء البلد الواحد وحل المسائل المتعلقة سلمياً دون غبن لأي طرف، فهم بنهاية الأمر شعب واحد متصاهر بشرائحه.
الرابط أدناه: “مسؤول كردي يهدد بأسلحة فتّاكة وتغيير في موازين القوى”:
https://kitabat.com/news/%d9%85%d8%b3%d8%a4%d9%88%d9%84-%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a-%d9%8a%d9%87%d8%af%d8%af-%d8%a8%d8%a3%d8%b3%d9%84%d8%ad%d8%a9-%d9%81%d8%aa%d8%a7%d9%83%d8%a9-%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%ac%d9%87%d8%a9-%d8%a7/
ولا ننسى أن نشير الى أنّ ما بدأنا نلاحظه في الآونة الأخيرة من بدأ التصريحات الحكومية وخاصة عبر وسائل الإعلام الشبه رسمية (قناة العراقية الإخبارية الفضائية حصراً)، حيثُ بدأت تأخذ معنى الشمولية في الإتهامات للمكوّن الكردي ككل بما يجري من تداعيات سياسية دون ذكر الجهة الكردية المعنية غالباً بتلك التداعيات!!، وهذا الأسلوب الإعلامي يُعتبر ذو نهج خطير يرجعنا الى المربع الأول في الصراع الطائفي الديني والقومي، فغالباً ما نسمع من مذيعي نشرات الأخبار كلمة “الأكراد” بإتهاماتهم في عرقلة الإتفاقات والحوارات مع الجانب الحكومي دون ذكر من هي الفئة الكردية المعنية بالعرقلة؟!!، وذلك لفرز الأمور بشكلها الصحيح وعدم خلط الأوراق وشمول الجميع وكأنّ “الكُرد” بجميع أحزابهم وفئاتهم يشاركون بهذه العراقيل!!، وقد تناسوا من يروّجون لهذا الإسلوب الإعلامي الخاطئ من أنه لولا مساعدة الفئات الكردية الرافضة لسياسات السيد مسعود البرزاني لما تحقق ما تحقق من تطورات ميدانية أجهضت الى حدٍ كبيرٍ عملية الإستفتاء!!، وهذا الإسلوب الإعلامي الغير مسؤول لقناة العراقية الإخبارية إذا كان مقصوداً ولغايات مستقبلية لإستخدام “ذريعة القوة” للدولة في المراحل اللاحقة سيوصل البلد الى منزلق خطير وهذا ما ترغب به الجهة المستفيدة من الجانب الكردي في تأزيم الأمور!!، أما إذا كان يرد ذكره بشكل عفوي وغير مقصود “فالمصيبة أعظم” لأن من هم في موقع المسؤولية الإعلامية عليهم واجب بلوغ المستوى المهني في أعلى درجاته لحساسية الإعلام في طرح الأحداث ومتابعتها ونقلها الى المواطن العراقي بطريقة مخاطبتهم له بفئاته المجتمعية على حدٍ سواء.
ويبدو من أنّ الأمور تسير بإتجاه تأزيم الوضع وبلوغه أعلى درجات الخطورة للحد الذي ينبأ بعودة الصراع المسلّح الذي سيكون وقوده المواطنين الأبرياء خاصة المكونات العراقية المتواجدة داخل منطقة الصراع ومنهم الكُرد بعد أن إعتقدوا بأن زمن الحروب قد ولّى!!!.
كما ويبدو من أنّ السيد مسعود البرزاني قد قاده الحنين الى القتال في الجبال بعد حياة الترف التي يعيشها الآن وشجعته على التعنت في قراراته مقامراً مرّة أخرى بحياة الملايين من الكُرد وغيرهم من المكوّنات المتواجدين في دائرة الصراع وحيثُ أتعبتهم لأجيال عديدة حياة البؤس والحروب وفقدان الأمن والأمان!!، إذ لم يستطع يوماً تصوّر نفسه “رجل دولة” عليه واجب الحفاظ على مكوّنه والوصول بهم الى شاطئ الأمان والعيش بسلام وأمن، كما وأنه لم يأخذ الدروس والتجارب من القادة “الثوريين” الذين سبقوه وماذا كان مصيرهم ومصير شعوبهم.
أمل كل العراقيين كُردهم قبل غيرهم من المكونات العراقية الأخرى أن يتحكم جميع القادة من كل الأطراف بعقولهم ويفكروا بمنطق وحكمة وتعود الأمور حتى الى ما قبل يوم الإستفتاء عندما غلب الحوار والمنطق على لغة البندقية ومآسيها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات