كثيرة هي ألاحداث اللبنانية التي تهم المنطقة والعالم لاسيما بعد ظهور حزب الله كحركة مقاومة ضد ألاحتلال الصهيوني منذ عام 1982 .
لقد كان الحدث اللبناني قبل ظهور حزب الله محصورا بما أريد له أن يكون وجها للبنان فقط من خلال الرقص والغناء وما يستتبع ذلك من تأثيرات أجتماعية تخص ألاخلاق .
لكن حيوية الشخصية اللبنانية مثلما كانت على موعد مع مار مارون وكنيسته المارونية كذلك كانت على موعد مع الشهيد ألاول والشهيد الثاني من فقهاء مدرسة أهل البيت , ثم كان العلامة عبد الحسين شرف الدين طريد ألاحتلال الفرنسي الذي دخل القاهرة بزي بدوي عربي وكان لآدباء مصر أحتفال في القاهرة فدخله وجلس دون أن يعرفه أحد , تقول مي زيادة في مذكراتها : أغتنم الشيخ عبد الحسين شرف الدين فرصة أنشغال عريف الحفل بتقديم الخطباء فصعد منبر الخطابة بدون تقديم وراح يتحدث بطلاقة ألهبت حماس الحضور وشدت أعجابهم , حتى أنها تقول : لم أدر هل كان بيان لسانه البليغ أسهل أم تحريك خاتمه بأصبعه أطوع لبنانه من بيانه ؟
ثم بزغ نجم ألامام موسى الصدر في نهاية الخمسينات من القرن العشرين ليقود حركة الوعي اللبناني بشقيه المسلم والمسيحي من خلال أفواج المقاومة اللبنانية ” أمل ”
وعندما عرفت الدوائر الغربية المتصهينة خطورة مشروع ألامام موسى الصدر التغييري أوعزت لآحد أدواتها من أنظمة التبعية بتغييب ألامام موسى الصدر , فكان المقبور القذافي حاضرا لتلبية الطلب , مثلما كان صدام حسين في العراق منفذا لجريمة العصر بقتل فيلسوف القرن العشرين محمد باقر الصدر مفسر نظرية المعرفة من خلال ” نظرية التوالد الذاتي ” التي أصبحت هي من يقود ريادة المعرفة البشرية بعد أن كان الفيلسوف الكبير ” أرسطو ” هو من يعرف بأبي المعرفة البشرية لمايقرب من الفي سنة .
وفي العام 1982 ظهرت حيوية الشخصية اللبنانية من خلال ظهور حزب الله بعد أن كان ألاجتياح ألاسرائيلي للبنان عام 1982 يواجه بصمت ألانظمة العربية لاسيما تلك التي أستسلمت لواقع ألاحتلال الصهيوني للآرض الفلسطينية وتهجير أهلها .
وكان للحيوية اللبنانية حضور في ظهور الجماعة ألاسلامية ولكن الهيمنة الوهابية بالمال والقرار السعودي جعلها ضعيفة القرار ومن ثم ضيع بوصلتها في التغيير وبناء الشخصية حيث طغى التكفير على سلوك الكثير من أفرادها فأنكمشت في بؤر متطرفة تصنع الريبة أكثر مما تصنع ألانفتاح .
ولقد أستطاع حزب الله في لبنان بزمن قياسي في عمر ألاحزاب أن يحقق شعبية وطنية على مستوى لبنان شملت طوائف لبنان بوعي يتجاوز حدود الطائفة , ثم حقق شعبية عربية وأسلامية تجاوزت حدود الجغرافية ألاقليمية مثلما تجاوزت حدود المذهبية لولا أستنفار الحقد والكراهية المتراكمة عند أتباع الوهابية الذين لم يجيدوا غير ألارهاب والتكفير الذي لاينتمي للحاضنة ألاسلامية فضلا عن الحاضنة ألانسانية – وهنا أحب أن أذكر القراء من أهل الوعي وهم كثر والحمد للله بأن حفنة المطبلين الطائفيين ومن ران على قلوبهم سيفزعهم هذا الوصف لحزب الله في لبنان وسيتقيأون الكلمات الهابطة التي عرفها قراء كتابات وضجروا منها وأنا دائما أوصي أخواني بالقاعدة التالية – تكلموا تعرفوا والمرء مخبوء تحت لسانه – وليعلم جميع أخواني القراء أنني عندما أتناول الحديث عن حزب الله في أطار الحدث اللبناني , أنما أتوخى القاعدة القرأنية الكريمة ” ولا تبخسوا الناس أشياءهم ” .
