اطلعت على مقالة السيد صلاح الموسوي بعنوان كلام لاهل السنة المنشورة على موقع كتابات , وودت ان اعقب عليها بالنقاط التالية :
اولا – اؤيد ما ذهب اليه من ان اهل السنة في العراق في الماضي والحاضر حافظوا على وحدة العراق وضد التقسيم ورفعوا لواء العراق الواحد الموحد.
ثانيا – ان اهل السنة في العراق لم يساندوا طائفية الطغمة الحاكمة على مختلف العصور وقد اصاب الكاتب عندما اشار الى عبد السلام عارف الذي بدأ بالنعرة الطائفية المقيتة ومن حسن الصدف ان اخاه عبد الرحمن عارف والذي حكم العراق من بعده مباشرة كان حكيما ورصينا وقاد البلد بروح المواطنة الحقة وهذا يعني ان تصرف الحكام كان مزاجيا وحسب ما يعتقده الحاكم وليس منهجا ثابتا للحاكم السني , وهذا ما يعزز التأخي المعروف والازلي بين سنة العراق وشيعته .
ثالثا – ان الوضع الحالي ومنذ سقوط النظام السابق تداخلت فيه اجندات اقليمية ودولية حاولت وتحاول جهد الامكان شق النسيج الداخلي ووحدة الصف واثارة النعرات الطائفية لتمزق هذا الشعب الذي عرف بذكاء ابنائه وقوتهم في درء الاعداء والمستعمرين وشهادة التاريخ عليهم لاتحتاج الى برهان , وهي سياسة مخطط لها منذ تولي النظام المقبور لحكم العراق حيث كان منهجه اذلال الشعب لان العراقي كان معروفا لدى الجميع بانه شامخ لايموت الا وهو واقف , لذلك مارس الطاغية في العهد السابق كل صنوف الاذلال ليجعل من العراقي خانعا راضيا بما هو مقسوم له من الذل والهوان والجوع والانكسار وكان له ما اراد حيث استمر لاربع عقود يمارس هذه المنهجية السافلة , ثم جاء السقوط واذا بالحسابات الدولية والاقليمية تطابقت رؤيتها مع منهجية النظام السابق في ابقاء العراق متخلفا ومفرغا من مقومات التقدم والنمو , وذلك بالمجئ بمجموعة امية معدومة لاتستطيع قيادة فصيل فكيف بها تقود دولة وهذا ما حصل واليكم البرهان:
– قصاب في العراق , ثم قصاب في سورية ( لحام ) ثم بواب ( حارس ) لبناية سكنية في استراليا خريج ابتدائية اصبح مستشارا والسكرتير الشخصي لرئيس الوزراء ومنح رتبة لواء في الجيش وهو لم يلتحق بالخدمة الالزامية !
– معلم متوسطة , ثم لاجئ في ايران لم يمارس المهنة , اصبح وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي
– طبيب اطفال ترك المهنة لمدة ثلاثين عاما ومارس مهنة حملة دار للحج في لندن اصبح رئيسا للوزراء بعد الحكومة الانتقالية .
– كاتب حسابات في شركة متواضعة في الكويت ثم بائع متجول في شوارع مونتريال لمدة ثمانية عشر عاما يصبح امين عام مجلس الوزراء.
– عالم في الذرة مارس اختصاصه لسنتين فقط في العراق ثم اودع السجن اثنا عشر عاما ثم لاجئ في ايران لم يمارس المهنة مدة عشرين عاما اصبح وزيرا للنفط ( ما علاقة النفط بالذرة !!! ) وهل بقى لديه علم في الذرة ايضا ؟
– روزخون في كندا بعد ان كان لاجئا في ايران لايمارس اي مهنة اصبح وزيرا للتربية وبعد ان اتهم بتدني مستوى التعليم والمناهج وبناء مدارس من طين تم ترقيته الى نائب رئيس الجمهورية !
– نائب ضابط لاجئ في ايران منذ السبعينات اصبح وزيرا للنقل
– عدد كبير من الذين تركوا اختصاصاتهم لاكثر من عقدين او ثلاثة ومارسوا اعمالا بسيطة ولم يدخلوا دورات لاستعادة اختصاصاتهم تجدهم مدراء عامين ومستشارين ومفتشين عامين في الوزارات ومؤسسات الدولة المختلفة !
هذه النماذج هي التي تحكم العراق والسؤال لماذا تسندهم الولايات المتحدة الامريكية والدول الاقليمية ؟ لان الهدف الرئيسي هو ابقاء العراق متخلفا ضعيفا وهؤلاء الحكام معدومون وقد ابهرتهم لمعان الورق الاخضر ( الدولار ) وراحوا يسرقون وينهبون ولا يبنون , بل بالعكس طردوا الكفاءات الوطنية واحدا بعد الاخر الى ان بلغ عدد الكفاءات المطرودة من مواقع المسؤولية ما يقرب الستين كفاءة من مختلف الاختصاصات من وزراء فما دون .
رابعا – ان مالم يشر اليه الكاتب هو ان اهل السنة ظهر فيهم المفسدين كايهم السامرائي وزير الكهرباء الاسبق ومشعان الجبوري والكربولي او كما يصفهم مشعان بال كابولي نسبة الى ( ال كابوني ) وغيرهم الا انهم ضمن التركيبة التي اريد لها ان تفرغ العراق من تطوره وتنميته وسرقة ثرواته.
خامسا – ان الرغبة في اعطاء اهل السنة دور قيادة الدولة انما تاتي من خبرتهم في هذا المجال وقد تبوأ العديد منهم مراكز المسؤولية المهنية والفنية بحكم طائفية الحكام وليس بحكم طائفيتهم لانهم كانوا ينبذون الطائفية ولايؤمنون بها , لذلك فان هذه النخبة امنت بالمواطنة من جهة واكتسبت الخبرة من جهة ثانية , وهذا الذي يدعونا الى مطالبتهم بقيادة البلد وفق هذه الروح التي انعدمت في حكم الحزب الحالي الذي سيطر على مقاليد البلد وراح يحكم بردة فعل طائفية كما اشار اليه الكاتب الكريم , مما ادى الى تهميش الاخرين وكانها غنيمة لاشخاص جاءت بهم الاجندات الدولية لتدمر هذا البلد عن طريق الاغفال عن سرقاتهم ونهبهم لاموال الشعب وثرواته الوطنية وفي المقابل نجد مثلا ان مجلس النواب كان افضل عندما تولى اياد السامرائي رئاسته وكذلك اسامة النجيفي فهو افضل بكل المقاييس من حسين الشهرستاني وخالد العطية ذو النفس البعيد عن المواطنة , ولا ننسى موقفه حين شذ عن الاجماع العربي في مؤتمر البرلمانات العربية عندما عارض مطالبة الجامعة العربية لايران باستعادة الجزر الاماراتية .
سادسا – نريد من الشخصيات الكفوءة والنزيهة وصاحبة الخبرة من اهل السنة ان يعلنوا عن منهج وطني يعطي العراقي حق العيش الكريم مهما كان دينه ومذهبه واعتقاده شرط ان يلتزم بالعرف العام والمبادئ والقيم العراقية التي عرف بها من تسامح وايثار والترفع عن سرقة المال العام , وان يمنحوا الكفاءات الوطنية فرصة بناء العراق كل من موقعه دون الالتفات الى دينه او عرقه او مذهبه وان ينبذوا العنف والفكر التخريبي الذي اخذ لباس الدين كذريعة له وان يشجبوا الافكار الدخيلة على مجتمعنا والتي تبنتها الصهيونية والماسونية من تكفير وتهجير وتفجير وقتل وارهاب وان تضربهم بيد من حديد لا هوادة له , وان تقطع دابر العملاء والذين ينفذون اجندات اقليمية تضر بالعراق واهله دون الاعتبار لدين او مذهب او عرق او طائفة , وان تصر على مبدئها الذي سجل لها التاريخ بايجابية كبيرة وهو ان العراق واحد موحد لايقبل التقسيم ولا التجزئة , وان الاكراد جزء من الشعب العراقي حالهم حال التركمان والاقليات الاخرى وان الصرف على المحافظات الكردية تكون بالتساوي بالصرف على محافظات العراق قاطبة , وليس هناك اراضي متنازع عليها وانما كلها ارض عراقية ملك لابناء العراق جميعا .
سابعا – ان موارد العراق هائلة وخيراته لاتعد ولا تحصى ويمكن ان تشبع اضعاف عدد سكانه فلا حاجة لنا بالدول الاقليمية في ان تمد هذه الفئة او تلك لتكون خانعة لها او نستدين من هذا البلد او ذاك , بل ان اليد العراقية قادرة على بناء العراق الجديد بالمال العراقي ولسنا اقل من اليابان التي دمرت بالحرب العالمية واستعادت مكانتها بعد ان تهيئت لها القيادة الحكيمة ذات اليد البيضاء التي احبت بلدها وتفانت في سبيله وتجدها اليوم في طليعة الدول المتقدمة , واننا بحاجة فقط الى ايد نظيفة تترفع عن السرقة واكل السحت الحرام , والى قادة يحبون العراق وتربته الطاهرة ولا ياخذون اوامرهم من هذا وذاك .