وأي كاتب باحث منصف يتناول الحدث اللبناني اليوم لابد له من المرور على تجربة حزب الله في لبنان والتي أصبحت بعض مراكز البحث في العالم ممن يحترمون التجارب والمبادرات يدرسون تجربة حزب الله في المقاومة من خلال حرب تموز وطريقة عمل ألانفاق , وكيف أوقعوا الدبابات ألاسرائيلية في وادي الموت ؟
وللذين لايعرفون حزب الله عن قرب أقول لهم : أذا أردتم معرفة أي حزب أعرفوا من هم أعداؤه ومن هم أصدقاؤه ؟ بعيدا عن المبالغة في المديح التي أصبحت مرض ألانظمة وألاحزاب مثلما هي مرض الشعراء من الذين في كل واد يهيمون ؟
وأعداء حزب الله في لبنان هم كل من :-
1- أسرائيل
2- الكنيسة الصهيونية المتطرفة في أمريكا التي لاترتبط بالفاتيكان والتي ينتمي لها تيار المرمون بقيادة ” مت رومني”
3- مجموعة الدول ألاوربية التابعة للقيادة ألامريكية ذات الميل التوراتي في السياسة والتاريخ وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا
4- أنظمة التبعية ألامريكية في المنطقة العربية وهم معروفون
5- حزب القوات اللبنانية صاحب العلاقة المعروفة مع أسرائيل والذي كان وراء مجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982 برئاسة سمير جعجع المتهم بقتل رشيد كرامي رئيس وزراء لبنان ألاسبق ؟
6- حزب الكتائب اللبناني المعروف بعلاقته التاريخية مع أسرائيل والذي يترأسه اليوم أمين الجميل
7- حزب الوطنيين ألاحرار : الذي هو على خط الحزبين المذكورين أعلاه ويتزعمه دوري شمعون .
8- حزب المستقبل لاسيما بعد أستشهاد رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري عام 2005 والذي كان في أخر أيامه يقيم علاقات تقارب مع حزب الله , ولكن حادثة أغتيال رفيق الحريري ذات الطابع المخابراتي الدولي أربكت الوضع اللبناني لصالح الفتنة الطائفية ومع مجيئ سعد الحريري لقيادة حزب المستقبل وهو قليل الخبرة مما فسح لبعض المتطرفين مثل أحمد فتفت وفؤاد السنيورة ومن تحالف معهم ممن ينتمون للجماعة ألاسلامية من المتطرفين جعلوا كفة التطرف أكثر من كفة ألاعتدال ولحضور التأثير السعودي على حزب المستقبل أصبح حزب المستقبل من خلال تحالفه مع بعض ألاحزاب المسيحية المتطرفة والتي أشرنا اليها والتي عرفت بجبهة ” 14 أذار ” التي تبنت العداء لحزب الله بناء على أيحاء الدول وألانظمة الممولة لحزب المستقبل وحلفائه ويكفي أن يعرف القارئ أنه دفع في ألانتخابات ألاخيرة في لبنان لشراء ألاصوات ماوصل في زحلة الى “3000” دولار للصوت الواحد .
أما أصدقاء حزب الله فهم :-
1- حركة الجهاد ألاسلامي في فلسطين
2- حركة حماس للمقاومة الفلسطينية في غزة
3- الجبهة الشعبية القيادة العامة – فلسطين
4- حركة التوحيد ألاسلامية التي يقودها بلال شعبان
5- تيار التغيير وألاصلاح الذي يقوده الجنرال ميشال عون
6- الحزب الديمقراطي اللبناني الذي يقوده طلال أرسلان
7- حزب التوحيد العربي برئاسة وئام وهاب
8- تيار المردة بقيادة سليمان فرنجية
9- التجمع الذي يقوده الوزير السابق عبد الحميد مراد
10- تجمع الشغيلة الذي يقوده ألاستاذ زاهر الخطيب
11- الحزب العربي بقيادة شاكر البرجاوي
12- الحزب العربي الديمقراطي الذي يتحدث بأسمه رفعت عيد
13- جماعة رئيس وزراء لبنان ألاسبق عمر كرامي
14- جماعة رئيس وزراء لبنان ألاسبق سليم الحص
15- تيار العزم الذي يترأسه رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي
16- وبقي الحزب التقدمي ألاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط على علاقة متواصلة مع حزب الله .
17- جماعة قولنا والعمل برئاسة الشيخ عبد الرزاق
18- الجماعة ألاسلامية بجناحها غير المتطرف برئاسة الدكتور علي عمار
19- هيئة العلماء المسلمين في لبنان والتي تضم نخبة من علماء أهل السنة مثل الشيخ زين الدين والشيخ ماهر حمود والشيخ بلال شعبان , ومشايخ الدروز ومشايخ العلويين
ومن خريطة الصداقات هذه التي تضم نخب طيبة من أهل السنة يمتدون من بيروت الى البقاغ الغربي والبقاع وشمال لبنان وزعامات مسيحية معروفة مثل ميشال عون وسليمان فرنجية ومن شعبية حزب الله المعروفة في لبنان أنه كسب حتى بعض الفنانين مثل ” زياد رحباني ” وكثير من ألاعلاميين المفكرين مثل ” أنيس نقاش ” وسالم زهران , وغالب قنديل وناصر قنديل ورفيق نصر الله , والدكتور أمين حطيط , والعميد وليد سكرية , وهؤلاء بعضهم من أهل السنة وبعضهم من أهل الشيعة يجمعهم حب المقاومة وألانتصار للحق .
وصداقة حزب الله مع القيادة السورية قائمة على تحالف ستراتيجي هو مقاومة العدو الصهيوني , وهذا التحالف يكتسب بعدا أخلاقيا يقوم على مفهوم ” عدو عدوي صديقي ” ويكتسب بعدا سياسيا يقوم على الفرز الميداني في ساحة المواجهة التي يحتاج فيها المقاتل الى كل من يؤازره .
فأذا كان الهدف مشروعا , ومقاومة العدو ألاسرائيلي هدف مشروع لايجادل فيه ألا من سفه نفسه وعقله , فالتوحد على هذا الهدف يكون مبرر ومبرأ للذمة بمعناها الشرعي , أما التفاصيل المتعلقة بألاطراف المتحالفة فتبقى لها حساباتها في ذمة المتحالفين حيث لايجوز السكوت على كضة ظالم وسغب مظلوم .
وهذا اللون من الفهم هو من أعالي المعرفة التي تراجع عنها المستوى الثقافي لشعوب المنطقة والكثير من الناس الذين خصهم الخطاب القرأني ” وأكثرهم للحق كارهون ” .
وأما علاقة حزب الله في لبنان بأيران ألاسلامية , فهي علاقة عقيدة صنعت الوطن الفكري ولم تلغ الوطن الجغرافي والتكامل بينهما له قواعد وأصول ليس هنا مجال شرحها , وضعت لها القاعدة القرأنية منطلقا شديد التركيز ” لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم ألاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا أباءهم أو أبناءهم أو أخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم ألايمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها ألانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا أن حزب الله هم المفلحون ” – 22- المجادلة –
وهذه العقيدة هي مشروع عمل ألانبياء والرسل والصالحين وهي هدية السماء الى أهل ألارض من خلال حتمية العلاقة بين ألارض والسماء ” قل لو كان في ألارض ملائكة يمشون في ألارض مطمئنين لنزلنا اليهم من السماء ملكا رسولا ” .
وأختلف الناس حول هذه العقيدة ” كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين فأختلفوا ” .
وحزب الله في لبنان كمثل للعاملين المجاهدين بروح العقيدة ألاسلامية العالمية المنفتحة على ألانسانية وصولا للمستقبل التوحيدي المنظور ” ونريد أن نمن على الذين أستضعفوا في ألارض فنجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ” .
واجه ألانقسام من خلال التحريض الذي تقف ورائه أمريكا وأسرائيل وأنظمة التبعية في المنطقة , مثلما واجه التطرف الذي مارسه كل من وقف بوجه مشروع المقاومة من ألاحزاب والجهات التي ذكرنا أعلاه .
وكان التحريض والتطرف قد أجتمع على مقولة باطلة هي من زخرف القول أسمها :” الستراتيجية الدفاعية ” ويقصدون من وراء ذلك مايلي :-
1- لاسلاح ألا سلاح الشرعية ” الدولة ” وهو كلام حق يراد به باطل , فالجميع يعرف أن الجيش اللبناني ممنوع من التسلح بقرار أمريكي أسرائيلي , وأسرائيل دولة محتلة لفلسطين لاترى أي حق لشعب أو دولة ترفض أحتلالها للآرض الفلسطينية , وهي بالتالي تحضر للعدوان بطبيعتها , فمن يحمي لبنان وشعب لبنان من عدوانها المستمر في البر والبحر والجو ؟ ولذلك وجد شباب لبنان من أهل الجنوب وبقية المناطق اللبنانية الحاجة لآسلوب المقاومة , وقد ظهرت مقاومات كثيرة ومنها المقاومة الفلسطينية وأختفت أغلبها لآسباب كثيرة , لم يبق منها سوى المقاومة الفلسطينية في غزة وبعض أجنحة المقاومة في سورية , والمقاومة اللبنانية بشخص حزب الله , والذين يرددون مقولة ” لاسلاح ألا سلاح الشرعية ” هم ليسوا حريصين على الشرعية بشخص الدولة اللبنانية بدليل أنهم كانوا وراء ملفات الفساد المالي منذ عام 1992 والى عام 2011 والدول التي تدفعهم وتحرضهم ضد حزب الله لم تقدم دعما بالسلاح للجيش اللبناني بل أنه عندما أهدى الملك السعودي طائرة لرئيس جمهورية لبنان أثناء زيارته للمملكة العربية السعودية قامت أمريكا بمنع الملك السعودي من تسليم الطائرة الى لبنان خشية أستعمالها ضد أسرائيل ؟
وعندما ظلت الدولة اللبنانية عاجزة عن تسليح الجيش اللبناني ليقوم بردع من يعتدي على لبنان وفي المقدمة أسرائيل , حتى أنه عندما تقدمت أيران بعرض تسليح الجيش اللبناني أوعزت أمريكا الى رئاسة الدولة اللبنانية برفض تلك المساعدة , هذه أمثلة واقعية على عجز الدولة وأطراف التحريض من عدم قدرتهم على تسليح الجيش اللبناني والتحرش ألاسرائيلي بالسيادة اللبنانية وألاعتداء على الشعب اللبناني مستمر يوميا لاسيما في الجنوب الملاصق للآرض الفلسطينية التي تحتلها أسرائيل , وهكذا وجد شباب المقاومة أنه عندما يتخلى الوكيل عن مهمة الدفاع لعدم قدرته , فعلى ألاصيل أن يبادر للقيام بالمهمة وألاصيل هنا هو الشعب اللبناني وعلى القاعدة ألاسلامية في الجهاد الذي تقسمه الى :
1- جهاد واجب ” فرض عين ” ويجب على الجميع من المستطيعين .
2- وجهاد مستحب : وهو على من يحب التطوع
وعندما تحققت أسباب ودواعي الجهاد ضد المحتل ألاسرائيلي تشكلت أفواج المقاومة اللبنانية ” أمل ” بقيادة ألامام المغيب موسى الصدر , ثم تشكلت المقاومة ألاسلامية بقيادة حزب الله الذي وجد من الدولة ألاسلامية في أيران عونا وسندا , وهذا أمر مشروع على كل المستويات التي ذكرنا سابقا .
وهكذا وجد حزب الله نفسه أمام فتنة جديدة تتحرك فيها أطراف داخلية لبنانية بتحريض أمريكي صهيوني وبأدوات أقليمية تمثلها كل من السعودية وقطر وأخيرا أدخلت حكومة أوردغان الذي خان أستاذه نجم الدين أربكان وأنقلب عليه بتحريض أمريكي مقصود وهذه ألاطراف توزعت ألادوار بمشورة أمريكية فيها من المكيدة الشيئ الكثير الذي لايعرفه ألا أهل الخبرة والفهم العميق للمعادلات السياسية , فدخلت السعودية مع سوريا في الشأن اللبناني حتى عرفت معادلة ” السين سين ” ثم أوعزت لقطر بتقديم مساعدات للبنان بعد حرب تموز عام 2006 حتى تكسب شعبية لدى اللبنانيين ثم أوعزت لآوردغان بقيام صداقة مع بشار ألاسد في سورية وتم رفع التأشيرات بين الدولتين تمهيدا لآقتراب أوردغان من الساحة السورية الموعودة بالتفجير أمريكيا وأسرائيليا بعد ألانتهاء من الشأن العراقي .
وفي هذه ألاثناء كان النظام السوري متورطا بفتح المجال أمام مرور جماعات تدعي مقاوم ألامريكيين في العراق وهي جماعات أرهابية وهابية كان النظام السوري يريد من وراء ذلك أزعاج ألامريكيين في العراق , ولكن فاته أن هؤلاء كانوا يقتلون الشعب العراقي مما أوجد في وقته مشكلة بين الحكومة العراقية والنظام السوري وقد كتبنا عن ذلك منتقدين النظام السوري بسماحه لعبور ألارهابيين عبر أراضيه وذلك عام 2005 – 2006
وعندما أنقلب أوردغان على النظام السوري ومعه أمارة قطر ثم تبعتهما السعودية بتوجيه أمريكي لمحاصرة جبهة الممانعة والمقاومة وذلك بعد أندلاع ماسمي زورا بالربيع العربي وهو مخطط جديد لسايكس بيكو جديدة في المنطقة من جرائها قال رئيس المجلس الوطني الليبي بعد مرور سنة من أستلامهم الحكم لازالت ليبيا غير محررة ؟ وفي تونس حاصرت الجماهير في مدينة سيدي بوزيد محافظ المدينة ومنعته من الوصول لمبنى المحافظة نتيجة الفساد في ألادارة , وفي مصر نزلت الجماهير مرة ثانية لساحة التحرير وتراجع الرئيس المصري محمد مرسي عن أقالة النائب العام المصري ؟
وبعد أن أصبحت الثورة السورية مختطفة بيد الجماعات ألارهابية التي جمعت مايقرب من ستين ألف من ألاجانب من تونس وألاردن ومصر ولبنان وتركيا وأفغانسان والشيشان وباكستان ومن جنسيات أوربية وزودت بمختلف أنواع ألاسلحة ودعمت بالمال من قبل السعودية وقطر , وفتحت الحكومة التركية كل حدودها وموانئها للجماعات المسلحة مما جعل أحزاب المعارضة التركية ترفض ذلك , والتحق بهذا الرفض قطاعات واسعة من الشعب التركي نتيجة تضرر التجارة والسياحة .
وأتخذت بعض الجماعات المسلحة من لبنان منطلقا للتدخل بالشأن السوري متمثلة بألاعتداء على ألاهالي من اللبنانيين والسوريين في الشريط الحدودي , وظهر واضحا قيام جماعة “14” أذار ممثلة بتيار المستقبل اللبناني وبعض نواب الجماعة السلفية بدعم المسلحين بالمال والسلاح .
ولقد أتخذت أحزاب التحريض والتطرف ضد حزب الله في لبنان من قضية الثورة السورية منطلقا لضرب المقاومة ألاسلامية في لبنان , وألايعاز الى أختطاف الزوار اللبنانيين على الحدود التركية السورية في سبيل أشعال الفتنة بين الشيعة والسنة وهو نفس العمل الذي فجر سيارة الزوار اللبنانيين في منطقة ألانبار من العراق .
ثم قام فرع المعلومات في قوى ألامن الداخلي اللبناني الذي يديره وسام الحسن التابع لتيار المستقبل بأتهام سورية وحزب الله بماعرف بمتفجرات ميشيل سماحة وهي فبركة يصعب على عقلاء السياسة تقبلها بسهولة , ووسام الحسن عمل بالشأن ألامني بطريقته الخاصة التي لم يطلع عليها حتى أشرف ريفي مدير عام ألامن الداخلي ولقد قال وزير الداخلية ألاردني عندما حضر مؤتمر وزارات الداخلية في بيروت , قال للعميد وسام الحسن : أن ألاسرائيليين يكرهونك كثيرا فأحذر منهم ؟ والعميد وسام الحسن قام بالكشف عن مجموعات تجسس أسرائيلي في لبنان , فعندما حدث أنفجار ألاشرفية وأستشهد العميد وسام الحسن , بلغ الحدث اللبناني أوجه في التحريض والتطرف من قبل جماعة “14” أذار الذين بادروا فورا لآتهام النظام السوري وأصدقائه مشيرين الى حزب الله , وقال سمير جعجع : لاتقولوا لي أن وراء ذلك أسرائيل في محاولة لتبرأة أسرائيل التي لم يبرأها اللواء أشرف ريفي وهو من المقربين جدا للعميد وسام الحسن .
ومما زاد التحريض ضد حزب الله في حادثة تفجير ألاشرفية ما صرح به فؤاد السنيورة في الكلمة التي ألقاها في حفل التأبين حيث دعا الى أجبار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على ألاستقالة وبطريقة بعيدة عن الدبلوماسية ثم أتهم حزب الله علنا وأشتد التحريض وتهييج المتظاهرين مما دعاهم ذلك التحريض العلني الى مهاجمة مبنى السراي الحكومي في سابقة خطرة تصدرها جماعة حزب القوات وهي جماعة سمير جعجع وجماعة من المسلحين السوريين ينتمون الى مايسمى بالجيش السوري الحر وهم من الذين هجموا على السراي الحكومي مما جعل القيادات وألاحزاب اللبنانية تستنكر الهجوم على مبنى السراي الحكومي وبالرغم من قيام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بوضع أستقالته تحت تصرف رئيس الجمهورية الذي طلب منه التمهل لعلمه بأن أمريكا وفرنسا وبريطانيا والسعودية وقطر وتركيا لاتريد أسقاط نجيب ميقاتي , وهذا ألامر هو الذي دعا سعد الحريري وفؤاد السنيورة بالتراجع عن دعواتهم التحريضية وطلبوا من محازبيهم التراجع عن الهجوم على مبنى السراي وكانت لكلمة مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني بالرفض لآسقاط الحكومة من خلال الشارع .
وفي خضم كل هذا التحريض وماجرى قبله ألتزم حزب الله الحكمة في موقفه وأبتعد عن المهاترات الطائفية ووقف معه كل المعتدلين من أحزاب وشخصيات لبنانية مما جنب لبنان الفتنة في أكثر من مرة وأكثرها تحريضا وتطرفا ماحدث عقب تفجير ألاشرفية الذي راح ضحيته العميد وسام الحسن وكان بيان حزب الله بالمناسبة مدعاة لتهدئة الخواطر وتجاوز خطوط الفتنة .
ويظل الحدث اللبناني يختزن الكثير من الدلالات التي نحتاج قرأتها بهدوء لمعرفة خطوط اللعبة الدولية في المنطقة .
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]